جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تخرجت بمعدل تراكمي 3.97 من قسم المحاسبة في غضون ثلاث سنوات وحصلت على الجزء الثاني من شهادة محاسب ‏اداري امريكي معتمد‎ ‎بحمد الله، وفور تخرجي توظفت بشركة برايس ووتر هاوس كووبرز، احدى شركات التدقيق الاربع ‏الاضخم عالمياً المتخصصة في مجالات التدقيق والمحاسبة.‏


بقلم: أحمد خليف

تحرير: دائرة العلاقات العامة

كانت رغبتي منذ الطفولة بأن أصبح جراحاً وأن أدرس الطب في فرنسا فخضت غمار التوجيهي العلمي وحصلت على ‏نتيجة 95.5%، وبعد ذلك التحقت بالمعهد الفرنسي في مدينة نابلس لاتعلم اللغة الفرنسية لعدة شهور، وقبل السفر بفترة ‏وجيزة اختلفت نظرتي للامور؛ فقد تبين لي أن أزمة العائلة المالية ستسمر لفترة لا باس بها مما دفعني لاختيار تخصص ما ‏في إحدى الجامعات المحلية‎.‎

وفي غضون تلك الفترة تعمقت بالبحث عن تخصص مناسب من خلال الانترنت فلفت انتباهي تخصص المحاسبة، فبدأت ‏أبحث عن هذا التخصص الذي أجهل عنه الكثير، ولكن الشهادات المهنية المرموقة في هذا التخصص والعديد من التفرعات ‏المميزة كانت كفيلة بأن تغير وجهة نظري باختيار هذا التخصص، لم ألق بالا للنظرة المجتمعية التي تفضل التخصصات ‏العلمية كالطب والهندسة على حساب التخصصات الاخرى‎.‎

التحقت بكوكبة من الطلبة الرائعين (دفعة 113 تخصص محاسبة) في الفصل الثاني من العام الدراسي، وظهر لي عدم ‏قناعة أهلي ومعلمي المدرسة باختياري لهذا التخصص، لكنني أخذت على عاتقي بأن أبرهن لهم أن النجاح مرهون ‏بالشخص نفسه وليس بالتخصص، وأن هناك فسحة للابداع في كل التخصصات، ومن هنا أيقنت  بأن الخيرة فيما اختاره ‏الله؛ لاني وجدت تخصص المحاسبة مناسباً ومليئاً بفرص التطور .

ومع بداية الدراسة وفي ظل عدم وجود ثقافة عامة لدي في مجال العلوم المالية والادارية كطلاب التوجيهي التجاري، ‏انطلقت في رحاب الكتب والانترنت لبناء أرضيةٍ معرفيةٍ صلبة في هذا التخصص، وكذلك واجهت صعوبة في تنظيم ‏الوقت مع وجود عدد ساعات كبير في الفصل الواحد (18-21ساعة)، والتحاقي بدورات متعددة التي كنت اعتبرها استثماراً ‏في ذاتي منذ الفصل الاول بالجامعة والتي حرصت على تلقيها طيلة فترة دراستي الجامعية.‏

ومن أعظم الفوائد التي كسبتها خلال دراستي الجامعية كسب محبة العديد من الزملاء من خلال التعاون الأكاديمي ‏والاجتماعي، ووصولاَ لتوطيد العلاقات مع العديد من المحاضرين وتوسيع أفق علاقاتي العامة بالعديد من المؤسسات وكل ‏هذا يشكل رصيداً في بناء حياة مهنية وعلمية هادفة.

فمن تجربتي الجامعية اقدم لكم بعض النصائح والتي منها قبل التخرج ومنها بعده :

قبل التخرج:

  • اليقين التام بأن النجاح مرهون برضا الله والوالدين فالسعي لذلك هو قبلة النجاح، وكذلك إيمانك بذاتك وقدراتك ‏وصبرك وسعيك الدؤوب يشكل وقودأ لنجاحك الذي لا ينفذ وللحرص على تنظيم الوقت أهمية كبيرة فهو العصب ‏الرئيس للحصول على أفضل النتائج، وذلك بانجاز الاهم دائماً ثم الاقل أهمية. ضع لنفسك استراتيجية واضحة (اهداف ‏وخطط لتنفيذها) في كل مرحلة من حياتك.
  • الحرص على تقسيم اليوم الى أجزاء بما يتناسب مع حياتك الشخصية وكافئ نفسك بعد انجاز كل جزء من كتابك ‏الدراسي بشيء تحبه وتشعر أنه ممتع لذاتك كي تعتاد روحك على العطاء. ومن الجميل أيضا أن تنثر رحيق ما تملك ‏بمساعدة زملائك في الجامعة قدر المستطاع؛ فنجاحهم جزء من نجاحك فحديقة أزهار أجمل من زهرة واحدة وقدم ‏للآخرين دون مقابل، فما أجمل جزاء الله وعطاءه.
  • مع بداية حياتك الجامعية إحرص على تطوير شخصيتك واللغة الانجليزية لديك، وكذلك تعزيز الثقافة العامة حول ‏تخصصك خارج اطار الكتب الجامعية من خلال الانترنت والمشاركة بالندوات والمؤتمرات والقيام بالانشطة ‏اللامنهجية وانت على مقاعد الدراسة ؛ فهذه مفاتيح النجاح في المقابلة بعد التخرج وفي سوق العمل. ‏
  • ليس المهم أن تتخرج بوقت قياسي وتسابق الزمن، ولكن المهم أن تتخرج بمعدل يؤهلك للانخراط بسوق العمل وكذلك ‏مع البدء بالحصول على شهادات مهنية وتطوير شخصية معززة باللغة الانجليزية .
  • ما هي طبيعة دراستي؟ كانت دراستي بمعدل يومي 3-2 ساعات وتكون اكثر من ذلك في اوقات الامتحانات، وذلك ‏بالتركيز على كتبي الجامعية وتصفح بعض المواقع الالكترونية ذات العلاقة، كنت أعتمد على نظام  65 دقيقة (ضبط ‏منبه الجوال لمدة 65 د ) بداية بقراءة العناوين الرئيسية وفهمها 5 د وقراءة المحتوى 50 د والمراجعة 10 د، وبعد ‏ذلك أحصل على استراحة لمدة مناسبة والترفيه والراحة جزء من حياتي، فأجمل الاوقات كنت اقضيها مع اصدقائي ‏في الجامعة وأماكن التنزه ومع عائلتي كذلك.

بعد التخرج:

  • مهما كانت ظروفك ومهما كانت المعيقات، هنالك طريقة للنجاح والتميز، فانت معجزة ذاتك، فاصنع نجاحك من رماد ‏المستحيل ومن مرارة الظروف فكن كالعنقاء تنهض دائماً من جديد، فلا تيأس من أي شيء سعيت له ولم تنله؛ فقضاء ‏الله وقدره الافضل دائماً. وكذلك لا تعلق أهدافك على شخص ولا تضع كل ثقتك به ولا تجعل كامل اهتمامك في جانب ‏معين من حياتك وتعلم كيف تقف وتواجه لوحدك في مضمار الحياة.
  • احتفظ بكتبك ودفاتر ملاحظاتك التي تتمحور حول تخصصك؛ ستحتاجها في المستقبل، وكذلك ما تتعلمه هو موجود ‏بسوق العمل وشماعة الفجوة مبالغ فيها وهذا ما لاحظته خلال التدريب العملي. ولا تضع بحسبانك الامور المادية في ‏بدايات حياتك العملية؛ بل افضل شيء في تلك الفترة هو اكتساب الخبرة وتطوير الذات وإستغلال أي وظيفة بالكسب ‏الحلال حتى تصل لمرادك.
  • نفسك عالم جميل حاول أن تكتشفه فكل واحد منا زرع الله فيه بذرتي الارادة والابداع، فما عليك سوى أن تنمي الاولى ‏وتعثر على الثانية في اعماقك. ولا تستعجل على حصاد نتاج زرعك، حاول مرة تلو الاخرى فاذا فشلت في جانب ‏معين تعلم من أخطائك وانطلق فالفشل احد حلقات النجاح، وكتجربة شخصية عندما رغبت في الحصول على رخصة ‏قيادة اخفقت مرتين ولكن في المرة الثالثة حصلت عليها.
  • في الختام لدي ايمان بكل ابناء شعبنا وانا موقن بأن هنالك اشخاصاً عاشوا ظروفاً صعبة وقدموا افضل مني بكثير ‏ومما لا شك فيه بأن وطننا فلسطين بحاجة لان ينهض به الجيل الشاب؛ فالتعمير يحتاج لتعاون الجميع وتفضيل البقاء ‏في وطننا حتى ينعم بالحرية وتشرق عليه شمس المجد والحضارة .أشكر الله أولاً ثم أهلي وأحبتي وأصدقائي ‏ومحاضري جامعتي الذين ساندوني خلال سنوات الدراسة.‏

Read 1132 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية