جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


أ.د. عبد الناصر زيد رئيس جامعة النجاح في لقاء مع "القدس":

  • نسعى لاستحداث برامج أكاديمية نوعية في المجالات التكنولوجية والطبية.
  • نواصل تطوير قدرات الهيئة التدريسية والطلبة وتزويدهم بمهارات القرن الواحد والعشرين.
  • "النجاح" تحتل مركز الصدارة فلسطينياً في كل التصنيفات العالمية.

في أول لقاء خاص بجريدة "القدس" منذ توليه منصبه رئيساً لجامعة النجاح الوطنية، بدا أ.د. عبد الناصر زيد فخوراً بما حققته الجامعة من إنجازات على مختلف المستويات، وحريصاً على مراكمة الإنجازات والبناء عليها للوصول إلى مقدمة جامعات العالم المرموقة.

وفي بداية حديثه، وجه أ.د. زيد رسالة ترحيب بالعاملين والطلبة مع بدء الفصل الدراسي الثاني، حثهم فيها على التعاون والعمل بروح الفريق الواحد للرقي بالجامعة ومواصلة مسيرة الإنجازات، وهو ما يتطلب جهداً جماعياً مخلصاً تشارك فيه أسرة الجامعة بكل مكوناتها من كليات وأقسام ودوائر أكاديمية وإدارية، ومراكز علمية، ومؤسسات مجتمعية، إلى جانب جموع الطلبة، ونقابة العاملين فيها.

وخاطبهم قائلاً: "أعلم حجم التّحديات التي تواجهنا، ومقدار العمل الذي ينتظرنا، ولكنّ معرفتي بكم وبأسرة النّجاح تجعلني في غاية التّفاؤل والرغبة في العمل والتطوير جنباً إلى جنب مع مختلف الزملاء".

رؤية تقوم على ثلاثة أسس رئيسية

وقال أن رؤية جامعة النجاح الوطنية تقوم على تقلد موقع مرموق بين الجامعات العالمية، عبر تبني سياسة تقوم على نيل احترام عالمي في موضوع جودة التعليم العالي، وتقلد مركزاً ريادياً عالمياً في مجال البحث العلمي، وأن تستمر في ريادتها المجتمعية عبر كونها قاعدة فاعلة لخدمة المجتمع وقيادته، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تولي إدارة الجامعة اهتماماً واسعاً بتحقيقها، مشيراً بأن إدارة جامعة النجاح الوطنية تسعى إلى إعداد الكوادر البشرية المهنية المؤهّلة للقيادة، وتطويرها في ميادين الحياة جميعها، وإكساب طلبة الجامعة المعرفة العلمية المتميّزة، والمهارات الفردية التي تعزّز قدرتهم على المنافسة في الأسواق المحلية والعربية والدولية، ليكون خريج الجامعة عنصراً خلّاقاً وفاعلاً، ومؤثراً إيجاباً في مسيرة التنمية المستدامة، عبر تأهيل وتدريب وتطورات قدرات الكوادر البشرية القادرة على حمل أمانة قيادة المؤسسات المختلفة عبر تسلحها بالعلم والمعرفة والمهارات التي تواكب آخر تطورات العصر في مختلف التخصصات العلمية والإنسانية.

برامج نوعية تساهم في توطين التعليم

وقال أ.د. زيد أن جامعة النجاح ومنذ نشأتها كمدرسة عام 1918 على يد مجموعة من الطلائعيين من المواطنين الصالحين، وأصحاب الرؤى الثاقبة في الوطن، وهي تشكل منارة لكل الباحثين عن التميز والإبداع، ليس فقط في فلسطين وحسب، وإنما في كل وطن العرب الكبير، وهو الأمر الذي تتواتره النجاح جيلاً بعد جيل، عبر رؤيتها القائمة على توطين التعليم العالي بأرقى نوعية، وأحدث إمكانيات، من خلال العمل الدائم لمواكبة العصر، واستحداث برامج نوعية في مختلف المجالات التي يحتاجها المجتمع الفلسطيني، والسوق المحلية والإقليمية والدولية، بما يتوافق مع حاجات سوق العمل، بما في ذلك المجالات التكنولوجية والطبية، على مستوى البكالوريوس والدراسات العليا.

وقال: "مستمرون بسياستنا في استحداث البرامج الحديثة، والتطوير المستمر للخطط ومراجعتها بشكل دوري، بما ينسجم مع المستجدات العالمية والرؤى العصرية".

