جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


قبل انتهاء مرحلة الثانوية العامة لم تراودني لحظة من عدم التفكير بحياتي الجامعية المقبلة حيث ‏كنت قد اخترت التخصص الذي يناسبني قبل دخول الثانوية العامة واحيانا كنت افكر للحظات أو ‏أتردد باتخاذي القرار المناسب. غير أنني كنت قد حددت مكان دراستي الجامعية مسبقاً وهي ‏الدراسة في جامعة النجاح الوطنية.


بقلم: فراس الكخن

تحرير: دائرة العلاقات العامة

لم تروادني ثانية تردد في التفكير في مكان الدراسة غير جامعة ‏النجاح حيث لم أجد نفسي سوى في هذه الجامعة. ربما لأنها ‏جامعة المدينة التي أسكن أو لأن ‏أخوتي قد سبقوني في الدراسة بها. وأيضا في الاعوام التي رافقت مرحلة الثانوية العامة، ‏كانت ‏جامعة النجاح السابعة عربيا والأولى محلياً في ترتيب يليق بها فتشجعت كثيراً باختيارها. ولا ‏زالت متقدمة حتى ‏الان.‏

أنهيت مرحلة الثانوية العامة ولم أتسرع بتسجيل تخصصي قبل اعلان نتائج الثانوية العامة. ‏اخترت تخصص المحاسبة في ‏كلية الاقتصاد ولم اختر القانون لاني لم اجد نفسي محامياً حيث ‏كنت متردداً بين تخصص المحاسبة والقانون ولم أختر ‏تخصصاً أصعب منهما لأنني قد انهيت ‏الثانوية العامة في فرع العلوم الانسانية وأخيرا تم قبولي في كلية الاقتصاد ‏‏ بتخصص المحاسبة.‏‎ 

اخترت تخصص المحاسبة لان والدي محاسب وهذا ما شجعني أكثر حيث أدركت أن بامكانه ‏مساعدتي في الحياة الجامعية ‏من حيث التوجيه والنصيحة والمساعدة في فهم بعض المساقات، ‏ربما كان هناك سبب آخر إذ اعتقدت أن المحاسبة ‏تخصص يقوم على الحساب وليس على الفهم ‏وتطبيق القوانين. كان هذه خطأً فادحاً وقعت به. كما كنت أعلم أن جميع ‏مساقات المحاسبة تعتمد ‏على اللغة الانجليزية حيث كان مستواي لا بأس به مقارنة معه في الوقت الحالي.

اختفت فلسفة استسهال التخصص خلال أول سنة، حيث كان معدلي سيصل الى مستوى الانذار ‏الاكاديمي بسبب اهمالي وعدم الاستعداد للدراسة اليومية حيث كنت اعتمد على دراسة تسمى ‏دراسة ليلة ما قبل الامتحان، وفي النصف الثاني من المرحلة الدراسية كنت قد ادركت وضعي ‏ووعيت حجم المسؤولية حيث قمت برفع معدلي الاكاديمي بصورة كبيرة. أصبحت قناعتي ‏بالتخصص قائمة على اعتباره تخصص الفهم وليس البصم وكذلك ليس الدراسة في ليلة الامتحان، ‏ومن الجدير ذكره تطور أسلوب الكلية في طرح المساقات المعتمد على الجانب العملي مثل ‏التقارير وإعداد المشاريع والتي كان لها أثر راسخ في نمو الفكر القائم على التقصي والبحث وعدم ‏الاعتماد على المدرس وحده والكتاب الذي بين يدي.‏

كان للجامعة الدور الاكبر في التعريف بأهمية النظام واحترام القانون فلم تكن صرحا علميا فقط ‏بل ملتقىً للتعرف على الطلبة من المناطق المختلفة. عند التحاقي بالجامعة كنت شخصاً خجولاً إلا ‏أن انضمامي في بداية السنة الثانية الى دائرة العلاقات العامة كان له أثر ايجابي على شخصيتي ‏وربما عند انضمامي لها كان لي دوري ثانوي مقارنة بالمتطوعين الآخرين إلا أن ذلك ساعدني ‏على مخالطة الناس والاعتماد على النفس ومحاولة التعرف على الآخرين عن طريق المناسبات ‏التي كانت تقيمها دائرة العلاقات العامة مما عزز قدراتي ومهاراتي. ‏

في بداية السنة الدراسية الثالثة انضممت الى برنامج زاجل للتبادل الشبابي حيث تعرفت على ‏طلاب آخرين وكان دوري في زاجل أكثر مبادرة من قبل واكتسبت صداقات متعددة في تلك ‏المرحلة وأدركت كم كنت في السابق الشخص الجامد غير الواعي. في هذه المرحلة استلمت العديد ‏من مهام إدارة النشاطات كتنظيم معرض الثقافة الالمانية وتنسيق دورة العلاقات العامة وتنسيق ‏دورة اللغة التركية بالإضافة الى التطوع في خدمة ومساعدة المتطوعين الاجانب. كان لذلك أثر ‏ايجابي كبير في زيادة الاعتماد على النفس واكتساب مهارة التعامل مع مختلف الناس واحترام ‏الوقت والنظام والبعد عن الكسل والسعادة والرضى بما احققه. وكان هناك عدة اشخاص ساعدوني ‏جداً في تلك المرحلة. كنت اظن أنهم اشخاص لا يكترثون بي ولكن تبين لي عكس ذلك. 

يعتبر سفري الى الاندلس من أجمل مراحل حياتي منذ ولادتي حيث اعلن برنامج زاجل للتبادل ‏الشبابي الدولي في دائرة العلاقات العامة عن تنظيم رحلة الى الاندلس وبرشلونة حيث كانت رحلة ‏ثقافية في المقام الاول. أصف زيارتي للاندلس بالفرصة السعيدة وفي نفس الوقت الحزينة، سعيدة ‏من ناحية جمال غرناطة وعظمة قرطبة وأناقة اشبيلية حيث البناء الاسلامي للقصور والتصميم ‏الاسلامي للحدائق والنهر العظيم في قرطبة. كل ذلك يدخل السعادة بما وصل اليه المسلمون في ‏تلك المرحلة من الازدهار والتطور،  والامر المحزن هو التحسر على تلك الحدائق والقصور لانها ‏كانت مع المسلمين ولم يستطيعوا المحافظة عليها. وحزين أيضاً على عدم توحد ملوك تلك البلاد ‏ضد العدو. كل ذلك ذكرني بما يحدث في فلسطين. إن احترام الاسبان لتلك الممتلكات والمحافظة ‏على جمال الشوارع واحترام السكان للقانون وللوقت وللنظام اجبرني على تعلم تلك الاشياء لذلك ‏تعد هذه الزيارة من أجمل مراحل حياتي التي عشتها والتي اتمنى ان اكررها مع نفس المجموعة ‏لأننا كنا كالعائلة الواحدة التي لم أشعر بينها بأنني شخص غريب. ‏

من المهارات التي اكتسبتها خلال دراستي الجامعية احترام الجميع واحترام القانون كون الجامعة ‏تختلف كثيراً عن المدرسة من حيث القانون والمدرسين والنظام. ومن أهم الاساسيات التي تعملتها ‏القدرة على البحث والتحري وعدم الاعتماد على الغير فقط من حيث المادة العملية التي كان قسمي ‏يشدد عليها وكان لها أثر كبير في الدراسة. ومن الامور التي تعلمتها ايضا الجلد والصبر على ‏الدراسة خاصة عندما يكون لدي اكثر من امتحان في نفس اليوم مما يدفعني للدراسة اليومية ‏والجادة.‏

أطمح الى انهاء المرحلة الجامعية بمعدل اكاديمي عال ومن طموحاتي ايضا  اكمال دراستي وعدم ‏التوقف عند المحطة الجامعية الاولى فقط بل اكمال دراستي في الخارج وتطوير معرفتي ‏بتخصصي  من خلال الحصول على ماجستير المحاسبة وربما البدء ومحاولة التخطيط لدراسة ‏امتحان شهادة المحاسب الدولي القانوني. أما بالنسبة الى احلامي فأحلم بأن اكون شخصاً ناجحاً ‏وراضياً عما حققته وأرى نفسي في مكان أريده واصل اليه بمجهودي دون الاعتماد والتوكل على ‏الغير.‏


Read 3180 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية