ليس التدريب فترة قصيرة لتحقيق الاستفادة

كمهندسة معمارية، أفضل وجودي ضمن فريق للتصميم، لكن في الفترة التي تواجدت فيها للتدريب في مدينتي كوتاهيه وأنقرة في تركيا، كان لدينا مشروعاً ضخماً لمستشفى عام ومستشفى للعلاج الطبيعي، فكان معظم العمل يدور حول بعض التعديلات على التصميم وأفكار للتصميم الداخلي والاشراف على الموقع والتعامل مع المشاريع التي على أرض الواقع، واجراء بعض الحسابات الانشائية للمشروع وإعداد فيديوهات للمشروع، واجراء حسابات التكاليف والكميات والتقارير اليومية، والتعامل مع الموقع وطبيعته وما تطلبه من حلول تصميمية للزلازل وطبيعة التربة، والجدران الاستنادية، وقد أضافت هذه التجربة حب التعاون والعمل بروح الفريق كجزء من أسرة ثانية أثناء العمل.
بقلم: لميس داود - قسم الهندسة المعمارية
تحرير: علاء ابو ضهير - دائرة العلاقات العامّة
بالنسبة لمدينة كوتاهيه، فإن أكثر ما يميزها النظام ونظافة الأماكن العامة، وأما عن شعبها فهم خلوقون جدا في التعامل خاصة ضمن حدود العمل، حيث أنه بغض النظر عن الشخص وطبيعة تعامله الا أنه ضمن وقت العمل يلتزم الاحترام الكامل ويكون محباً للتعاون والمساعدة، وتخضع الشركة للتقييم والتقارير التي ترسل الى الجهات الرسمية والشرطة لمتابعة الأمور النظامية والاخلاقية. وكوني غريبة عن البلد الذي أنا فيه فقد تلقيت كامل الاحترام والمساعدة ضمن أي خطوة كنت أنوي القيام بها، حتى لو كانت خارج العمل وهذا ينم عن تعاملهم الراقي المحب لفلسطين وأهلها خاصة.
تعلمت الكثير الذي أثر على شخصيتي بشكل ايجابي، فبداية كوني في بلد غريب فقد تأقلمت على الاعتماد على نفسي في جميع الأمور، والتنقل في نطاق وشبكات مواصلات محددة مختلفة كليا عنها في بلادنا، وقياسا على ذلك الامور الاخرى، وهذه الأمور تعتبر خطوة جديدة مقارنة بطبيعة بلادنا. وكون الشعب يمتلك ثقافة ولغة وعادات مختلفة فجميع هذه الأمور جعلتني قادرة على وضع وتكوين الشخصية الخاصة بي والتي سيتعامل معي الاخرون ضمن نطاقها. وكل ذلك زاد من ثقتي بنفسي ومن حبي للاستكشاف ومن إيماني بالقدرات التي أمتلكلها وحثني على تطوير ذاتي وشخصيتي.
تلقيت خلال التدريب التجربة العملية للمشاريع وتنفيذها على أرض الواقع، فخلال التعليم نتعلم تلك الامور النظرية، وكتخصص هندسة معمارية فإننا نطبق الجانب العملي بشكل كبير لكن ذلك لا يغنينا عن كمية الاستفادة من خوض تجربة مراقبة مشروع أثناء تنفيذه على أرض الواقع ومتابعة المشاكل والتعديلات التي تحدث وخلق حلول بأقل الخسائر المترتبة.
التدريب فترة ليست قصيرة لتحقيق الاستفادة، وليست بطويلة مقارنة ببيئة العمل؛ لذا ومن خلال تجربتي فأنا اعتبر فترة التدريب تجربة ممكن من خلالها بناء شخصية ذاتية وشخصية في بيئة العمل، وإذا كانت هناك فرصة لخوض هذه التجربة في الخارج وكان الشخص قادراً على تحمل مسؤولية قراره فلا يفوت فرصة تدريبه في الخارج ليعود بخبرات جديدة الى بلاده خلال الفترة اللاحقة (فترة العمل).