وأضاف: "نعمل على ربط القطاعات المختلفة مع بعضها البعض، مثل القطاع الطبي مع الذكاء الصناعي والتكنولوجيا، وهو الأمر الذي يخدم تطور القطاع الطبي وتقدمه"، مما يتطلب العمل على تطوير قدرات أسرة الجامعة من باحثين وأسرة أكاديمية، ومجتمع طلابي، عبر تزويدهم بمهارات القرن الحادي والعشرين، التي تؤهلهم بشكل دائم لمواكبة التطورات التي تحيط بهم.

وبين أن الهدف من ذلك هو أن يتحول المدرس من ملقن إلى باحث، وأن تتحول المحاضرة من أسلوب التلقين الذي عفا عليه الزمن، نحو التفاعل، والبحث، وتفجير طاقات الطلبة الإبداعية والتحليلية، والنقدية.

وقال: "العالم اليوم يشهد تسارعاً مذهلاً بسبب الثورة الإلكترونية والتقنية، واعتمادنا على الطرق التقليدية في التعليم سيكون غير مجدٍ في الفترة المقبلة، وما سنلقنه لطلبتنا اليوم قد لا يكون له قيمة بعد سنوات قليلة."

لذا يجب أن نراعي أن نمط تعليم الطلبة تغير في العالم الحديث، وتحول الطالب من متلق للعلم إلى باحث عن العلم والمعرفة، ما يجعله قادراً على تعليم نفسه بنفسه ليكون قادراً على المنافسة في سوق العمل المتجدد باستمرار.

مستشفى النجاح خطوة نحو توطين العلاج والبحث العلمي

أشار أ.د. زيد بأن مستشفى النجاح الوطني الجامعي الذي افتتح عام 2014، يشكل إضافة نوعية هامة لخدمة المرضى من محافظات الشمال وقطاع غزة في علاج أمراض الكلى، والأورام، والقلب وجراحة القلب، والأمراض الباطنية، والجراحات العامة والتخصصية وقسم الطوارئ. 

كما أنه يعتبر مصدراً مهماً وأساسياً في نشر الأبحاث العلمية في مختلف المجالات الطبية، مما يؤدي إلى الارتقاء في الخدمة الصحية ورفد المنظومة الصحية بالأبحاث النوعية والذي يعزز تقدم الجامعة والمستشفى في معظم المؤشرات العالمية في الترتيب والتصنيف، إذ يشكل المستشفى الجامعي أحد المراكز البحثية الرائدة في إجراء الدراسات والبحوث السريرية ومتابعتها بمعايير عالمية مما يسهم في تنمية جيل من الباحثين المتميزين في المستشفى، وتدريبهم على إجراء البحوث العلمية الأصيلة بإشراك جميع منتسبي المستشفى، مما ينعكس إيجاباً على متلقي الخدمة سواء كان طالباً بكلية الطب أو مريضاً يتلقى العلاج.

وأشار بأن المستشفى الجامعي نجح خلال السنوات الماضية باستقطاب خيرة الأطباء والباحثين الفلسطينيين من مختلف دول العالم، وهو الأمر الذي يجعلنا نشعر بالفخر الكبير لنجاحنا في توطين الخدمات الصحية بأرقى المواصفات العالمية، وعلى يد خيرة أبناء شعبنا.

منارة للبحث العلمي في خدمة المجتمع

أكد الأستاذ الدكتور زيد أن البحث العلمي يشكل أحد أعمدة الجامعة واستراتيجياتها الأساسية، مشيراً بأن خطة الجامعة للسنوات 2021-2023 كانت تهدف إلى نشر 500 بحث في مجلات مبوبة في قاعة بيانات سكوبس، إلا أنها استطاعت وبجهد باحثيها من مختلف كليات الجامعة والمستشفى الجامعي، أن تتخطى هذا العدد في العام 2021، مقارنة ب385 بحثاً في العام 2020.

وقد أقرت الجامعة نظام الأستاذ المميز وفق معايير محددة لأساتذتها المميزين علمياً، كما أن مجلات النجاح توفر بوتقة هامة لكادر الجامعة من أجل نشر أبحاثهم، والمركز البحثية مثل مركز علم الأعصاب، ومركز النجاح لأبحاث السرطان، اللذان يشكلان رافعة بحثية هامة على الصعيد الوطني والإقليمي، والعالمي أيضاً، عبر ما ينتجونه من أبحاث ونتائج يتم مشاركتها مع أفضل المراكز البحثية على الصعيد العالمي، يضاف إلى ذلك المؤتمرات العلمية المحكمة التي تنظمها الجامعة طوال العام الدراسي، مشيراً بأن الجامعة تقدم حوافز عديدة للباحثين وفق إمكاناتها تتعلق بجودة الأبحاث وغزارتها.

مشيراً أن الجامعة تستثمر بالبحث العلمي وتوفر كل ما يلزم ذلك من مواد وتجهيزات ومعدات، والتي تؤمن الجامعة بانها استثمار رابح بالمستقبل.

جامعة فلسطين الأولى بخطى ثابتة نحو العالمية

أشار الأستاذ الدكتور زيد بأن ما حققته جامعة النجاح خلال العام الماضي من تصنيفات متقدمة في أعرق التصنيفات العالمية لمؤسسات التعليم العالي، والتي كان آخرها حصولها على المركز الأول فلسطينياً والرابعة عربياً و106 عالمياً في التصنيف العالمي للجامعات الخضراء، ليضاف هذا الإنجاز إلى دخولها نادي أفضل 500 جامعة على مستوى العالم وفق الإصدار الجديد لتصنيف التايمز البريطاني لمؤسسات التعليم العالي لتصنيف الجامعات حول العالم لعام 2022، إذ جاء ترتيب النجاح في المرتبة 409 عالمياً ضمن 1662 جامعة عالمية في هذا الإصدار، من بين أكثر من 30 ألف جامعة منتشرة حول العالم حققت شروط التصنيف، ومن 99 دولة، وحصولها على المرتبة الأولى فلسطينياً و11 عربياً و94 عالمياً في تصنيف التايمز للجامعات في الدول ذات الاقتصادات الصاعدة 2022؛ إضافة إلى ما حققته الجامعة من إنجازات متقدمة فلسطينياً في مجالات المناظرات الطلابية، وعالم الريادة، والتكنولوجيا، وفوز عدد من كادرها في مسابقات أدبية، وتراثية، كما تأهل فريق Green Gold من جامعة النجاح إلى المرحلة النهائية لمسابقة Hult Prize العالمية، والتي ستعقد في مقر هيئة الأمم المتحدة في الولايات المتحدة الأمريكية، وحصول مركز التعلم الإلكتروني في جامعة النجاح على تجديد اعتماد شهادة الجودة العالمية ISO .

وقال: "أن الجامعة تحرص على استمرار التقدم في التصنيفات العالمية المعتبرة، لما لذلك من أهمية في توفير فرص تعليم بجودة عالية بمستوى الجامعات العالمية وفي ظل أجواء مستقرة للطالب، على الرغم من كل العقبات المتمثلة بالاحتلال وشح الموارد، وقلة الإمكانيات، وتعليق العديد من البرامج المقدمة للاعتماد، والديون المتراكمة لصالح المستشفى الجامعي على الحكومة.

النساء والشباب في المقدمة والقرار

كما أشار الدكتور زيد إلى إيلاء الجامعة اهتماماً كبيراً بالنساء والشباب من كادرها الوظيفي، وذلك عبر سياسة مجلس أمناءها القائم على وضع الشباب في مركز صنع القرار، وفي المواقع الإدارية والأكاديمية والمتقدمة، وكذلك تبني سياسات جندرية تقوم على مشاركة النساء في مواقع صنع القرار، مشيراً إلى أن منح الحكومة الفرنسية الدكتورة خيرية رصاص نائب رئيس جامعة النجاح لشؤون العلاقات الخارجية والدولية وسام الاستحقاق الوطني بدرجة فارس وهو أعلى وسام تقدمه الجمهورية الفرنسية بقرار رئاسي لشخصيات فرنسية وعالمية سنوياً يؤكد أن الزميلات في الجامعة يشكلن نماذج تحتذى في القيادة والتميز والإبداع.

حياة طلابية متكاملة

أكد الدكتور زيد أن النجاح تهدف إلى خلق بيئة طلابية متكاملة للطالب، تساهم في خلق الشخصية القيادية المؤهلة للمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية المستدامة، عبر دوائرها، ومؤسساتها، وكلياتها المختلفة، وأنشطتها اللامنهجية عبر عمادة شؤون الطلبة، ومجلس اتحاد الطلبة الذي يمثل جميع طلبة الجامعة، مشيراً إلى عدد من قصص نجاح الطلبة والتي من بينها قيس أبو حسن أحد خريجي كلية الطب البشري في جامعة النجاح على برنامج زمالة بحثية بالتعاون مع جامعة هارفارد في الولايات المتحدة، وحصول قسم هندسة الحاسوب على المركز الثاني على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في أكبر مسابقة عالمية للذكاء الصناعي، وكذلك مشاركة الطلبة في العديد من الأنشطة الفنية والكشفية، والرياضية، والثقافية، والنوادي الطلابية والجمعيات التخصصة التي تشكل فروعاً محلية لجميعات عالمية، وهو الأمر الذي يشكل شخصية متكاملة للطالب تؤهله لسوق العمل.

وتحدث عن المنح الدراسية التي تقدمها الجامعة لطلبتها، ومنها مكافآت الطالب المتفوق، ومنح الطالب المحتاج، مؤكداً أن جامعة النجاح ليس لديها نية لرفع الأقساط رغم أن معدل الأقساط فيها هو الأقل بين مختلف الجامعات الفلسطينية.

خدمة المجتمع

أشار الدكتور زيد إلى أن خدمة المجتمع تشكل أحد استراتيجيات الجامعة وأهدافها الأساسية، وذلك عبر مجموعة واسعة من المؤسسات الخدماتية التي تتوزع في مختلف فروع الجامعة، بدءاً من مركز الخدمة المجتمعية الذي يشكل ذراع الجامعة المجتمعي تجاه المجتمع المحلي، والذي تتوزع خدماته ما بين الخدمات الاقتصادية وتوزيع المساعدات العينية على الأسر المحتاجة، وتأهيل المساكن، والتعامل مع ذوي الإعاقة، وقضايا العنف الأسري، والعمل التطوعي، والعمل مع كبار السن، والتعليم المساند، وبرنامج المبادرات المجتمعية  المحلية، وبرنامج كفالة اليتيم، وملتقى الخير؛ إضافة إلى مجموعة من المراكز العلمية التي تقدم خدمات للمجتمع المحلي مثل مركز بحوث الطاقة، ومركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث، ومعهد الدراسات البيئية والمائية، ووحدة النجاح للأبحاث الحيوية والسريرية، ومركز الدراسات الدستورية، ووحدة رعاية الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يقدم خدمات مختلفة للطبة من ذوي الإعاقة في مختلف المجالات، والمعهد الفلسطيني للطفولة الذي يقدم خدمات لأطفال التوحد.

يضاف إلى ذلك مجموعة من الخدمات الإلكترونية التي تقدم خدماتها للمجتمع مثل مبادرة الأمن والأمان على الإنترنت، وموسوعة القوانين وأحكام المحاكم الفلسطينية "مقام"، وموقع فتوى الذي يقدم فتاوى من خلال متخصصين، وموقع القرآن الكريم والعيادة القانونية التي توفر خدمات قانونية وتوعوية، علماً أن جامعة النجاح تحمل كرسيي اليونسكو للديمقراطية وحقوق الإنسان والمياه.

وأشار بأن الجامعة شهدت خلال العام الماضي 134 فعالية، منها 74 مؤتمراً، و19 نشاطاً طلابياً، وقامت بتوقيع ثمانية اتفاقيات مع شركاء دوليين ومحليين، واستقبلت 14 وفداً دولياً، ونظمت خمسة أنشطة فنية، واستقبلت 14 شركة من مختلف التخصصات، نظم بعضها بالتعاون مع المجتمع المحلي، ومنها استضافة 6500 طالب من طلبة الثانوية العامة ضمن فعاليات الأيام الإرشادية للتعريف بالجامعات بالتعاون مع وزارتي التعليم العالي والبحث ‏العلمي والتربية والتعليم.

وافتتحت الجامعة مركزاً للتطعيم ضد فايروس كورونا هو الأول من نوعه خارج إطار مؤسسات وزارة الصحة في الوطن، وتمكنت من تقديم الطعوم لنحو 98% من العاملين و74% من الطلبة؛ إضافة إلى تقديم الطعوم للمجتمع المحلي لتخفيف الضغط على مراكز التطعيم التابعة لوزارة الصحة.

وأكد الدكتور زيد في ختام لقاءه بأن جامعة النجاح رفعت شعاراً "نتحدى الحاضر لنرسم المستقبل"، مشيراً بأنها تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل بهمة أسرتها من أكاديميين وإداريين وعاملين وطلبة.


Read 601 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية