اعرف وطنك
كلمات قليلة في حروفها تحمل في طياتها معان عدة، معسكر اعرف وطنك يأتي لتعريفنا على مقدراتنا ومدننا وتاريخنا وآثارنا. جاءت مشاركتي في هذا المعسكر بناءً على طلب رئيس قسم التاريخ في جامعتي الدكتور عامر القبج الذي شجعني على المشاركة في فعاليات المعسكر.
بقلم: محمد ياسين
تحرير: دائرة العلاقات العامة
بدأت فعاليات المعسكر بتاريخ 14/3-21/3/2017 وهو من ضمن الأنشطة اللامنهجية التي تهدف الى تعريف الشباب بوطنهم وتاريخهم وتراثهم الذي لا يعرفون عنه الكثير. ضم المعسكر خمسين طالباً وطالبة من مختلف جامعات الوطن وهذا ما جعل المشاركون يكسرون الحواجز فيما بينهم. تم تقسيم المشاركين الى مجموعات وقام كل مشارك بالتعريف عن شخصه والتخصص الذي يدرسه بالجامعة.
وفي اليوم الثاني من المعسكر انطلقنا من مدينة الأمل الرياضية لنبدأ جولتنا في محافظة أريحا فزرنا خلالها قصر هشام الأثري الذي يعود تاريخه لعهد الخليفة الأموي هشام بن عبد الملك وتل السلطان مروراً بنبع العوجا الذي يسير داخل أراضي محافظة أريحا بطول 12كم ومصنع الملح واختتمت الزيارة في الأراضي الزراعية (الجفتلك) الواقعة شمال مدينة أريحا.
أما في اليوم الثالث من المعسكر فكانت جولتنا من نصيب مدينة خليل الرحمن. بدأت الجولة بزيارة البلدة القديمة والحرم الشريف واستمرت بعد ذلك الجولة لزيارة معامل الزجاج والخزف في المدينة بالإضافة الى بلّوطة سيدنا ابراهيم (كنيسة المسكوبية) وبذلك انتهت جولتنا في المدينة لنعود أدراجنا الى مدينة الأمل الرياضية في أريحا.
فعاليات المعسكر استمرت لليوم الرابع في مدينة المهد بيت لحم بدءاً ببلدة بتّير الواقعة شمال غرب المدينة والمصنفة ضمن لائحة التراث العالمي ولقاءٌ في مجلس الجنوب للشباب والرياضة تبعتها زيارة الى كنيسة المهد لتنتهي جولتنا في بيت ساحور.
وفي مدينة رام الله والبيرة بدأ اليوم الخامس للمعسكر بزيارة ضريح الشهيد ياسر عرفات أبو عمار وزيارة متحفه في مقر المقاطعة لتستمر الجولة بعد ذلك الى متحف الشاعر محمود درويش وحديقة البروة، وفي قرية بلعين الواقعة غرب رام الله اختتمت جولتنا بعمل تطوعي تمثل بزراعة الأشجار في الأراضي المحاذية لجدار الفصل العنصري عدنا بعد ذلك الى معسكر صلاح خلف في الفارعة.
أما في اليوم السادس من المعسكر فاستهلت جولتنا بزيارة محافظة طوباس وجنين حيث زرنا خلالها قرى عاطوف والرأس الاحمر والعقبة التابعتين لمحافظة طوباس، أما في محافظة جنين فبدأت جولتنا بزيارة مقبرة شهداء الجيش العراقي التي تضم رفات 56 شهيداً من الشهداء العراقيين الذين سقطوا دفاعاً عن أرض فلسطين عام 1948 واستمرت الجولة لتُعَرّج على صرح الشهيد ومبنى المحافظة وانتهت جولتنا في جنين بزيارة قرية فقّوعة الواقعة أقصى شمال شرق جنين، ومسار بيئي في سهل مرج ابن عامر ومن ثم عدنا أدراجنا الى الفارعة.
ومن البلدة القديمة في نابلس بدأت فعاليات اليوم السابع من المعسكر بالتجول في المدينة والتعرف على أهم معالمها التاريخية مثل: مسجد النصر الذي يعود تاريخه للفترة الأيوبية والتعرف على باب الساحة وبرج الساعة الذي يعود تاريخه للحقبة العثمانية وإلى الجنوب من باب الساحة تعرفنا على مبنى السرايا العثماني الذي كان الوالي العثماني يقيم فيه ، بالإضافة إلى زيارة المناطق الأثرية في سبسطية التي تمثلت بقصر الملك عَمري والمدرج الروماني وكنيسة الراس، بعد ذلك تابعت الجولة مسيرتها وصولاً لمدينة طولكرم فكانت المناطق الأثرية والتاريخية محط أنظار المشاركين في المعسكر من خلال زيارة مقام بنات يعقوب الواقع في قرية ارتاح جنوب المدينة وتم التعرف على معالمه المتمثلة بغرف وسرداب وساحات وبرك وأقبية ومسجد عثماني. بالإضافة الى زيارة قلعة البرقاوي في قرية شوفة جنوب شرق المدينة وتعود ملكية القلعة الى آل البرقاوي الذين كانوا مناهضين للحكم المصري بزعامة إبراهيم باشا ما جعله يقوم بدك القلعة بالمدفعية مما أدى الى خراب القلعة، وفي ثمانينيات القرن الماضي قامت وزارة الآثار الفلسطينية بترميمها لتصبح محجاً للسياح.
أما الجولة الختامية للمعسكر فكانت في مدينة سلفيت وقلقيلية والتي تم خلالها زيارة قصر أبو حجلة في بلدة دير استيا ووادي قانا ثم توجهنا بعد ذلك إلى مدينة قلقيلية وأخيراً لمجلس الشمال للشباب والرياضة لاختتام فعاليات المعسكر.
رحلة مكونة من سبعة أيام متواصلة كانت كافية لتزرع في نفوس المشاركين الانتماء للأرض والتمسك بالهوية وتؤكد رسالة المجلس الأعلى للشباب والرياضة التي ترى في الشاب الفلسطيني القدرة على تحدي الحاضر لرسم المستقبل.
تعلمت كثيراً من هذا المعسكر وأتمنى أن تتكرر مثل هذه التجارب في حياتي، من الأمور التي تعلمتها الصبر والجلد والعزيمة والعمل بروح ومبدأ الفريق الواحد، ومن أكثر الأمور التي أحببتها تكوين صداقات جديدة من شتى محافظات الوطن.