جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


جاء اليوم المُنتظر الّذي سيحدث فيه أمر من اثنين. إما أن يعمّ الفرح أرجاء بيتنا وتنهال ‏الزغاريد فرحاً بي أو يسودُ البيت جوٌ من الحزن. يوم يُقرّر فيه مصير فتاةٍ اعتادت أن تكون ‏طيلة سنواتها الدّراسية مواظبةً على قراءة دروسها محافظةً على معدلها بتقدير "جيّد جدا".


بقلم: تسبيح أبو صالحة

تحرير: دائرة العلاقات العامة

نعم أردتُ وأحببتُ أن أنعته كما ينعته الجميع " يوم تقرير المصير"، فهو إمّا أن يفتح لك باباً ‏من أبواب المستقبل أو يجعلك تبحث عن المفتاح في وقت لاحق. إنه يوم إعلان نتائج الثانوية ‏العامة وما أدراك ما الثانوية العامة!

أعلنت وزارة التربية والتعليم النتيجة وبحمد الله حصلت على معدل (93.3). شعرت بالفرح ‏والسرور بل وبالطّيران فالله سبحانه وتعالى لم يذهب بتعبي هباءً منثورا. مرّ يومان ثم ذهبت ‏أنا ووالدتي إلى جامعة النجاح الوطنية من أجل تأكيد التسجيل. استكملت الإجراءات المطلوبة ‏وبحمد الله مكنني معدلي من الدّخول إلى تخصص العلاقات العامة والاتصال الذي أردت أن ‏أدخله ليس حباً فيه فأنا لم أكن اعلم عنه شيء بل من أجل استكشافه كونه تخصصاً جديداً لم ‏تُلتفت أنظار الناس إليه بعد. فأردت تجربته لعلي أكون مبدعةً به في يوم من الأيام.‏

دخلتُ الجامعة وبدأت أخطو أولى خطواتي نحو الباب الأول للمستقبل. دخلت عالماً جديداً ‏يختلف كلياً عن العالم الذي بقيت فيه اثنتا عشرة سنة، فهو ليس بالعالم الهيّن فهو عالمٌ كبيرٌ ‏منفتح يجتمع فيه أناس من مختلف مناطق فلسطين كما أنّه العالم الذي يريد أن ابحث أنا عن ‏نفسي لا أن يبحث هو عني. أن أكتشف مواهبي. قدراتي وما اُبدع وكيف أٌبدع. أنا أعلم أن هذا ‏ليس بالأمر الهيّن ولكن عليّ المحاولة والتأقلم والاستمرار لذا سأحرص على أن أنتقي أجمل ‏الألوان والمشاهد لأخرج بلوحةٍ جميلةٍ مميزة فهذا مستقبلي وأنا رسّامته فلن أسمح لأحدٍ بأن ‏يجعل ذوقه طاغيأ على ذوقي.‏

حياةُ الجامعة جميلة. حاول أن تستمتع بها واحرص على أن تستغلّ كل لحظةٍ خلالها. واظب ‏على حضور المحاضرات والمهرجانات والحفلات والندوات وحلقات النقاش والمشاركة في ‏الدورات. أي كل شيء يتيح لك الفرصة للتعلم أكثر وأكثر. كذلك فليكن التّطوع جزءاً لا يتجزأ ‏من حياتك  فهو المكان الذي سيجعلك تعرف من أنت وماذا تريد والى أين تريد أن تصل ‏وكيف ستصل. أوقات الفراغ كثيرة والفرص أكثر فلا تكن كالإنسان الفارغ الذي يعيش بلا ‏هدفٍ في حياته ولا غاية مرضيّة وسيجد أن حياته مملة مليئةً بالروتين القاتل.

الحياة كالقطار يمرُّ كل يومٍ بشكلٍ جديد ولونٍ جديد فتارةً يأتي بالسعادة والفرح وتارةً بالشقاء ‏والحزن. لذا عليك أن لا تستسلم. لا تقف ولا تيأس فالحياة قصيرة والجميع راحل. عش كل ‏لحظة من حياتك كأنها آخر لحظة. عش بالحب والصبر والكفاح والأمل ولا تنس أبداً بأن لك ‏نصيباً في هذا العالم .. فقم!‏


Read 553 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية