جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


بقلم: م. عطا عبوشي

أنهيت دراستي الجامعية الأولى في الهندسة المدنية بتفوق ولله الحمد بعد حصولي على المرتبة السادسة ‏على دفعتي في العام 2010م، وحظيت مباشرةً بعدها بدعم معهد الدراسات المائية والبيئية في جامعة ‏النجاح الوطنية والذي قدّم لي منحة ماجستير في هندسة المياه والبيئة، حيث أنّ المعهد يعتبر منسقاً ‏لبرنامجي الماجستير في هندسة المياه والبيئة والعلوم البيئية في جامعة النجاح الوطنية. وكانت المنحة ‏مدعومة مالياً وتقنياً من قبل معهد تعليم المياه الهولندي (‏UNESCO – IHE‏)، وهو من أكبر المعاهد ‏المتخصصة في العالم في مجال هندسة المياه والبيئة. حيث قمت بإنجاز بحث علمي متخصص (رسالة ‏ماجستير) بعنوان: "دراسة استكشافية لمناطق التداخل بين المياه السطحية والجوفية في المناطق الجافة ‏وشبه الجافة: حوض الفارعة في فلسطين كحالة دراسية"، والذي تمّ تصنيفه في الموقع الفرنسي ‏‏(‏Secheresse‏) المتخصص في تصنيف الأبحاث والمقالات العلمية العالمية كأحد الأبحاث التي تساهم ‏في تنمية المناطق الجافة وشبه الجافة على مستوى العالم. وهذا يرجع إلى القدرات التقنية المتقدمة ‏والخبرات البحثية الكبيرة لأعضاء هيئة التدريس والبحث العلمي العاملة في المعهد.‏

خلال دراستي لمرحلة الماجستير، عملت في معهد الدراسات المائية والبيئية من العام (2010-2013) ‏كمساعد بحث على مشروع بعنوان: "أثر المياه العادمة الغير معالجة على الأجسام المائية الطبيعية: ‏دراسة مخاطرتقييمية متكاملة". وخلال عملي في هذه الفترة، قمت بنشر بحث علمي مشترك بعنوان: ‏‏"‏Overview of Quantity and Quality of Water Resources in the Faria Catchment, Palestine‏". ‏

كما أنّه تمّ تعييني خلال هذه الفترة في سلطة المياه الفلسطينية وبترشيح من المعهد كـَ (سفير فلسطين ‏الشاب لشؤون المياه في دول حوض البحر الأبيض المتوسط)، وقمت بتمثيل فلسطين في المنتدى العالمي ‏السادس للمياه، والذي عقد في مدينة مرسيليا الفرنسية عام 2012م.‏

خلال فترة دراستي وعملي في المعهد، اكتسبت جميع المهارات البحثية والعلمية والفنية ومهارات ‏الإتصال والتواصل، ومهارات التحليل المنطقي، والتي أهلتني لشغل وظائف مميزة بعدها. في الفترة ‏التي تلت عملي في المعهد، عملت كمحاضر وعي بيئي ومجتمعي على مشاريع متخصصة للإغاثة ‏الزراعية الفلسطينية، ومصمم هيدرولوجي في بعض المراكز والشركات الهندسية في فلسطين. وخلال ‏هذه الفتره قمت بنشر مقالتين علميتين محكمتين؛ الأولى بعنوان: "‏Developing Quantitative and Qualitative Relationships of Wadi-Aquifer Interaction in the Semi-Arid Watershed of Faria, Palestine‏". والثانية بعنوان: "‏A Preliminary Investigation of Wadi-Aquifer Interaction in the Semi-Arid Watershed of Faria, Palestine Using Tracer-Based Methodology‏"، والتي تمّ نشرها في مجلة (‏Environmental Earth Sciences Journal‏) التي لها معامل تأثير علمي (1.77). ‏

وفي الفترة بين (2014 – 2015)، تمّ اختياري مجدّداً للعمل في معهد الدراسالت المائية والبيئية في ‏جامعة النجاح الوطنية كمهندس باحث على مشروع بعنوان: "‏Developing Agricultural Best Management Practices to Preserve Groundwater Quality in the Faria Catchment, Palestine‏"، وهو أحد المشاريع الريادية المنفذة في إطار برنامج التعاون الفلسطيني-الهولندي ‏الأكاديمي البحثي المشترك حول المياه (‏PADUCO‏). وكانت نتائج هذا البحث مشرفة جداً بشهادة ‏الأعضاء المشاركين في البرنامج من كلا الطرفين الفلسطيني والهولندي. وتمّ نشر ورقة بحث علمي ‏مشترك في المشروع تحت عنوان: "‏Developing a GIS-Based Agro-Land Suitability Map for the Faria Agricultural Catchment, Palestine‏"، والتي تمّ نشرها في مجلة ‏‏"‏International Journal of Global Environmental Issues‏" في المملكة المتحدة في العام ‏‏2017م. ‏

في عام 2015م، سافرت إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بحثاً عن العمل، وفي شهر سبتمبر من العام ‏نفسه، عملت في شركة السركال في دبي كمهندس بيئي في محطة لمعالجة وإعادة تدوير زيوت الطعام ‏المستعملة، وهي المحطة الوحيدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط؛ حيث كنت مسؤولاً عن ‏محطة معالجة المياه العادمة الصناعية التابعة للمحطة، بالإضافة إلى الإشراف على برامج الوعي ‏البيئي-المجتمعي حول أهمية إعادة تدوير زيوت الطعام. ‏

والجدير بالذكر، أنّه في جميع مقابلات العمل التي أجريتها في دبي في شركات ومؤسسات لها سمعتها ‏العالمية، كانوا دائماً يثنون على الكفاءات العلمية والمهنية التي تخرجت من جامعة النجاح الوطنية. حتى ‏أنّ البعض منهم وبعد إنهاء المقابلة معه، أبدى استغرابه ودهشته من وجود نوعيات خريجين لمهندسين ‏لديها هذه الخبرة العلمية والعملية والقدرة على التحليل المنطقي، والتي تَخرجتْ من جامعات محلية في ‏فلسطين. ‏

في شهر يوليو من عام 2016م وحتى تاريخه، التحقت بالعمل في إدارة النفايات في بلدية دبي – حكومة ‏دبي، وهي معروفة بأنّها أكير الجهات الحكومية الرائدة على مستوى الإمارة بل على مستوى الدولة. ‏حيث عملت كمهندس مسؤول عن مشاريع أنظمة وعمليات المعالجة على مستوى إمارة دبي، وخلال ‏هذه الفترة تمّ تعييني عضواً في فريق الطوارئ والأزمات على مستوى الإدارة، وعضواً ومنسقاً ومقرراً ‏لفريق دعم الإبتكار العلمي وبتوصية من القيادة العليا على مستوى الدائرة، وعضواً ومقرراً لفريق ‏التطوير والجوائز والإبداع، وممثلأ لمسؤول ملف الإستدامة على مستوى الإدارة. وخلال هذه الفترة ‏كذلك، تمّ اختياري كأفضل مهندس في المجالات التخصصية، والمسؤول المباشر عن تنظيم ملتقى ‏الإبتكار العلمي بدورته الثانية على مستوى الإمارة، وقمت بنشر أول تقرير تخصصي للإستدامة البيئية- ‏المجتمعية على مستوى البلدية، وتمّ تكريمي من قبل سعادة مدير عام بلدية دبي في شهر ديسمبر من عام ‏‏2017، لمساهمتي في حصول الدائرة على العديد من الجوائز العالمية من منظمات دولية لها سمعتها في ‏مجال الإستدامة والإدارة البيئية والمعالجة وتوفير الموارد الطبيعية. كما أنّه تمّ اختياري موظف الإدارة ‏المبدع في شهر يناير من العام الحالي 2018، وتمّ تبني العديد من الأفكار الإبداعية والحلول التي قمت ‏باقتراحها لتطوير سير العمل الحكومي من أجل تحويل الخدمات المقدمة إلى خدمات ذكية ومتكاملة ‏ومستدامة من قبل القيادة العليا في الإدارة، وتمّ تقديمها حديثاً (في شهر فبراير، 2018) للتقييم من قبل ‏المختصين في بوابة الإقتراحات الإلكترونية لحكومة دبي، وفي حال إقرارها بإذن الله تعالى، فسيتم ‏طرحها وتبنيها في القمة العالمية للحكومات بدورتها السابعة في العام المقبل إن شاء الله، وهي أكبر ‏تجمع حكومي عالمي سنوي يتم تنظيمه في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة برعاية سمو ‏الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي. ‏

والجدير بالذكر أنّه تمّ اختياري مراجعاً ومقيماً علمياً للمقالات العلمية العالمية للحكم على مدى جودتها ‏للنشر في مجلتين هما: مجلة (‏Environmental Earth Sciences Journal‏) في المانيا، ومجلة ‏‏(‏Arabian Journal of Geosciences‏) في المملكة العربية السعودية. كما تمّ اختياري في شهر ‏فبراير من العام الحالي (2018)، عضواً في هيئة تحرير شركة (‏EnPress Publisher‏) في الولايات ‏المتحدة الأمريكية، والذي يضم 25 أكاديمياً وباحثاً على مستوى العالم، من ضمنهم أنا وباحث آخر من ‏المملكة العربية السعودية على مستوى الدول العربية.‏

وفي النهاية، لا يسعني إلّا أن أشكر الله عز وجل على عظيم نعمه، وجزاء فضله وكرمه، وعلى عونه ‏وتوفيقه لي في مسيرتي العلمية والعملية، وأسأله تعالى أن يزيدني من فضله وكرمه وعطاءه، أنّه نعم ‏المولى ونعم المجيب. كما أتقدّم بالعرفان الكبير، وبكلمات أكتبها بمداد قلبي، وأبعثها مع عبير الورد، ‏وأريج الفل والياسمين، إلى معلمتى الأولى وحاضنتي منذ طفولتي.. أمي الحبيبة.. تأكّدي يا أمي لو أني ‏كتبت لك كل عبارات الشكر فلا توجد كلمة في هذا الكون العظيم توفي حقك علي، ولو جمعت كل ‏القبلات فينبغي أن توضع في مكان واحد فقط، وهو رأسك الجليل،أنتِ فقط من يستحق أن أضرب لكِ ‏تعظيم سلام، وأن أقدم لكِ كل فروض الولاء والطاعة والاحترام. أطال الله في عمرك، وأدماكِ تاجاً فوق ‏رأسي، وشمعةً تنير حياتي، وأن يساعدني المولى في طاعتكِ والبر فيكِ ما دمت حيا. ‏

كما أتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير، إلى قسم الهندسة المدنية ومعهد الدراسات المائية والبيئية في ‏جامعة النجاح الوطنية، من أساتذة ومشرفين، على الجهد الكبير والعمل المتفاني اللامنتهي في سبيل ‏تخريج مهندسين ومختصين من ذوي الكفاءة العلمية والعملية، وتأهيلهم ليخوضوا غمار العمل، والتنافس ‏على تحقيق الإنجازات والإبداعات المحلية والإقليمية والعالمية، والتي تُسطَر في ملف المعهد والجامعة ‏بحروف من ذهب.

دبي – دولة الإمارات العربية المتحدة


Read 391 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية