جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


دخلت الجامعة وأنا بعقلية طالب التوجيهي كل هدفي الدراسة فقط، فبعد حصولي على معدل عال في ‏الثانوية العامة والذي أهلني للحصول على منحة دراسية كان يجب أن أحافظ عليها للحصول على معدل ‏مرتفع بالجامعة أيضاً، فقد دأبت على الدراسة ولا شيء سواها وحققت المطلوب مني، ولكن الإرهاق ‏والتعب نالا من قوتي، فقد انتابني ذلك الشعور بأنه ليس باستطاعتي أن أقضي أربع سنوات في الجامعة ‏وأنا داخل هذه القوقعة. بدأت أفكر بما يمكن أن أضيفه إلى حياتي لأكمل ما ينقصني ويحافظ على رسالتي ‏الجامعية، فكان التطوع هو نتاج بحثي العميق‎ .‎


بقلم: سيما بلالطة

تحرير: دائرة العلاقات العامة

التطوع هو العطاء بلا مقابل، لذلك بحثت عما أستطيع أن أقدمه لمن يحتاج إلى مساعدة سواء كان ذلك ‏داخل الحرم الجامعي أم خارجه، بدأت من تخصصي "التغذية والتصنيع الغذائي" بإعداد وجبات صحية ‏تباع بأسعار رمزية داخل الكلية ثم شاركت بالعديد من الأنشطة فكان منها المشاركة بباص المدونين الذي ‏كنا نبحث من خلاله ونناقش العديد من القضايا، ورحلة تجوال بعنوان " اعرف مدينتك " مع زاجل حيث ‏تخللتها زيارات تعريفية بالوطن فكان منها زيارة لعدة مدن في الضفة الغربية ومناطق ال 48، وشاركت ‏أيضاً بحلقات نقاش في صالون جنين وجدل سينمائي للعديد من الأفلام. فكانت ثمرة كل ذلك القدرة على ‏الالتحاق ببرنامج تميز التابع لمنتدى شارك الشبابي والذي يحتوي على العديد من الأنشطة والدورات كانت ‏أبرزها حملة حقك بالقانون لمناصرة حقوق المرأة ومخيم التعايش مع قوات الأمن الوطني حيث عايشنا ‏حياة الانضباط والالتزام بالعسكرية عن كثب ومسابقة التحدي بين الجامعات في قرية الشباب‎.‎

ولأن التطوع هو العطاء بلا مقابل ولأنه من واجبنا كطلاب لنشر سلاح العلم اشتركت مع مجموعة ‏الاتصالات ضمن الأنشطة المجتمعية بمبادرة من طالب الى طالب والتي تقوم من خلالها مجموعة طلاب ‏بمساعده طلاب مدارس في دراسة موادهم الدراسية.

عرفت معنى العطاء وأهميته لنا وللآخرين ولكن ‏كانت مشاركتي الأبرز والأكثر عطاءً مع مجموعة من الطلاب في كليتي الزراعة والطب البيطري في ‏الملتقى الطلابي "ابدأ بنفسك" وهو عبارة عن مجموعة طلابية من مختلف التخصصات تقوم بتنظيم ‏أنشطة لامنهجية تهدف إلى تعزيز شخصية الأفراد من خلال تعزيز ثقافة التطوع والتي يحقق الطلبة من ‏خلالها المشاركة بأنشطة متعددة من ضمنها زيارة إلى جمعية الأطفال الصم والتوحد وذوي الاحتياجات ‏الخاصة، ويوم الأم، ونقاش الأفلام، وإحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية ‏والكثير من الأنشطة والفعاليات والحملات اللامنهجية.

إن هذه التجارب أعادت لي توازني فمع كل نشاط كنت أشعر بإضافة ما هو جديد لإنسانيتي وشخصيتي ‏وثقتي بنفسي. من هنا أدركت أن الجامعة هي تنمية وتطوير في كل نواحي الحياة، فقد كونت من خلالها ‏العديد من العلاقات والصداقات وتعلمت كيفية الموازنة بين حياتي الجامعية والشخصية.

لم يمنعني كل ذلك من الاهتمام بدراستي ومسيرتي الدراسية فنلت المرتبة الثالثة على القسم وتم تكريمي ‏ولله الحمد، وكلي شغف بإكمال مسيرتي الدراسية وتحقيق طموحي للوصول لمرتبات أعلى في مجال ‏تخصصي.‏ سأواصل ما اكتشفته في ذاتي وفي العالم. يجب أن نترك لنا بصمة في هذا العالم الكبير الذي ‏يتسع لنا مهما ضاقت بنا السبل.


Read 1186 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية