دورة حياة الطموح

كنتُ أنمو وينمو معي الحلم والطموح، كانت لحظةً مليئة بالحيرة والحماس تلك التي وقفت فيها أمام قائمة التخصصات الجامعية لاختيار الأقرب لي، إنها اللحظة الحاسمة التي ستقرّر بها ما سيكون عليه مستقبلك، وأنت. قرأت عن تخصص العلاقات العامة بعدما سمعت عنه الكثير ممن هم حولي، وكنتُ شديدة تجاه اختيار ما أحب وما أريد، لا ما يحبه ويريده محيطي لي، وقلت لنفسي: هُنا أحب أن أكون!
بقلم: علا الشريف
تحرير: دائرة العلاقات العامّة
كان الانتقال من مرحلة المدرسة إلى مرحلة الجامعة صعبٌ عليّ جداً، ولم أجد التأقلم سهلاً، بل قضيتُ وقتاً طويلاً منعزلة فيه عن أي شيء يتعلق بها، ومع الدخول أكثر في تفاصيل التخصص ومساقاته، بدا كل شيء أسهل وأمتع، وقد كان للهيئة التدريسية في قسم العلاقات العامة والاتصال يدٌ كبيرة في ذلك، وأقول هنا أن أربعة سنوات غير كافية للشرب من مناهل علمهم، ولكن شربنا قدر الإمكان.
لا أطيق البقاء دوماً بمكانٍ واحد، أو الجلوس كمتفرجة دون عمل أو التقدم خطوات، وحاولت استغلال كل فرصة أُتيحت لي لأتعرف على سوق العمل، فأنا أؤمن أن الدراسة النظرية لا بد وأن يترافق معها التطبيق العملي، لتحقيق الاستفادة الكاملة، لذا ومنذ السنة الثانية لي في الجامعة، التحقت بفريق المتطوعين في دائرة العلاقات العامة في الجامعة، لأختبر التخصص على أرض الواقع، وبعيداً عن المقترحات التي بقيت ورقاً دون تنفيذ، وكانت الفائدة التي جنيتها كبيرة جداً، فشاركت في الكثير من الأحداث والفعاليات الهامة التي أُقيمت على أرض الجامعة وخارجها، ووقفت على تفاصيل ما يجري في غرف عمليات هذه الأحداث، بدءاً من كونها مجرد فكرة، مروراً بنموّها، وانتهاءً بها تنفيذاً على أرض الواقع، وكذلك كانت هناك مشاركة في التغطية الإعلامية للعديد من الفعاليات، فتعلّمنا التصوير والكتابة بأشكالها، وغيرها من أساسيات التخصص، وكذلك التعامل في حالة الأزمات، وتجاوزها، والأهم من ذلك كله كان تطوير الشخصية نحو الأفضل، وذلك من خلال التعامل مع شخصيات مختلفة من الناس وفئات مختلفة، واكتساب معارف في سوق العمل، فكانت تتم عملية تبادل الأفكار وتطويرها، واكتساب الخبرات، وبالتالي تحقيق استفادة أكبر، ولاحظتُ ذلك في نفسي، بين ما كنتُ عليه قبل الانخراط في الجامعة وما صرتُ عليه بعد الانضمام للدائرة.
إن التدريب العملي مرحلة مهمة في حياة الطالب الجامعي، منها ينطلق نحو سوق العمل، ومنها يحقق ذاته ومستقبله، رغم ما قد يواجه فيها من صعوبات، فالى جانب كون العلاقات العامة تخصص جديد في مجال الدراسة أو في سوق العمل، فإن الشركات والمؤسسات لم توفر بعد المقومات اللازمة لتقديم تدريب جيد للطلاب، سواء من حيث الإمكانيات المادية والمعنوية، ولا توفّر جدولاً واضحاً لعملية التدريب، وهنا يجب عليك كطالب أن تبادر بنفسك لخلق تلك الإمكانيات، وتطوير نفسك في المجال الذي تريده وتراه مناسباً لك، فتنمو وينمو معك حلمك وطموحك، ويزدهر مستقبلك.