جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


الجندي المجهول هو لقب تشريفي لتكريم جنود المعارك الذين لا يمكن التعرف على أسمائهم، والذين يلمس أثر فعلهم ‏وتضحياتهم، ولا يقتصر المصطلح على الجنود فحسب، بل يشمل معنى أوسع، فيشمل من يعملون بصمت في مناحٍ ‏أخرى عديدة، فكل من يعمل بصمت لأجل حدث مميز هو جندي مجهول، وكل من يعمل من أجل نصرة قضية نبيلة ‏هو جندي مجهول، وكل من زرع لنا شجرة لنستظل بها ونأكل منها فهو بالنسبة لنا جندي مجهول، وكل من كان خلف ‏تلك الصفحات الرقمية يصور هذه الفعالية، وينشر تلك، ويصلنا بمنارة أمضينا بها أجمل أيام عمرنا، وزودتنا بالكثير ‏من العلم والأمل، فهو جندي مجهول. ‏


بقلم: توفيق عبد الرحيم

الباحث في مجالات شبكات التواصل الاجتماعي وتوظيفها في التعليم العالي

لم يكن تواصلنا إلكترونياً مع الجامعة يشبه ما نحن عليه الآن، فلم يكن دخولنا لموقع الجامعة بشكل دوري حين التحقنا ‏بها في العام (2005)، بل كان بهدف الوصول إلى صفحة الطالب (الزاجل)، كان حينها موقع الجامعة بسيطاً يحتوي ‏عدّة صفحات تتحدث عن الجامعة وكلياتها، واحتوت كل صفحة على ملخص بسيط لها، مع احتواء بعض الصفحات ‏على قليل من المواد البصرية التي تثريها، وتكوّن الموقع أيضاً من عدة روابط أخرى متفرقة ومرتبطة بنفس الوقت، أما ‏الصفحة الأمامية للموقع والتي تعتبر أهم أجزائه فقد احتوت آخر أخبار الجامعة الرئيسية، والتي قلّما تجددت، ولعل قلّة ‏اهتمام الجامعة بالموقع الإلكتروني حينها؛ يعود إلى قلّة ثقافة الإقبال على الإنترنت من قبل المجتمع المحلي، فكان عدد ‏المتصلين في الإنترنت محدوداً جداً في ذلك الوقت، ومقتصراً على من آمن بقدراته وأهميته، حتى أن بعض العائلات – ‏حينها - كانت تعتبر الإنترنت من المحرمات.‏

ظهر موقع الجامعة في العام (2008) بحلة جديدة، فكان المظهر والمحتوى أجمل من سابقه، وكان المحتوى الرقمي من ‏أخبار ونشاطات ومعلومات منظمّاً وبارزاً بشكل أفضل، وزاد الاهتمام به، فأصبحنا نعلم بشكل أسرع عن فعاليات ‏وأخبار الجامعة والتي كانت تتجدد وتتحدث بشكل شبه يومي، وكان باستطاعتنا خلال مرة واحدة أسبوعياً تصفح ‏الإضافات الجديدة التي ينشرها الموقع.‏

اقتصرت الجامعة في ذلك الوقت على نشر محتواها الرقمي على الموقع الإلكتروني فقط، على الرغم من انتشار شبكات ‏التواصل الاجتماعي مثل: (فيسبوك) و(تويتر)، وكان هناك نوع آخر من شبكات التواصل الإجتماعي سُميت ‏بالمنتديات (‏Forums‏)، ولم يكن للجامعة أي تواجد رسمي على تلك المنتديات أو الشبكات سواء الرسمية أو الخاصة، ‏ولم يُذكر أن الجامعة تبنت منتدى رسمي موحد يستهدف طلبة الجامعة ويتواصل به الطلبة مع أنفسهم وأساتذتهم، ‏ولمتابعة نشاطات وفعاليات وأخبار الجامعة، حيث تعتبر شبكات التواصل الإجتماعي من أبرز مستحدثات هذا العصر ‏تأثيراً وشهرة، وتعد من أهم طرق الحصول على المعلومات التي يُلجأ إليها أكثر من غيرها، فهي المنصات التي يتواجد ‏عليها معظم الفئة المستهدفة، والرأي العام، ومن خلالها تصل المعلومة لجمهور اوسع، حتى ظهر في منتصف العام ‏‏(2009) حساب الجامعة الرسمي على منصة (تويتر)، علماً أن منصة (تويتر) لم تكن أكثر المنصات انتشاراً وشهرةً ‏محلياً، مقارنةً بالمنتديات أو حتى منصة (الفيسبوك) التي كانت تشق طريقها لتنافس بقوة.‏

لعل عدم الحضور الفعّال للجامعة على شبكات التواصل الإجتماعي قد أحدث فجوة في الاتصال والتواصل ما بين ‏الجامعة وجمهورها من طلبة وخريجين، والمجتمع المحلي والعالمي بشكل عام، حتى دشّنت الجامعة مع بدايات العام ‏‏(2011) صفحتها الرسمية على شبكة التواصل الاجتماعي (فيسبوك) والتي كانت ولا تزال تعتبر الأكبر محلياً وعربياً ‏وعالمياً حسب آخر الإحصائيات، فعلى متن (الفيسبوك) يتواجد الرأي العام ويتواجد جمهور الجامعة، وهناك تجد ‏المجتمع المحلي والعربي والعالمي، ويتواجد الطلبة أنفسهم بشكل يومي، ولكن كانت بدايات الجامعة عبر الشبكة خجولة ‏بعض الشيء، فكان المحتوى المنشور بشكل عام هو ذاته الموجود في موقع الجامعة الرسمي، لكن وجد لنا مساحة ‏للتعقيب عليه ونشره، وبشكل عام كان تواجد الجامعة عبرشبكة (الفيسبوك) خطوة موفقة للسعي لسد الفجوة وإيجاد بيئة ‏تواصل أفضل ما بين الجامعة وجمهورها.‏

أما في الوقت الراهن، فإننا نرى اختلافاً مطلوباً في حضور الجامعة الرقمي وبات الموقع الرسمي شاملاً محدّثاً بشكل ‏مستمر، بل وتوسع حضور الجامعة الرسمي ليشمل شبكات اجتماعية أخرى، ومع زيادة شهرة شبكة (الفيسبوك)، ‏وإزدياد وعي المستخدمين بأهمية ونوعية الحضورعلى تلك الشبكات، يُلاحَظ مواكبة الجامعة لنوعية المشاركات ‏المنشورة من خلال حساباتها على شبكات التواصل الإجتماعي المختلفة، وبالأخص شبكة (فيسبوك)، فأصبحنا على ‏تواصل أكثر وأفضل، ونتابع أكثر ما يحدث في الجامعة من نشاطات وأخبار وفعاليات، وتصلنا أحداث الجامعة في ‏بيوتنا وأماكن عملنا وحتى في الشارع، أصبحنا نعيشها كأننا مازلنا طلبتها.‏

لا شك أن وراء كل تلك الرحلة الرقمية جنودٌ مجهولون، حريٌّ بنا أن نشكرهم ونثني على عملهم في الجامعة ‏وخارجها، يسعون جاهدين بالفعل لنشر وتصوير ذلك الكم الهائل من الفعاليات والنشاطات، ومتابعة ذلك الكم الهائل ‏أيضاً من التعليقات والمشاركات، فهم محورٌ أساسيٌ في هذه المسيرة التعليمية الطويلة والمشرّفة وليسوا فقط من ‏النجاح... بل هم شركاء النجاح. ‏


Read 286 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية