جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تخرجت من الجامعه دون أن تتاح لي فرصة لتطوير ذاتي الى المستوى الذي طمحت اليه عند التحاقي بها، كنت آمل ببناء شخصيتي ومستقبلي وكسر الحواجز التي تعيقني عن تحقيق ذلك، لكنني دخلت الجامعه وتخرجت من قسم الكيمياء فيها دون تحقيق هذا الطموح وتلك الآمال لأنني لم أستغل حياتي الجامعية بالشكل الأمثل. كانت حياتي الجامعية مملة ومليئة بالفراغ، أمضيت سنواتي الجامعية بين الكتب والامتحانات والأصدقاء والأحاديث غير المفيدة فلم أكتسب من المعرفة إلا القليل.


بقلم: لينا فريحات....تحرير: دائرة العلاقات العامة

 لم أعرف شيئاً عن الأنشطة اللامنهجية التي يتم تنظيمها بالجامعة ولا عن برنامج زاجل الذي يتخصص بتطوير شخصية الطالب وزيادة مهاراته. أصبحت الامور بعد التخرج أكثر صعوبة حيث ُصدمت بالحياة العملية التي لم أهيئ نفسي لها خلال دراستي بالجامعة إذ فوجئت بالحاجة الى الخبرات العملية ليس فقط في مجال تخصصي ولكن في مجالات الحياة المختلفة. لم تتوفر لدي الخبرة الكافية في التعامل مع المؤسسات سواء في مجال الاستعداد لمقابلات العمل أو تقديم نفسي للمؤسسات التي أرغب بالعمل بها، لم أستطع تسويق نفسي في سوق العمل حتى في مجال كتابة السيرة الذاتية التي لم تتوفر لدي الخبرة الكافية بها، لم تكن لدي القدرة على إقناع الآخر بوجهة نظري حتى لو كنت على الصواب وذلك لقلة خبرتي العملية التي لم أعمل على صقلها خلال أيام الجامعة.

مكثت في المنزل فترة من الزمن مما أدى الي دخولي في حالة من الاكتئاب والضجر نظراً لعدم رضاي عن نفسي وعدم تحقيق ما كنت احلم بتحقيقه خلال حياتي الجامعية، فقد اقتصرت تلك الحياة على امتلاك المعرفة المتعلقة بمجال تخصصي الى أن تعرفت على برنامج زاجل للتبادل الشبابي الدولي التابع لدائرة العلاقات العامة بالجامعة وذلك من خلال اعلان على صفحة الجامعة والذي أعلن عن توفر فرص تدريبية للخريجين فزرت البرنامج وتعرفت عليه وعلى ما يقدمه للطالب الجامعي من تحسين للقدرات والمهارات وتطوير للشخصية العملية ودمج في الحياة. وعلى الرغم من كوني مواطنة مقيمة في مدينة جنين إلا أنني لم أتردد بالانضمام الى برنامج زاجل رغم ما ترتب على ذلك من دفع للمواصلات من مصروفي الخاص.

لم يكن سهلاً علي إقناع أسرتي بالتوجه للجامعة من جديد خاصة بعد انتفاء مبرر الذهاب اليها هذا فضلاً عن الضغوط الاقتصادية، إلا أنني أقنعت عائلتي التي تفهمت الأمر فباشرتُ بالتدرب في برنامج زاجل الذي يمثل أحد السبل المثلى للتعرف على العالم العملي باعتباره فرصة جيدة للتعرف على ذاتي وقدراتي وتطوير مؤهلاتي اللازمة للعمل.

أثناء تطوعي ببرنامج زاجل شاركت بتنظيم العديد من الفعاليات من أهمها برنامج سيران نابلس الثقافي الذي كان من أمتع الفعاليات التي ساعدتني على التعرف على مدينة نابلس العريقة التي مكثت فيها طيلة سنوات دراستي الجامعية دون أن أعرف عنها الشئ الكثير، كان هذا السيران ممتعاً إذ عرفني على ثقافة المدينة وتاريخها وطوائفها الدينية كما تعرفت من خلال هذه الفعالية على العديد من المؤسسات المحلية والأفراد المؤثرين في المجتمع، كما شاركت بدورة آليات إقناع الجمهور باللغة الانجليزية والتي كانت مفيدة لشخصيتي وساعدتني على تحسين أدائي وزيادة ثقتي بنفسي وكسر حاجز الخوف من مواجهة الجمهور.

وأثناء تطوعي في برنامج زاجل ساعدت بتنظيم معارض ثقافية من أهمها معرض يا زمان الوصل بالأندلس ومعرض البلده القديمة في الخليل ومعرض التراث الارجنتيني فكانت تلك التجربة من أجمل التجارب في مجال تدربي على مهارات التنظيم وتنفيذ المهام.

كما تدربت على تنفيذ الأعمال المكتبية ومتابعة المراسلات وتحضير الاعمال المكتبية من تنظيم وترتيب. تعلمت من برنامج زاجل ضرورة الانضباط والدقة في إنجاز المهام الموكلة لي وذلك لإنتاج عمل جيد ومفيد وناجح. تعلمت أيضا تحمل المسؤولية والعمل تحت وطأة قلة الوقت المتاح والتفكير بالحلول للمشاكل التي تواجه منظمي العمل.

أنصح جميع الطلاب باستغلال وقت فراغهم أثناء الدراسة الجامعية وذلك لاكتساب الخبرة في المجالات العملية المختلفة. من الجميل أن تكون إنساناً منتجاً وفاعلاً في المجتمع كي تصبح عنصراً فاعلاً في المجتمع، إجعل من وقت فراغك فرصة لبناء ذاتك، ليس ذلك بالأمر العسير، فهو في متناول يديك الآن، قبل أن يصبح أمراً عسيراً بعد تخرجك.


Read 1269 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية