جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تشبه تجربتي تجربة أي طالب جامعي عادي، كانت الجامعه قبل انضمامي لكلية الشرف عبارة عن ‏محورين أساسيين وهما الدراسة والاصدقاء، لم أدرك المعاني الاخرى لحياتي الجامعية كالتطوع ‏والمبادرات الشبابية والبرامج المتنوعة التي أستطيع المشاركة بها.


بقلم: سندس هلالي

تحرير: دائرة العلاقات العامة

عندما قررت الالتحاق بكلية الشرف في السنة الرابعة كنت أسعى فقط للحصول على تخرج بتقدير ‏امتياز مع مرتبة الشرف لا أكثر. لكن التحاقي بهذه الكلية صدمني بواقع غائب كلياً عن ذهني لم أدركه ‏من قبل، اكتشفت أن إنضمامي لكلية الشرف كان من أهم الخطوات الهامة والموثرة التي إتخذتها في ‏حياتي الجامعية، كنت أذهب الى البيت وأفكر بالسنوات الثلاث الماضية التي مرت ولم أنجز خلالها ‏شيئاً، ففرصة التعرف على طلاب مجتهدين ومبدعين ومتميزين هي فرصة عظيمة إذ لن أجد أمثالهم ‏في حياتي العادية واليومية. يساهم ذلك في فتح عيني على الكثير من الحقائق في ذاتي وشخصيتي ‏وواقعي، اكتشفت أن التفاؤل والابتسامة والمرح وتقدير الامتياز الذي كنت أمتلكه لا يكفي لصنع ‏ماضٍ أو حاضر مميز أتذكره عندما أكبر إذا لم يصحب ذلك إنجاز حقيقي أكبر من مجرد معدل وتقدير ‏عالٍ قد لا يذكر بعد التخرج. ومنذ ذلك الحين قررت أن أصنع حاضراً ومستقبلا أفخر بهما.‏

خلال دراستي في سنتي الدراسية الاخيرة قدمت طلباً لوظيفة في شركة للتأمين وبدأت العمل بها وأنا ‏ما زلت طالبةً، كانت تلك خطوة لما رغبت بتحقيقه في حياتي المهنية، قبل ذهابي الى مقابلة العمل ‏استذكرت ما تعلمته من مساقات في كلية الشرف، والتي تم تدريسها على أيدي كادر أكاديمي مميز، ‏كيف تعد نفسك، ملابسك، كلامك وطريقة تصرفك، قراءتك عن العمل ونسخة إضافية من سيرتك ‏الذاتية وغيرها، وجدت حقا لكل ذلك أثراً كبيراً خلال المقابلة، فقد أضاف هذا الاستعداد نجاحاً وقبولا ‏متميزاً لأدائي. لن أنسَ جملةَ المدير عندما قال لي" انتِ من الاشخاص القليلين جداً الذين سأتذكرهم في ‏حياتي".‏

اكتشفت قدرتي الكبيرة على أمور كنت أعتقدها مستحيلة، اكتشفت مواهب في ذاتي لم أنتبه اليها من ‏قبل. تعلمت أن الجامعة ليست مجرد كتاب ندرسه، الجامعة أوسع من ذلك بكثير، إبحث وشارك وقدّم ‏وتطوع، لكل منا اختصاصه وطموحاته وامنياته وقدراته ولكل منا ما يميزه حقا، فلا تتأخر باكتشاف ‏ما يميزك، نجاحك لا يقف عند شخصيتك. نجاحك تدفعه مجازفتك وارادتك ومثابرتك ورغبتك. وكلية ‏الشرف ليست مجرد مساقات أو ساعات معدودة تمضيها لتحسب لك، بل هي عالم بأكمله أنت قادر ‏رغم ما قد يصيبك فيه من ظروف على الاستفادة منه والانتماء لذاتك، واعلم انك قوي بذاتك قادر على ‏صنع المستحيل والتغيير. ‏


Read 1338 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية