جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


منذ التحاقي بالجامعة وأنا احاول البحث عن ذاتي، حاولت ذلك مراراً من خلال المقررات الاكاديمية، لكنني لم أجد أن ذلك هو التحدي الحقيقي الذي سيساعدني على صقل خبراتي وشخصيتي، لم تتجاوز مهمتي خلال دراستي الاكاديمية حدودَ دراسة المقرر والحصول على العلامة المطلوبة، لكنني لم أجد أن ذلك هو التحدي الذي أبحث عنه.


بقلم: محمد الحاج....تحرير: دائرة العلاقات العامة

كنت دوماً من الباحثين عن التميز، لكن ذلك لم يكن متاحاً في ظل ضغوط الدراسة وضيق الوقت المتاح ‏لي للالتحاق ببرامج لامنهجية، فما هو الحل إذاً؟ لم يكن الحل بعيداً، إذ يكمن الجواب في إدارة وقتي ‏بالشكل الأمثل الذي يحقق لي كل طموحاتي. منذ عرفت ذلك أيقنت أن بمقدوري تحقيق العديد من الاحلام ‏الهادفة لصقل خبراتي وتطويرها، فانطلفت باحثاً عن ذاتي في هذه الحياة. ‏

وخلال الفراغ بين المحاضرات كنت أعود للمنزل للحصول على بعض الراحة ومن ثم العودة للجامعة ‏لاستكمال محاضراتي، لم أشعر بذلك التعلق الكبير بالحياة الجامعية، فقد كانت مشاعري تجاهها مشاعر ‏تقليدية، باعتبارها المكان الذي أحضر اليه لمتابعة محاضراتي وقضاء بعض الوقت في أمور عبثية لا ‏فائدة منها، لم يتبادر لذهني أن في الجامعة فرصاً ذهبية لتطوير الذات غير المحاضرات الأكاديمية.

تعرفت على ضعف خبراتي منذ التحاقي بأول ورشة تدريبية قام بتنظيمها متطوعون دوليون في الجامعة، ‏أدركت حينها أن لدي الكثير من نقاط الضعف التي تحتاج لتطوير والصقل، فادركت أن في الجامعة ‏برامجَ لامنهجية يجب علي الالتحاق بها، وتنظيم وقتي بما يسمح بعدم التفريط بها، ساعدني التحاقي بهذه ‏الورش التدريبية والفعاليات اللامنهجية على المضي قدماً في صقل شخصيتي الاجتماعية والثقافية ‏والمهنية، ساهم العمل التطوعي بتعزيز خبراتي وتطويرها ودفعني لتطوير شخصيتي وتوسيع مساحة ‏علاقاتي الاجتماعية والمهنية في الحياة، واستمر الوضع على ذلك طيلة فترة دراستي الجامعية.

التحقت ببرامج تدريبية لامنهجية في برنامج زاجل وكنت أحد منسقي تلك البرامج التي تتطلب مهارات ‏عالية في إدارة الفعاليات، وكذلك تطوعت في الزاوية الامريكية وبرنامج تنمية الكفاءات، كما شاركت ‏بتنظيم الفعاليات التي نظمتها دائرة العلاقات العامة في المجالات الثقافية والاجتماعية والاكاديمية، أي ‏الانشطة اللامنهجية، إمتلكت العديد من الخبرات مما لا علاقة لها بمجال تخصصي، الا وهو المحاسبة، ‏فمثلاً أصبحت ممن يمتلكون قوة الشخصية، والذكاء الاجتماعي والقدرة على التحدث أمام الجمهور ‏باللغتين، ومتانة اللغة الانجليزية، وتطوير لغتي العربية نحواً وصرفاً، وإدارة الوقت بالشكل الأمثل، ‏وتحمل المسؤولية عن النشاط الذي أقوم بتنظيمه من الانشطة اللا منهجية، وامتلكت مهارات الاعلام ‏الاجتماعي والاستخدام الأمثل لوسائل الاعلام الاجتماعي، وكتابة الاخبار الصحفية، وإعداد مقترحات ‏المشاريع، ومهارات الاستقبال والاتيكيت والبروتوكول، وتقنيات استخدام الصوتيات في إدارة الفعاليات، ‏ومهارات التصوير الرقمي، وتنظيم المعارض، واستقبال الوفود الدولية، وتنظيم المخيمات الدولية، وتنظيم ‏الورش التدريبية، والمشاركة بتنظيم المؤتمرات، ومهارات الاعلان الالكتروني، ومهارات القيادة ‏والريادة، هذا فضلاً عن اكتساب مهارات تكنولوجية تدربت عليها في شركة جووجل.

تم كل ذلك خلال ثلاث سنوات ونصف من حياتي الجامعية التي حصلت خلالها على معدل 3.33 وهو ما ‏أعتبره متطلباً أساسياً للتأهل للبحث عن وظيفة، لكنه غير كافٍ للحصول على الوظيفة التي أطمح بها، وأنا ‏واثق أنني سأحصل عليها بما أمتلكه من خبرات إضافية لا يمتلكها الكثيرون من الطلبة الذين واظبوا على ‏تكريس وقتهم للدراسة المنهجية فقط، لذلك أشعر بالثقة بالمستقبل، واسير اليه مفعماً بالأمل واليقين، فقد ‏تخرجت مسلحاً بشهادتين، شهادة منهجية وأخرى لامنهجية تؤهلني للعمل في عدة مجالات لا علاقة لها ‏بتخصصي. أشجعكم على البحث عن ذواتكم من خلال تطوير كفاءاتكم اللامنهجية في زمن يحتاج فيه ‏الخريج الى مهارات عالية جداً في سوق لا يرحم. شكراً لكل ما ساعدني على تحقيق ذلك، شكراً لجميع ‏الذين ساعدوني على تعزيز إنتمائي لذاتي ولجامعتي ولوطني.


Read 1254 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية