جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


حين كنت طالباً في المرحلة الإعدادية قرأت إعلاناً في الصحف اليومية عن توفر منحة محلية لدراسة ‏المنهج الدراسي الأمريكي لمدة سنتين في مركز الأمديست التابع للقنصلية الأمريكية. تقدمت بطلب ‏للحصول على المنحة وحصلت عليها لمدة سنتين للدراسة في مدينة نابلس.


بقلم: علاء دويكات...تحرير: دائرة العلاقات العامة

تعرفت خلال دراستي للمنهج ‏الأمريكي على ثقافة الشعب الأمريكي وتنوعه العرقي والديني والاجتماعي كما تطورت لغتي الانجليزية ‏بشكل سريع خلال تلك المرحلة الدراسية مما شجعني على التطوع بمركز الأمديست كأحد المتطوعين ‏للمساعدة بتنظيم النشاطات التي يقيمها المركز في مختلف أنحاء الضفة الغربية‎.‎

كانت تلك هي الخطوة الاولى تجاه مشوار طويل من المحاولات في هذه الحياة. فخلال مرحلة الثانوية ‏العامة أعلن مركز الأمديست عن توفر منحة كاملة لدراسة البكالوريوس في الجامعات الفلسطينية. تقدمت ‏كغيري من الطلبة للحصول على المنحة وحصلت عليها بفضل معدلي في الثانوية العامة وهو 95.3 في ‏الفرع العلمي. كانت تلك المنحة بمثابة العامل الأساسي الذي رسم لي الطريق الصحيح في مجال المشاركة ‏بالدورات اللامنهجية والأعمال التطوعية. حيث تضمنت هذه المرحلة مشاركتي بالكثير من الدورات ‏وورش العمل التي تم تنظيمها للحاصلين على المنحة والتي وصلت الى ما يتجاوز ال 400 ساعة تدريبية ‏وتطوعية تم تحقيقها ضمن 12 دورة تدريبية في مختلف مجالات تطوير الذات وصقل الشخصية. تم كل ‏ذلك خلال السنتين الأولى والثانية من دراستي الجامعية.‏‎ ‎

شاركت بالكثير من الدورات بمختلف المجالات فقد حصلت على شهادة في المونتاج السينمائي والتصوير ‏من جمعية المخرجين السينمائيين الفلسطينيين كما حصلت على شهادة في التسويق الالكتروني على ‏منصات التواصل الاجتماعي بالإضافة الى  أكثر من شهادة في مجال الاسعاف الأولي وإدارة المخاطر ‏وغيرها‎.‎

ولاهتمامي وشغفي بالخط العربي نظمت أربعة معارض في مختلف الجامعات الفلسطينية. تم ذلك من ‏خلال سلسلة تنوين وجمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات. تم تنظيم معرضان منها في جامعة النجاح ‏الوطنية وثالث في جامعة بير زيت ورابع في جامعة فلسطين التقنية بمدينة طولكرم كما دربت أعضاء ‏الجمعية على مهارات الخط العربي‎.‎

تم اختياري عضو هيئة ادارية في مؤسسة الشراكة الشرق أوسطية التابعة للقنصلية للأمريكية (ميبي)، ‏وهي الهيئة التي تتحمل مسؤولية تقرير الأنشطة للخريجين المستفيدين من المنح التي تقدمها القنصلية ‏الأمريكية. حيث شاركت وزملائي بوضع الأنشطة المقترحة للخريجين والإشراف على تنفيذها‎.‎‏ وكنائب ‏لرئيس فرع جمعية مهندسي الكهرباء والالكترونيات. كنت أحد أفراد اللجنة المنظمة لمؤتمر الشرق ‏الأوسط للأفرع الطلابية والذي عقد في الأردن وشارك فيه أكثر من 130 شخصاً من مختلف دول الشرق ‏الأوسط‎.‎

شاركت في مسابقة (القادة البيئيون) التي تنظمها جمعية مهندسون بلا حدود في مشروع شاحن ثنائي يعمل ‏على الطاقة الكهربائية والطاقة الشمسية ووصلنا للنهائيات في تلك المسابقة من بين عشرات المشاريع ‏المشاركة. كما شاركنا أيضاً بنفس المشروع في مسابقة (عين) للابتكار في جامعة النجاح الوطنية وفزنا ‏بالمركز الأول على مستوى الجامعة مما أهلنا للمشاركة بمؤتمر (عينك الخامس للابتكار) والذي عقد في ‏الأردن‎.‎

أيقنت منذ بدء مسيرتي الجامعية أن المعدل التراكمي – على أهميته – لن يملأ سيرتي الذاتية. لقد أضافت ‏الانشطة الكثيرة التي شاركت بها الكثير لسيرتي الذاتية ولشخصيتي التي أنا عليها اليوم. فقد تعززت ‏مهاراتي في الحديث أمام الجمهور وتحسن أسلوبي بتقديم ذاتي وتطورت مهاراتي بتنظيم الفعاليات ‏المختلفة وتعاملي مع الأزمات. كما تعززت ثقتي بنفسي نتيجة للتعامل مع الناس ومشاركتهم أنشطتهم ‏على الصعيد العلمي والثقافي لتتكلل هذه الجهود الحثيثة بحصولي على عقد عمل كمهندس حاسوب في ‏أحد كبرى شركات دبي‎.‎‏ لا زلت مؤمناً بأنني لم اقطع سوى بضع خطوات من مشوار الألف ميل الذي ‏بدأته منذ  زمن. نحن نعيش في عالم شديد التنافس. إن لم تكن مميزاً فلن تجد لك مكاناً إلا على الهامش‎.‎


Read 4620 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية