بقلم: حنين أبو ماضي - قسم الهندسة المدنية ‏

تحرير: علاء ابو ضهير - دائرة العلاقات العامّة

قمنا بأخذ العديد من المحاضرات في مجال الهندسة المدنية في شتى المجالات، وقمنا بعمل جولة للمواقع ( أهمها ‏موقع حفر انفاق) وموقع بناء وحفر ارض، وأيضا ذهبنا الى عدة رحلات مع الدكتور الذي قام بتدريبنا ( د. احمد ‏كريم ) - بشكل خاص - ومع الجامعة بشكل عام، حيث ذهبنا الى الاهرامات وتعرفنا على طبيعة الأحجار الموجودة ‏فيها وتاريخها وكيفية بنائها، وقمنا بعمل تجربة بالمختبر توضح آلية بناء الاهرامات، وذهبنا الى القاهرة ‏الفاطمية فهي تحوي كل ما هو جميل، ففيها عراقة مصر القديمة وفيها الأبنية القديمة التي بناها السلاطين ‏والامراء الذين عاشوا في مصر سابقاً، وقمنا بالتعرف على المساجد القديمة وطبيعة الانشاء والمعمار الموجود ‏فيها وكيفية استغلال المواد والموقع الموجودة فيه هذه المباني، وذهبنا أيضا الى منطقة البحر الأحمر (العين ‏السخنة) وذهبنا للقرية الذكية ولاحظنا الانشاء والتطور فيه بهذه القرية وقمنا أيضا بعمل العديد من الأمور ‏المفيدة من الناحية التعليمية والحياتية.  ‏

تعلمت أن مصر هي فعلا ام الحضارات وام الدنيا، وشعبها من أعظم الشعوب، ففي هذا التدريب تعرفت على ‏العديد من عادات الشعب المصري وكيفية محاولته لملاءمة الوضع الذي يعيش فيه بالرغم من صعوبة الأوضاع ‏السائدة لديه، الا انه شعب يحب الحياة ولديه أسلوب مدهش بالحياة، فالروح الحلوة والنفس الطيبة تسود معظم ‏أبناء الشعب المصري فضلاً عن طريقتهم الرائعة بالكلام، رأيت أيضا  كيف ان الحياة لديهم تبدأ ما بعد غروب ‏الشمس وأن شوارع القاهرة لا تهدأ ابداً، فهي مدينة مليونية فعلا تضم جميع الناس بكافة المستويات و الاجناس، ‏فهي بلد الفراعنة والمتاحف والقصور، بلد النيل الذي طالما عشقت جوه عند ساعات المساء. أما الإسكندرية ‏وشطها فهي حكاية مختلفة تماماً، ففيها القصور والمتاحف ومكتبة الاسكندرية والقلعة غيرها من الأماكن ‏الرائعة، ولو أردت الحديث عن مصر لا انتهي لكن بالمختصر هي بلد اكثر من رائعة.   ‏

في هذا التدريب تعلمت كيفية الاعتماد على نفسي بكافة أمور الحياة، وكيفية المحافظة عليها، فهذه تعتبر المرة ‏الأولى التي أعيش فيها لهذه المدة الطويلة بعيدة عن عائلتي، كنت مسؤولة عن العديد من الأمور. وأيضا تعلمت ‏كيفية التعامل مع الأشخاص على اختلاف شخصياتهم وبلدانهم ومبادئهم بالحياة وضرورة السفر والاعتماد على ‏النفس في هذا السن وعلمت كيف أقوم بالاستفادة من كل ما هو حولي ومع من معي من أصدقاء في هذه الرحلة ‏الرائعة. ‏

من الناحية المهنية عرفت العديد من الأمور التي لم اكن احلم بأن اعرفها في يوم من الأيام، أهمها كيفية حفر ‏الانفاق حيث أن هذا النوع من المشاريع غير سائد في بلادنا وأيضا تعرفت على آلات جديدة تستخدم للحفر ولا ‏تتواجد في بلادنا حيث أن آلية الحفر كانت غريبة، فقد كان الحفر في القاهرة في منتصف الزحام، لكن مع ذلك ‏تمكنوا من القيام بذلك، وأيضا شاهدت وجود مهندس سلامة في الموقع، وهذا النوع من المشرفين لا يتواجد ‏لدينا بالمواقع، واما الناحية المعرفية فأنا سعيدة جدا بحصولي على هذه الرحلة ففيها استفدت العديد من الأمور ‏اللازمة لجميع الشباب في هذا الوقت.  ‏

انصح جميع الطلاب بالتقديم لمثل هذا النوع من التدريب لأنه يفيد في الكثير من النواحي في الحياة، فهو متعة ‏بكل ما فيه ويكفي التعرف على ما هو جديد، والتعرف على أشخاص من مختلف البلدان، ففي هذا التدريب رأيت ‏كيف اننا نفتقر للكثير من الأمور التي تساعدنا في تطوير بلدنا. أتمنى لو اقوم بإعادة هذه الرحلة الرائعة. ‏