جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


المهندس الناجح هو ذلك الذي يجمع في ثقافته زهرة من كل بستان بالإضافة الى تميزه ‏بتخصصه الرئيس. انطلاقاً من هذه القناعة التي أدركناها خلال التحاقنا بجمعية مهندسون بلا ‏حدود بدأت العمل على تطوير ذاتي ومهاراتي وخبراتي.


بقلم: لينا عنتري ..... تحرير: دائرة العلاقات العامة

بدأت تجربتي مع الجمعية بالإعداد ‏والتنظيم لبرنامج (القادة البيئيون) وهو برنامج تدريبي تتنافس فيه عشرات المشاريع بطرح ‏أفكار خلاقة لتوليد الطاقة بطرق صديقة للبيئة. أكسبتني هذه المشاركة عدة مهارات حيث ‏أصبحت أكثر قدرة على العمل تحت وطأة الضغط والعمل مع الفريق وتطوير مهاراتي بتنظيم ‏الوقت.‏

خلال تطوعي بالجمعية تعرفت على العديد من الطلبة أصحاب المشاريع والأفكار الجديدة ‏بالإضافة الى تعرفي على بعض الشخصيات الاعتبارية وصناع القرار. أما على  الصعيد ‏الأكاديمي فقد عززت هذه التجربة معرفتي بالأمور العلمية ذات الصلة بتخصصي في هندسة ‏الطاقة والبيئة مما أدى الى تنمية معارفي وتوسيع آفاق التفكير بالمبادرات والمشاريع الجديدة ‏ذات العلاقة بالطاقة النظيفة. تكللت مشاركتي ببرنامج (القادة البيئيون) وأصبحت من ضمن ‏الأعضاء الفاعلين في جمعية مهندسون بلا حدود وكذلك عضواً في لجنة التخطيط. كم شعرت ‏بالغبطة والسرور عند تكريمي في الحفل الختامي لإحدى فعاليات البرنامج وسط حضور ‏مميز. بعد أن أضعت العديد من الفرص بسبب عدم معرفتي بهذه المبادرات.‏

أدركت منذ التحاقي بالجامعة ضرورة تنمية الطالب لشخصيته وصقل مهاراته وتعزيز قدراته ‏المختلفة بالحياة. دفعني فضولي لمتابعة أنشطة الجمعيات الطلابية في كلية الهندسة وأنشطتها ‏ودورها بتحقيق تنمية مفيدة لمهارات الطالب. ولكن حالت أعبائي الدراسية عن تنظيمي لوقتي ‏للمتابعة الفعلية والانخراط بتلك الجهود المبذولة من قبل تلك الاندية والجمعيات الطلابية فضلاً ‏عن حالة التيه التي يعيشها الطالب في سنته الاولى وقلة خبرته وإطلاعه مع بدء حياته ‏الجامعية  مما ترك أثراً غير ايجابي على التحاقي بالمبادرات المفيدة.‏

جمعية مهندسون بلا حدود من الجمعيات الفاعلة في كلية الهندسة ومما يميزها أنها تجمع ‏الطلبة من كافة التخصصات الهندسية فهي لا تحصر نشاطها في مجال معين. تنوعت ‏مشاركاتي بأنشطتها وشاركت بعدة دورات قامت الجمعية بتنظيمها في مجالات تنمية ‏المهارات وتطوير الخبرات الذاتية. وبعد مرور عام على انضمامي للجمعية أجريت مقابلات ‏مع أعضائها لتحديد اللجان المختلفة وإجراء تقييم لأدائها. ليتم لاحقا اختياري للمشاركة بدورة ‏في مجال الادارة والتخطيط تمهيداً لانضمامي للجنة التخطيط بالجمعية. شاركت مع الجمعية ‏بالبرنامج الثقافي المميز (حراء) والذي يهدف الى تعزيز روح القراءة بين المشاركين ورفع ‏مستوى وعيهم الثقافي من خلال القراءة ثم مناقشة محتوى ما نقرأ ضمن مجموعة مميزة من ‏الطلبة والمدرسين. أدركت أهمية تشجيع ودعم الهيئات التدريسية المختلفة للأنشطة اللامنهجية ‏التي يبادر لها الطلبة. ‏

مضى الفصل الأول من حياتي الجامعية بكلية الهندسة دون المشاركة بأي نشاط يذكر. شعرت ‏حينها أنني قد دخلت بحالة من الروتين القاتل وعدم القدرة على الاستفادة من الوقت المتاح. ‏وهذا ما دفعني للبحث عن الجمعيات الناشطة بكلية الهندسة والتعرف على أنشطتها وباشرت ‏بالتطوع بأي نشاط من الأنشطة بغض النظر عن الجهة المنظمة. وتنوعت الأنشطة والفعاليات ‏التي شاركت بها لتشمل المجالات العلمية والثقافية.‏

ومما يستحق الذكر حضوري للقاءات سلسلة (تنوين) وهي مجموعة مميزة من الشباب المثقف ‏الدارس في مختلف كليات الجامعة والتي تعنى بالتوعية الثقافية والمعرفية وتنمية مهارات ‏الحوار في المجالات الفكرية والثقافية. مما اقنعني بضرورة تطوير ذاتي والعمل على تعزيز ‏دوري ومكانتي في المجتمع كعنصر فاعل.‏

ثم اتسعت دائرة اهتمامي بالعمل الطوعي فاشتركت بجمعية مهندسي الكهرباء والإلكترونيات  ‏وشاركت من خلال الجمعية بعدة ورش ركزت على مواضيع طاقة الرياح وعمل التوربينات. ‏ولعل من أهم مميزات الجمعية وصول مجلات علمية محكمة  للأعضاء بشكل دوري والتي ‏تتناول عدة مواضيع مستحدثة في مجال الطاقة. حرصت على الإطلاع على تلك المواضيع ‏قدر المستطاع وهو ما عزز الجانب المعرفي الاكاديمي في بناء ثقافتي الشخصية.‏

وفيما بعد شاركت بدورة  الاسعاف الاولي مع الزاوية الأمريكية في الجامعة ثم شاركت بدورة حول الثقافة واللغة التركية والتي نظمها برنامج التبادل الشبابي الدولي (زاجل). كانت تجربة مميزة وممتعة حيث أكسبتني حب الاطلاع على اللغة والثقافة التركية وهو ما استكملت العمل عليه فتعرفت على العديد من المتطوعين بالبرنامج وأصبحت أكثر إلماماً واهتماماً بدوره ونشاطاته.

حرصت على المشاركة بالجولات والرحلات الميدانية وازداد اهتمامي بمواكبة الأحداث والفعاليات التي يتم تنظيمها من قبل مؤسسات المجتمع أو من قبل المجموعات الطلابية المختلفة وهذا ما أضفى على حياتي المزيد من العلاقات الطيبة والمميزة مع زملاء في مختلف المجالات وجعلني أكثر محبة وتقبلا  لمن حولي. فالحياة الجامعية ترتبط بالكثير من الذكريات المميزة  والأفراد الرائعين واللحظات الصادقة والخبرات العميقة. ولعل أكبر إجحاف قد يمارسه الطالب بحق نفسه هو أن يخرج من بين زوايا جامعته ضعيف الخبرة بشؤون حياته العملية مختبئاً خلف معدله التراكمي الذي قد يحصَله على حساب مهاراته الشخصيه. فالحياة التكنولوجية السريعة التي نعيشها اليوم تتطلب من كل منا أن يسعى وراء أحلامه بكامل قوته وطاقته وجهده كي لا ينضم الى جيش العاطلين عن العمل. وبتجربتي المتواضعة أستطيع القول أن الأنشطة اللامنهجية والتطوع بالجوانب المختلفة هما أفضل ما يعزز فهم المرء لذاته ومعرفته لنقاط قوته وضعفه كي يعمل على تقويمها بشكل مستمر مما يمكنه من الحصول على فرص أفضل في هذه الحياة.


Read 842 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية