جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


لم يمنعني التحاقي بكلية الصيدلة من خوض تجارب الحياة. لم يمنعني من حب الخير والانضمام الى ‏برامج  التطوع فلم أرد يوما التقوقع في عالم واحد فإيماني بأن للأشياء تتمة دفعني للمشاركة بأكثر من ‏مجال من مجالات الحياة العملية والاجتماعية.


بقلم: دلال قاسم

تحرير: دائرة العلاقات العامة

بدأت مشواري في سنتي الاولى حين انضممت الى اتحاد ‏الطب وعلوم الصحة. كنت قد قرأت اعلانا على صفحات المجمع الطبي عن المؤتمر الاول الذي عقد ‏لإعلان تأسيس الاتحاد. اشتركت بمؤتمر التأسيس الاول ثم ما لبثت أن شاركت بمعظم الفعاليات التي لم ‏تقتصر على الايام الطبية في الجامعة. كنا نزور القرى ونقيم فيها الايام الطبية ونقدم النصائح ونقوم بتقديم ‏عدة فحوصات طبية للمرضى من فحوصات السكر والدم والضغط والوزن بالتعاون مع زملائنا من المهن ‏الصحية الاخرى.

وخلال الفصل الثاني من عامي الاول في الجامعة انضممت الى معهد اللغات في الجامعة وتعلمت التركية ‏كمستوى ابتدائي لاجعل من سنتي الاولى في الجامعة باكورة لنجاحات مستمرة. اما قصتي مع الكشافة ‏فكانت مختلفة فقد انضممت لعشيرة جوالة ومنجدات النجاح في سنتي الثانية من الدراسة. كنت في رحلة ‏في ربوع الوطن في الداخل وسمعت احدى صديقاتي تتحدث عن معسكر كانت قد شاركت به في الكشافة ‏فطلبت منها أن تتحدث عن الامر أكثر فحدثتني كيف يكتسبون المهارات من التخييم كمهارات تركيب ‏الموقد او ربط الحبال والنظام الصباحي والالتزام والجدية والتعاون والعمل على إنجاح الفريق وتحقيق ‏المنافسة الشريفة. كيف يشعرون بالفخر حين كانوا يرفعون كل صباح سارية العلم. أحببت الفكرة ‏وتوجهت انا وصديقتي للمشاركة بأول اجتماع لنا معهم حيث علمونا الاتجاهات على الخرائط وكيفية ‏استخدام البوصلة. أضافت الكشافة لحياتي الكثير انطلاقا من الاجتماعات الدورية الى الرحل الكشفية وأيام ‏التخييم الكشفية حيث تعلمنا الانتظام والالتزام والمشاركة وتعززت لدينا روح الاخوة.‏

ولا انسى فضل عشيرة جوالة ومنجدات النجاح في تخلصي من فوبيا الافاعي فقد كنت أعاني منها وأصاب ‏بالذعر من مجرد سماع كلمة أفعى سواء على شاشة التلفاز أو من خلال الصور لكن بانضمامي الى ‏عشيرة جوالة ومنجدات النجاح قمنا بزيارة معرض للأفاعي حيث عرضت لنا جميع انواع الافاعي ‏الفلسطينية وتم تقديم الشرح لنا عن سم الافعى وترياقها وكيفية علاج حالات التسمم من لدغة الافعى ‏وكيفية تمييز الافعى السامة عن غيرها.‏

علمتنا الكشافة حب الوطن والاخلاص له ومساعدة الناس في كل وقت وأن أعمل معروفاً ولا أنتظر ‏المكافأة. أن أبدأ بنفسي وأن أثبت على الحق ولو كنت وحيدة. لا أبالغ إن قلت أن الكشافة قد غيرت في ‏حياتي الكثير  فكان تأثيرها واضحاً وملموساً فالكشافة حب الخير لكل الناس وزراعة الخير ليجني الوطن ‏ثماره.‏

اشتركت مع برنامج زاجل في جولات عدة منها سيران نابلس التي زاد تعلقنا ببلدنا الثاني بعد القدس. ‏احتضنتنا مدينة نابلس على مدار أربعة أيام سرنا خلالها في البلدة القديمة وتعرفنا على الاماكن التاريخية ‏والسياحية ورأينا التعايش الديني في هذه البلدة التي يعيش فيها المسلم والمسيحي والسامري. تعرفنا على ‏كيفية صنع الكنافة النابلسية الاصيلة وزرنا مصنع الصابونة النابلسية وتوجهنا الى مخيم بلاطة وزرنا ‏أعلى قمة في جبل جرزيم حيث استضافنا السامريون وشرحوا لنا عن ديانتهم وشعائرها.‏

اما في سنتي الدراسية الرابعة فقد أدركت أن ما أتعمله في علم الصيدلة من أعشاب وعقاقير طبيعية من ‏المفترض أن نشاركه وأن  يعرفه الطلاب من كافة التخصصات إذ يلزمنا هذا العلم في الحياة اليومية فهو ‏ليس حكراً على طلاب الصيدلة ويمكن معرفة الكثير عما يمكن استخدامه من الطبيعة للعلاج والاستفادة ‏منه فبدأت بإخبار صديقاتي عن الفكرة وباشرنا بإقامة معرض الصيدلية الخضراء ودعونا الطلاب من ‏مختلف التخصصات وأساتذة من كليات أخرى لزيارة المعرض وقد كان هذا المعرض فاتحة خير في ‏تخصصي  وفي مجال نظرة الطلاب للأعشاب وفاعليتها في معالجة بعض الامراض بنسبة لا بأس بها، ‏بالإضافة الى كيفية استعمال كل نبتة والغرض منها  وقد عزز ذلك من اكتسابي مهارات سأتميز بها في ‏عملي مستقبلا باذن الله.‏

أثر انتمائي للبرامج التطوعية اللامنهجية في الجامعة على حياتي أشد التأثير حيث تعرفت على طلاب من ‏مختلف التخصصات وأصبحنا كالاخوة والعائلة الواحدة نعمل سويا لان العلم لا يندرج تحت تخصص ‏واحد لا طب ولا صيدلة  ولا هندسة ولا شريعة فجميع العلوم تكمل بعضها بعضا وبالعلم نتطور وبالتطوع ‏نرتقي نحو الافضل فقد ساعدني التطوع  على التعامل مع جميع الافراد بمختلف الافكار والتعاون لننتج ‏الافضل دائما.‏


Read 999 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية