من يعيش لنفسه يعيش صغيراً
أردد دائماً بصمت (إنَّ الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً لكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً) وهذا الامر هو الذي دفعني للتطوع والمشاركة بالأنشطة اللامنهجية مما أدى الى تعزيز علاقاتي العامة والاجتماعية بشكل كبير كما أضاف لحياتي العديد من الخبرات الجديدة في مجالات مختلفة.
بقلم: سارة ابو حجلة
تحرير: دائرة العلاقات العامة
ومن خلال هذا المقال سأتحدث عن تجربتي الفريدة في رحلتي الى البحرين لمدة 10 أيام. كانت هذه الرحلة مفيدة ومتعبة ولكن في النهاية سوف تكون بمثابة دروس عظيمة لحياتي. كان برنامجنا مليئاً بالأنشطة الثقافية والتعليمية بالإضافة الى الانشطة الترفيهية المنوعة. وقبل أن أتحدث عما قمنا به من فعاليات سأفصح عن هدفين أساسيين لهذه الرحلة وهما "التفكير خارج الصندوق" و" تبادل الثقافات".
إن التفكير خارج الصندوق يجعلك تفكّر فعليّاً عما يحدث في العالم وأن تطّلع على مجريات الامور عن قرب بدلاً من أن تسمع من بعيد. أما بالنسبة لتبادل الثقافات فيتاح لك العديد من الفرص للتعرف على شباب وفتيات من جنسيات ودول مختلفة مما سيجعلك تتعرض للتعامل معهم بشكل مباشر وتتبادل معهم الخبرات المختلفة.
في اليوم الأول كان هناك افتتاح لمعرض ثقافي تراثي بحضور شخصيات مهمّة من البحرين، وقد عرض كل متطوع بعض الاشياء المشهورة في بلده من مأكولات ومصنوعات وأزياء ومن الدول التي شاركت بالبرنامج: الولايات المتحدة، هنغاريا، رومانيا، أوغندا، بريطانيا، المكسيك، بوليفيا، قطر، السعودية وغيرها، وفي مساء ذلك اليوم ذهبنا إلى مركز البحرين للتطوع وهناك تم التعارف فيما بيننا من خلال فعاليات ترفيهية كي نكسر الحواجز بيننا.
وإبتداءً من اليوم الثاني ذهبنا صباحاً لمشاهدة أسراب الطيور المهاجرة وتعرفنا على أنواعها، وزرنا قلعة البحرين التي تم اكتشافها من قٍبل البرتغاليين واستقبلَنا مجموعة من علماء الآثار الذين شرحوا لنا عن القلعة وآثارها وطلبوا منا أن نشاركهم عملية التنقيب والحفر لمدة 5 أيام في الفترات الصباحية.
أما بالنسبة للفترات المسائية فكنا نزور العديد من الاماكن السياحية والثقافية من أسواق شعبية وتجارية ومتاحف وطنية وعسكرية ومسجد الفاتح (أكبر مسجد في مملكة البحرين)، كما تعرّفنا أيضاً على عاداتهم وحفلاتهم بالذهاب الى الأعراس التقليدية.
تعلّمت كثيرا من هذه الرحلة وأتمنى أن تتكرر مثل هذه التجارب في حياتي، لا يوجد عمل تطوعي يخلوا من المشاكل أو الأزمات فتعلّمت الصبر والعزيمة لحلّها بأقل الخسائر وبأسرع وقت. من الامور التي تعلّمتها أيضاً العمل بروح ومبدأ الفريق الواحد. على الرغم من أننا كنا أشخاصاً مختلفين في كل شيء ولكن الدافع التطوعي الذي يكمن بداخلنا واحد.
إن أكثر الاشياء التي أحببتُها هي تكوين صداقات جديدة من دول مختلفة بالإضافة إلى وصولي للمعنى الصحيح لمفهوم الانسانية والتي تعلو فوق معظم الكلمات المتناثرة في مجتمعنا هنا وهناك دون تطبيق.