جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


لم يكن يطمح لإكمال مسيرته التعليمية عند دخوله جامعة النجاح الوطنية لدراسة تخصص الهندسة الكهربائية، حاله حال العديد من الطلبة لم يرسم لنفسه طريقاً مليئاً بالأحلام، بل حصر واقعه بالحصول على شهادة البكالوريوس ودخول سوق العمل، لم ير في نفسه ما رآه الآخرون فيه، لكن لأن المبدع مصيره التميز إستطاع أن يصعد درجات النجاح بسرعة مكنته أن يصبح ذلك الشاب الذي حقق مسيرة مليئة بالإنجازات.


بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة

الدكتور تامر تركي نايف خطيب، عضو هيئة التدريس في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية، خط مسيرة مليئة بالإنجازات بعمره الذي لم يتجاوز ال31 ربيعاً، مؤكداً بذلك أن النجاح والتميز لم يرتبط يوماً بالسن.

لم أفكر يوماً بإكمال دراستي..

شأنه شأن الكثيرين لم يفكر الدكتور تامر عندما كان طالباً في تخصص الهندسة الكهربائية بإكمال دراساته العليا، بل إنحصر تفكيره في ذلك الوقت بالحصول على شهادة البكالوريوس ودخول سوق العمل، لكن الصعوبات التي واجهها في الحياة العملية كانت نفسها السبب في ما ينتظره من نجاح حيث قرر إكمال مسيرته التعليمية.

وفي هذا السياق يقول الدكتور تامر " لم أفكر يوماً بإكمال دراستي، رغبت بالعمل بعد التخرج، لم تكن ظروف العمل مناسبة، الصعوبات التي واجهتها في العمل جعلتني أعيد التفكير في مستقبلي من جديد، عندها قررت إكمال دراستي التعليمية".

مسيرته التعليمية..مسيرة إستثنائية

بعد التخرج من جامعة النجاح الوطنية، أكمل الدكتور تامر تعليمه في ماليزيا حيث حصل على شهادة الماجستير من جامعة ماليزيا الوطنية، لكن التميز والإستثناء كانا في مرحلة الدكتوراه حيث استطاع الدكتور تامر الحصول على شهادة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية تخصص طاقة متجددة من جامعة ماليزيا الوطنية في سنتين بدلاً من أربع سنوات الأمر الذي يعد إنجازاً كبيراً.

لم تكن شهادة الدكتوراة الإستثناء الوحيد في مسيرة الدكتور تامر، حيث حصل على درجة كبار الأعضاء (senior member) في الجمعية الأمريكية للهندسة الكهربائية والإلكترونية (IEEE)، وهي أعلى درجة عضوية تمنحها الجمعية ويتمتع بها فقط 7 % من أعضاء الجمعية البالغ عددهم نصف مليون عضو تقريباً، فضلاً عن أنه حصل على الدرجة خلال ست سنوات فقط بدلاً من عشرة.

كما يحمل الدكتور تامر في رصيده 90 بحثاً علمياً منشوراً في مجلات عالمية ذات معامل تأثير، كما أن أبحاثه حصلت على آلاف المرات من التحميل إلكترونياً وآلاف الإشارات البحثية

كما قام الدكتور تامر بالإشراف على ثلاثة طلاب دكتوراة وأربعة طلاب ماجستير تخرجوا جميعاً.

حاصل على أعلى درجة علمية..

وفي إنجاز جديد يضاف إلى سلسة إنجازاته المتواصلة، إستطاع الدكتور تامر الخطيب الحصول على درجة ال Habilitation وهي أعلى درجة علمية في الدول الناطقة بالألمانية والعديد من الدول الأروبية الأخرى في مجال الطاقة المتجددة والمستدامة من جامعة كلاجنفورت في النمسا.

وتُمنح هذه الدرجة بناءً على أداء الباحث في فترة ما بعد درجة الدكتوراه آخذةً بالإعتبار الجهد البحثي والتعليمي للباحث، وتكافئ هذه الدرجة درجة الدكتوراة في العلوم في النظام التعليمي البريطاني.

وما يزيد هذا الإنجاز تميزاً لدى الدكتور تامر كونه حصل على هذه الدرجة ولم يمض على تخرجه من برنامج الدكتوراه سوى ثلاثة أعوام علماً أن المدة الأدنى للحصول على هذه الدرجة هي مضي ستة أعوام على الحصول على شهادة الدكتوراه.

" أكبر تكريم حصلتُ عليه كان من الناشر العالمي Wiley"

في مسيرته الإستثنائية والمليئة بالإنجازات يرى الدكتور تامر أن أكبر تكريم حصل عليه كان من الناشر العالمي (Wiley)، حيث دعا الناشر العالمي Wiley الدكتور تامر تقديراً لأبحاثه في مجال نمذجة أنظمة الطاقة الكهرضوئية لتأليف كتاب حول الموضوع ليكون أحد المراجع المعتمدة في هذا المجال، حيث يعتبر هذا الكتاب أول كتاب تعليمي عن نمذجة الخلايا الكهروضوئية بواسطة برنامج النمذجة الشهير (MATLAB)، وقد قام الدكتور تامر بتأليف الكتاب برفقة البروفيسور ولفريد المينرايخ، من جامعة كلاجنفورت في النمسا، ونُشِر عبر دار النشر(Wiley) أحد أشهر دور النشر العالمية.

إنجازات وجوائز أخرى..

تقديراً لتميزه حصل الدكتور تامر طوال مسيرته على العديد من الجوائز منها على سبيل المثال لا الحصر: جائزة أفضل محكم دولي في الطاقة المتجددة من مجلة ( Renewable Energy Published by Elsevier)، وجائزة جامعة النجاح الوطنية للتميز البحثي عن عام 2015، بالإضافة إلى قيام جامعة ماليزيا الوطنية بإضافة إسم الدكتور تامر إلى شعار مجموعة أبحاث القوى الكهربائية تقديراً لإنجازاته التي قدمها للمجموعة.

الشغف المتأخر..سبب النجاح

يعتبر الشغف من أهم العوامل التي تقود إلى النجاح والإبداع، ولعل شغف الدكتور تامر في تخصصه رغم أنه كانت متأخراً قليلاً كان من أهم أسباب نجاحه حيث يقول " في البداية أكملت دراستي لأني لم أجد فرصة العمل المناسبة، لكني بدأت الشعور بالشغف وزاد شغفي في تخصصي خصوصاً في مرحلة الدكتوراه، لا بد أن شغفي الكبير في تخصصي حتى لو جاء متأخراً قادني للنجاح".

رأى فيه الآخرون ما لم يره في نفسه..

يشير الدكتور تامر أن العديد من قدراته التي ظهرت أثناء دراسته لم يكن يتوقع وجودها حيث يقول " لم أكون أتوقع لنفسي أن أصل لهذه المرحلة، رأى فيي الآخرون ما لم أره في نفسي".

ويؤكد الدكتور تامر على ذلك في العديد من الأمثلة حيث يوضح أن المشرفة عليه في برنامجي الماجستير والدكتوراة في ماليزيا البروفيسور عزة محمد_ والتي يعتبرها الداعم الأول له في نجاحه_ كانت ترى لديه العديد من القدرات والتميز وكانت تشجعه دائماً على الإستمرار في النجاح، وعند تخرجه قامت بإرسال رسالة له أخبرته فيها أنه أفضل طالب دكتوراه أشرفت عليه في حياتها.

وفي قصة أخرى زار البروفيسور الباكستاني رانا خان، مسؤول توليد الكهرباء في باكستنان الجامعة الماليزية التي درس فيها الدكتور تامر وكان آنذاك طالباً في برنامج الماجستير، وبعد تعامله مع الطلبة رأى البروفيسور خان تميز الدكتور تامر ودعا الجامعة إلى إدخاله برنامج الدكتوراه مباشرة دون الحاجة لإكمال الماجستير، لكن الدكتور تامر رفض العرض لأن ذلك مخالف لقوانين الجامعات الفلسطينية.

رسالته لطلابه وزملائه..

في رسالته لطلابه يقول الدكتور تامر " العلم فلسفة، فهم العلم يتم بفهم فلسفته، حفظ العلم لجمع العلامات لا يفيد، الأهم ان تتعلم لأجل العلم ولفهم العلم"

ولزملائه المدرسين يقول الدكتور تامر " البحث العلمي بات ضرورة من ضروريات التعليم الجامعي وهو مؤشر على درجة حداثة علوم الأستاذ، ومن حق الطلبة الحصول على العلم بأسلوب حديث مواكب للعصر".


Read 1894 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية