جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


عند إنهائي لمرحلةِ الثانويةِ العامة بتفوق والتحاقي بجامعةِ النجاح الوطنية وتحديداً بكلية ‏الإقتصاد والعلوم الإدارية نظرتُ الى حال من هم في الجامعة ومن تَخرجَ قبلي من الطلبة ‏وللهامات العلمية التي ننهل من علمها، عندها بدأت بالتفكير ببلورة طموحاتي، وتغيير نظرتي ‏لمحيطي. ‏


بقلم: تالا جمال ‏

تحرير: دائرة العلاقات العامة

علمت أن الحياة لا تقف عند شهادةٍ جامعيةٍ وإنما تحتاج الى انسان ذي هدف سام ورؤيةٍ ‏واضحة، سعيت للارتقاء على أولى درجات سلم الحياة بنظرةٍ واضحةٍ وشخصيةٍ واثقةٍ، ففي ‏كل فصل دراسي كنتُ أكتبُ أهدافي التي تشتملُ على الجوانب الأكاديمية والشخصية ‏والإجتماعية وغيرها من الجوانب، وبفضل الله ودعم المحيطين بي سواء كان المحيط العائلي ‏الحاضن والداعم او حتى الأكاديمي كُنتُ عادةً أُصيبُ هدفي وتَتَكلل محاولاتي بالنجاح، فقد ‏حصلت على الإمتياز في المعدل الاكاديمي، مما شكل لي دافعاً لتطوير تفكيري ليصبح أكثرَ ‏نضجاً وشخصيتي لتصبح أكثر اتزاناً وثقةً.‏

من هنا تَشكلت لدي الرغبة بشكل كبير لإفادةِ غيري مما كسبته من معلومات، ومساعدةِ من ‏هم في عامي الدراسي، أو من هم في بدايةِ حياتهم الجامعية على تخطي العقبات الأكاديمية، ‏وعلى نشر الوعي بين صفوف من هم في قسمي، فارتأيت أن أعمل على تأسيس مجموعةٍ ‏طلابية لطلبة قسم المحاسبة، والتي وَجَدَت استحساناً لدى رئيس قسم المحاسبة الدكتور معز أبو ‏عليا، الذي تبناها كصفحةٍ رسميةٍ للقسم نظراً لما رأى فيها من انضباطٍ ومساعدةٍ للطلاب، ‏وكنت في ذاك  الوقت قد التحقتُ بكلية الشرف والتي أسَسَتها جامعتنا للارتقاء بالطالب فكراً ‏وشخصيةً فتتلمذت على يد الرائع الدكتور جواد فطاير والذي كان يُشكل لنا في كل مرةٍ نلتقي ‏به فيها دافعاً ومحفزاً، وعندما أُفكرُ بتلك الفترة لا يَسَعُني إلا أن أَستذكِرَ كل من دعمني فيها ‏على المستويين العلمي والشخصي مثل الدكتور معز أبوعليا والدكتور غسان دعاس والدكتور ‏رابح مرار وغيرهم الكثير ممن أحفظُ لهم فضلَهُم علي في جميع خَطَواتي، وهكذا إنتهت ‏مسيرتي لنيل درجتي العلمية الأولى بإمتياز مع درجةِ الشرف.

‏ ومن مرحلةِ البكالوريوس بَدأتُ التفكير بإكمال دراستي في الخارج، لكن لم يسعفني الوقت ‏آنذاك للتسجيل، فاخترت إكمال دراستي في جامعة النجاح، واخترتُ تخصصَ المحاسبةِ ‏مجدداً، كانت هذه المرحلة نُقطَةَ التحول في حياتي، تعلمت فيها مفاهيم مختلفة بالحياة، ‏وتعرفت فيها على وجوهٍ جديدةٍ غيرت مساري للأيام القادمة من حياتي، كما ونهلتُ فيها من ‏مدارس جديده على الصعيد الاكاديمي مثل الدكتور سائد الكوني والدكتور إسلام عبد الجواد، ‏وبالرغم من شدةِ هذه المرحلة علي إلا أن فضل الله كان واسعاً فقد أنهيتها بامتياز أيضاً.‏

‏ وفي أخر فصل لي من دراستي النظرية للماجستير تعرفت على دائرة العلاقات العامة ‏وبرنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي من خلال إعلانٍ عن زيارة الأندلس، ومن هنا بدأتُ ‏تجرُبتي مع برنامج زاجل فلم يكن لي النصيب في خوض التجربة الأولى، ولكن على ما ‏يتضح أن الله كان يخبئ لي تجربةً غنيةً في كل تفاصيلها، وفعلاً عند عودةِ الرحلة الأولى لم ‏يدخر برنامج زاجل جهداً الا وبذلَه في تحقيق رغبتنا بالقيامِ برحلةٍ ثانيةٍ،  فقد كلفت بالتنسيق ‏الإداري وقد كانت مهمة علمتني الصبر وتحمل المسؤولية والقدرة على إدارةِ الموقف ‏والتخطيط، وتحقيق الأهداف، وتحويلها من مجرد خطط الى واقع معاش، وبعدَ فترةٍ تُقارب ‏الشهرين والنصف من التخطيط تَحَقَقَ الحُلُمُ بزيارةِ الأندلس.‏

زيارة الأندلس

كان يومُ الجمعة يوم التقينا بتراب برشلونة كم كان يوما رائعاً بالرغم من تعبه. اتذكرُ يومها ‏عندما خَرجنا من باب المطار حاولتُ مسرعةً التقاط اول نسماتِ الهواء لأحتبسها في صدري، ‏وأصرخَ عالياً في داخلي نعم لقد تَحَقَقَ الحُلُم.‏

وصلنا ليلة الجمعة في وقت متأخر لبرشلونة، كنت أظن بيني وبين نفسي أنني سَأُحرم من أخذ ‏أول انطباعاتي عن المدينة وهي في أوجها لكن اندهشت بأن ليل برشلونة يضاهي جماله جمال ‏ما كنتُ أتوقعُ في نَهارِها. كم كنا فرحين، نشدنا، غنينا، مشينا في شوارعها وكأن لسان حالنا ‏يقول لن ندع للتعبِ فرصة، وصلنا الى سكننا والذي كان في قلب شارع الرملة ذلك الشارع ‏الذي سلكناه وتعرفنا على حجارته حجراً حجراً، طوال فترة وجودنا في برشلونه كيف لا وهو ‏الشارع الأكثر حيويةً والأجمل على الإطلاق، قد تظن نفسك لوهلةٍ وأنت تسير بين الأشجار في ‏شارع الرملة أنك تتجول حول العالم، ترى من الجنسيات والأعراق ما تظنه قد إجتمع لتراه في ‏شارعٍ واحد. وبعد السير المطول وصلنا أخيراً الى ساحة كتلونية. أطعمنا الحمام، والتقطنا فيها ‏بعض الصور التذكارية لنخلدها في ذاكرتنا قبل الاحتفاظ بها في أجهزتنا.‏

‏ بعد ذلك تجولنا حول المدينة بالباصات السياحية ومن أكثر ما استدعى انتباهي فيها انها ‏أدرجت اللغةَ العربيةَ كواحدةٍ من اللغات التي يتم خلالها توضيحُ معالمِ المدينةِ والانجازاتِ ‏التي قد نُقللُ من شأنها إن وصفناها بالرائعة، فما أبدعه المهندس أنطوني جاودي وغيره من ‏المبدعين كان بالنسبة لي مما لم ترى عيني في مدينةٍ أخرى، ولا أظن أنها سترى لها مثيلاً، ‏فقد تظن عندما تلقي نظرة على الأبنية أنها من نسج الخيال، وليست حقيقية لكن بعدما زرنا ‏حديقة جاودي ومنزله، تيقنت أني أرى واقعاً وأن هذه الأبنية مبنية حقيقةَ من حجارةٍ طبيعيةٍ ‏كبقيةِ المباني، قد يكن وصف الجمال في بعض الأحيانِ صعبا على من يصفه لذا سأتركُ ‏وصفَ الجمالِ للقارئ لعلة يزور إبداعات جاودي ليعلمَ أن جمال ما أبدع جاودي من الصعب ‏أن تصفًهُ الكلمات.‏

ومن جمالِ ما أبدعَ جاودي الى عظمةِ المتحف الوطني للفنون، مكانٌ يجتمعُ فيه جمال الشكلِ ‏وعظمةُ المضمون، دخلنا ساحات المتحف المليئةِ بالشجر الظليل وغير الظليل حتى وصلنا الى ‏مبنى المتحف، من أمامك المتحف ومن خلفك أطلالهٌ على مد البصر لمدينة برشلونة الرائعة. ‏في اليوم التالي توجهنا الى الميناء وتجولنا في البلدة القديمة وزرنا عدة متاحف حتى أنتهى بنا ‏الحال في القطار لنصلَ الى ملعبِ برشلونة والذي كان يتحمس لرؤيته جميع من كان معنا ‏وفعلاً وصلنا الملعب حيث التقطنا العديد من الصور واشترينا بعض الهدايا التذكارية. أما آخر ‏يوم لنا في برشلونة فكان الأكثرَ جمالاً حيث وصلنا الى حيٍ قديم حيثما إتجهتَ وأينما مشيتَ ‏ستسمع فيه أصوات العازفين على الآلات الموسيقية ويا لسحر تلك الأصوات ويا لجمال وقعها ‏على النفوس، نعم هو الحي القوطي. كم أشتاق للحظةِ أُنسٍ في شوارع ذلك الحي الجميل. ومن ‏بعد تلك الجولة الرائعة توجهنا لأكل السمك والفواكه في حسبة برشلونة وكان اختياراً موفقاً بلا ‏شك وهكذا انتهت أيامنا الثلاث في برشلونة.‏

‏ ومن برشلونة الى المطار مغادرين الى مدينةِ الجمال غرناطة، كنت أنتظر زيارة غرناطة ‏بفارغ الصبر، فكان يوحي لي اسمها دائما بالجمال والعظمة ويذكرني بآخر معاقل الإسلام في ‏الأندلس، فعلاً وصلنا غرناطة وعندما وصلنا أخذنا جولة في المناطق المحيطة لِسَكنِنا موفرين ‏طاقتنا ليوم الغد الحافل يوم الحمراء. ‏

ومع بزوغ شمس اليوم التالي انطلقنا الى قصر الحمراء لتأكيد حجوزاتنا لدخول القصر، كانت ‏الحشود والجموع في الانتظار على الباب تسبقنا لتأكيد حجوزاتها أو لحجز تذاكر،  لكن لم ‏يُنقِص هذا الأمر من حماستنا شيئاً وبعدَ ما يقارب الساعةَ من الإنتظار دخلنا وحصلنا على ما ‏وددنا. وانطلقنا بهمه عالية الى القصر حيث الفن والعمارة والمعالم التي تذكرنا بما حققنا في ‏الماضي. إلتقطُ صورةً في كل زاوية هناك، فكما عنى ملعبُ برشلونة للكثيرين كان يعني لي ‏هذا القصر، كان يعني لي الوجع والفرح، العظمة والانكسار، الازدهار والانهيار. خرجنا من ‏ساحات قصر الحمراء الى ساحات جنات العريف حيث احتفلنا بتخرجنا وأنشدنا نشيد جامعتنا ‏وفي تمام الساعة الخامسة انتهت جولتنا في الحمراء وودعتها وداع من أيقن أن للقاء موعد ‏قريب. ‏

بعد ذلك نزلنا الى حي البياثين الحي الأندلسي الأصيل، أينما مشيت فيه تسمع الكلام العربي، ‏ذاك يقول لك "السلام عليكم " وذاك يقول لك "من فلسطين، احنا نحب اهل فلسطين " يملَؤه ‏أهلنا من المغرب العربي بالدفء الاسلامي العربي، يا له من مكان رائع فبالرغم من ضيق ‏شوارعه وقرب أبنيته القديمة من بعضها البعض الا انه اتسع لنا جميعاً بحب أهله وصدق ‏مشاعرهم، لذا كان هو الشارع الأكثر زيارة لنا في فتره مكوثنا في غرناطة. وفي ذات يوم ‏قررنا أن نصعد الى أعالي قمم حي البياثين، كانت طريق الصعود طويلة وكنا في قمة تعبنا ‏وكل دقيقه نقول "يعني شو بدنا نشوف فوق لنطلع هلطريق" وعندما وصلنا ذُهلنا بما رَأينا، ‏ذاك القصر الذي خرجت منه على أمل اللقاء، نعم أنه قصر الحمراء، ويا لفرحتي للقياه مجدداً، ‏تناولنا هناك الطعام الأندلسي والمغربي ( البقية، طاجن، كوسكوس وغيرها) وكانت تجربة ‏رائعة في مكان أروع. ‏

وبالمحاذة لإطلالة قصر الحمراء كان هنالك مسجد صغير يطلق عليه مسجد الفاتح له حديقةُ ‏بسيطةُ وبناءٌ حديثٌ لأكتشفَ أنه بُني في عام 2006 وأن ليومنا هذا يُحرَمُ المسلمون من رفع ‏صوت الأذان في مكبرات الصوت، لم أستطع أن أضبط مشاعري في وقتها، بكيت واصابتني ‏حالة من خيبة الأمل على الحال الذي تغير، فمن بعد القوة أصبح المسلمون يطالبون بأقلِ ‏حُقوقِهِم، حقهم في حرية المعتقد والتعبير عنه، ولكن هومما جنت أيدينا، ولعل لنا في التاريخ ‏عظهٌ وعبرة. قررنا بعدها الخروج من مرحلة شد الأعصاب والذهاب الى مركز ثقافي (خان ‏الفحم) لحضور حفل " الفلامنجو" كان بالنسبة لي فناً جديداً أحببت التعرف عليه لإكتِشافِ ‏وجهٍ مختلف لفنون الشعوب.‏

وبعد إنتهاء رحلتنا المليئة بمزيج المشاعر في غرناطة توجهنا بالباص الى محطتنا التالية، محطةٌ تتنافسُ الكلمات في ذهني لوصفها فقد كانت الأجمل والأروع والأكثر سحراً، مدينتي "قرطبة"، قرطبة يا مدينة الجمال والسحر الأخاذ اشتقت لك واشتقت لجلسةٍ في ساحاتك وتحت قنطرتك.

 وصلنا لقرطبة في وقت الظهيرة ولشدة الحر في الشوارع لم نجد أحد فيها فقد كان الجميع قد أغلقَ أبوابَ محلاتِه لأخدِ قسطٍ من الراحة في فترة تسمى هناك " سياستا تايم" "وقت الراحة "، كان وقت الراحة لهم، ولكن لنا كان وقت التعرف على تلك المدينة التي كُنتُ في البدايةِ لا أرغبُ بزيارتها وأقولُ بيني وبين نفسي أنها لا تستحق ما سنعطيها اياه من أيام رحلتنا، ويا ليتني ما ظننت وما تخيلت، انتظرنا حتى خَفت شدةُ الحرارة بالخارج ثم نزلنا لأخذ جولة في شوارع قرطبة حتى وصلنا لمكاني المفضل "القنطرة" جسر طويل يصل قرطبة بقراها على جانبيه يمتد على مد البصر نهر الوادي الكبير وفي نهايته القلعة الحرة، جلسنا هنالك لوقت متأخر ثم عدنا أدراجنا الى منطقةِ سكننا وجلسنا في ساحةِ قرطبة، فقد كانت تلك الجلسة من الجلسات التي اتذكرها الى يومي هذا واتذكر كل ما دار فيها فقد كان ليلها يعني لي ليل عيد ميلادي فحاولت أن أصل ليلي بنهاري يومها، فكما كان ليلُهُ جميل ونهاره أجمل.

وفي نهار يوم الجمعة زرنا مسجد الكاثيدرائية ذلك المسجد الذي تحول الى كنيسة، المسجد الذي تتلمذ فيه المنصور رائد الدولة العامرية ونهل من علمه طالبة العلم في ذلك الزمان، المسجد الذي حينما تدخُله يذكركَ بمسجدنا المسلوب المسجد الأقصى فبالرغم من صغر ساحاته إلا أنه كان وبشكلٍ واضح مؤسس بنفس الهيكلية والعقلية التي أسست المسجد الأقصى "عقلية بني أمية في العِمارة " وللمرة الثانية يَفقدُ المسلم حقه في الصلاة في مكان هوبالأصل له ويُستقبَلُ ويُغادرُ من المكان كزائرٍ عابر وبنظرات تملَؤها الريبة والتوجسات من أمنِ المكان.

وبعد ذلك توجهنا نحو حديقة بالقرب من المسجد، في منتصفها صرح يخلد قصة حب شهد لها ‏التاريخ "قصة ولادة بنت المستكفي وابن زيدون " وقد كُتِبَ على الصرح:

اغار عليك من عيني ومني

ومنك ومن زمانك والمكان ‏

ولواني خبأتك في عيوني

الى يوم القيامة ما كفاني ‏

ولادة بنت المستكفي..‏

‏************‏

يا من غدوتُ في الناس مشتهراً

قلبي يقاسي عليكِ الهمَ والفكر ‏

ان غبتِ لم الق انسانا يؤانسني ‏

وان حضرتِ فكل الناس قد حضر ‏

ابن زيدون... ‏

ومن صرح بنت المستكفي وابن زيدون توجهنا الى قصر الكازار، حيث احتفل بي الجميع ‏بعيد ميلادي وكانت لحظات يصعب علي شرح جمالها، وفرحتي فيها، لوهلة احسستُ اني ‏مَلكتُ الدنيا وما عليها، وعُدتُ طفلةً صغيرةً تفرح من قلبها في قلب جنة من جنات الله على ‏الارض. ثم خرجنا مودعين البازار الى وجهتنا التالية الى "لعبة السيجوي"، ولأول مرة ‏سأتعامل مع لعبة من هذا النوع ففضلت أن لا اجربها وعندما رأيت حب الجميع لتجربتها ‏وحبهم لمشاركتي معهم اقدمت لتجربتها وكلي قلق من حدوث عطب او خلل فيها او أن لا ‏احسن استخدامي لها، وبعدما تدربنا على استخدامها بدأت رحلتنا عليها، كم كانت لعبة جميلة ‏تشعرك بالانطلاق نحو الحياة القادمة بحرية وثقة.‏

 وفي نهاية نهارنا توجهنا الى القنطرة حيث غنينا  "راجعين يا هوى راجعين ..."، نظراً لنصيحةِ أستاذنا بأن لا ننظر للبلاد بنظرةٍ يملؤها الوداع وإنما بنظرهٍ مِلؤها الأمل والثقة بالعودة، وبعد إنتهاء يومي خلدنا الى النوم للإستعداد ليوم الوداع فقد كان اليوم التالي يوم وداع قرطبة ويومٌ حافل لأشبيليه، بلد المعتمد بن عباد حيث زرنا قصره هناك والذي كان آية من آيات الجمال كما وزرنا برج الذهب وجلسنا على ضفاف الوادي الكبير، ثم عدنا أدراجنا الى مدينتنا "قرطبة" وسهرنا مطولاً تحت قنطرتها لوقت متأخر من الليل مستعدين لأخر أيامنا في اسبانيا .

 يوم مدريد، تلك المدينةُ العريقة والتي عندما تدخلها يتضح لك من عظمة أبنيتها، وسعة شوارعها، ورسمية قاطنيها أنها العاصمة، تجولنا فيها في الباصات السياحية وزرنا ملعب ريال مدريد ونزلنا في قلب شارعها الحيوي النابض لنودع فيها اسبانيا على امل اللقاء مجدداً.


Read 1101 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية