جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


بقلم: وئام وريدات

تحرير: دائرة العلاقات العامة

تم اختياري مع صديقتي تالا شلباية للمشاركة في دورة اللغة الرنسية لمدة ثلاثة أسابيع في بوردو، فرنسا. ‏كانت فرصة عظيمة لتحقيق أحلامي الأولى في السفر إلى  أوروبا وخاصة إلى  فرنسا وممارسة اللغة والثقافة ‏الفرنسية هناك . لقد كنت اطمح دوما بالسفر الى فرنسا وكانت بالنسبة لي مجرد حلم  وكنت اكتفي باقتناء ‏الاشياء التي تتعلق بفرنسا.‏

‏ قبل أن  يتم الاعلان عن اسماء الطلاب الذين تم اختيارهم للمشاركة بهذه الدورة اللغوية دعتنا مساعدة البحث ‏والتدريس أ. نجاح دروزة للدخول الى مكتب رئيس القسم د. وسيم بيشاوي لمعرفة من هم الطلاب الذين تم ‏اختيارهم للحصول على هذه المنحة حينها تسارعت ضربات قلبي وانتابني الشعور بالقلق والتوتر ورفضت ‏الدخول مع زملائي لمعرفة النتيجة وذهبت مسرعة لتقديم الامتحان.

وبعد ان انتهيت من اداء الامتحان تفاجأت بوصول رسالة من صديقتي تخبرني فيها " مبرووك المنحة ‏وبتستاهلي كل خير" حينها اصبت بالدهشة وظننت بأنها مجرد مزحة من صديقاتي ورددت قائلة لهن بأنها " ‏كذبة نيسان " وبعدها تأكد لي بأنني حصلت على هذه المنحة وشعرت بالفرح الشديد لحصولي عليها. ‏

خلال هذه الأسابيع الثلاثة، أتيحت لي الفرصة للقاء العديد من الناس من جنسيات مختلفة وهذا سمح لي بأن ‏أعرف الاختلافات باللغة الفرنسية. كان لدي حوالي 20 ساعة من الدروس الفرنسية في الأسبوع (المفردات، ‏والنحو، والمناقشات، والفهم والتعبير الشفوي والكتابي). باختصار، كان هذا بالنسبة لي أفضل نهج لتعلم بعض ‏قواعد اللغة  الفرنسية والتقدم بسرعة في هذه اللغة. ‏

قدم المعهد الفرنسي أكيتين في بوردو لنا برنامجا للأنشطة الثقافية التي سمحت لنا بزيارة العديد من الأماكن ‏والمعالم التاريخية القديمة والمناطق والقرى المجاورة لبوردو حيث قمنا بزيارة العديد من المتاحف التي تروي ‏تاريخ وحضارة وانجازات هذه المدينة على مر العصور.‏

قمنا باكتشاف وتذوق الاطعمة المختلفة للأجبان الفرنسية ومعرفة تاريخ وسبب تسمية كل نوع كما واتيحت لنا ‏الفرصة للركوب على متن سفينة والتجول  في نهر (القاغون ) ومشاهدة الطبيعة والمناظر الخلابة كما قمنا ‏بتسلق اعلى قمة ومشاهدة المحيط الأطلسي من اعلى القمة كما وقمنا بخوض تجربة ركوب القوارب والتجول ‏في بحيرة بوردو وكانت هذه الأنشطة بالغة الأهمية ومتنوعة وفعالة. 

عشت مع عائلة مضيفة، كانت إقامتي مع العائلة مثالية لإكمال معرفتي اللغوية والثقافية في هذا البلد، وتعلمت ‏منهم الكثير وأعطتني إقامتي اللغوية الثقة وتحسين مهاراتي في اللغة  الفرنسية. والذي اثار دهشتي خلال اقامتي ‏في هذه المدينة بأنه بامكانك مشاهدة جميع فصول السنة في آن واحد والذي يبعث في النفس الراحة والهدوء ‏والسكينة. كما أن الشمس تغرب في وقت متأخر من ساعات الليل فسبحان الخالق المصور بديع السماوات ‏والأرض.  ‏

في الصف، تحدثت عن القضية الفلسطينية وثقافتنا وطلبت مني المدرسة شرح سبب عدم وجود فلسطين على ‏خرائط غوغل. إنها تجربة رائعة بالنسبة لي أن أشرح لهم عن فلسطين في جميع النواحي الاجتماعية ‏والاقتصادية والسياسية والتبادلات الثقافية مع الطلاب الآخرين من جميع أنحاء العالم. رحلة كتلك لا تقتصر ‏على الحجارة أو الأبنية أو الأماكن، فهناك الأرواح التي يكاد الكلام يقف عاجزاً عن ‏الكلام عند حدودها فلطالما ‏قلنا أن للسفر رفاقه المخلصين وأولئك كانوا قادرين على تحويل كل لحظة إلى ‏بصمة لن يمحوها الزمن ولا ‏النسيان.

"أنا أقرأ، أنا أسافر، إذًا أنا موجود" ، هذه هي الفلسفة الجديدة لهذا العصر

وحينها ادركت بأنه حيث تصل احلامك بامكان اقدامك ان تصل وان لكل مجتهد نصيب. أخيرا، أود أن أشكر ‏قسمنا (قسم اللغة الفرنسية ) ممثلا برئيسه د.وسيم بيشاوي وجميع  أعضاء الهيئة التدريسية على إتاحة الفرصة ‏لي للمشاركة في دورة اللغة هذه.‏


Read 701 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية