عطا علي عطا عبيد أو كما يُعرف بأبو علي، طالبٌ مقدسي في سنته الثالثة في قسم التربية الرياضية في جامعة النجاح الوطنية، يبلغ من العمر 21 عاماً، حرص منذ إلتحاقه بجامعة النجاح أن يخدم جامعته وزملاءه ومدرسيه بأفكاره الجديدة ومبادراته الخلاّقة ليملأ سيرته الذاتية بعددٍ كبيرٍ من الأنشطة والفعاليات التي قدمها لجامعته طوال فترة دراسته، ليكون عنواناً للمبادرة والمساعدة والإجتهاد.

ورغم كل ما يساهم فيه أبوعلي من أنشطة منهجية ولا منهجية إلا أن ذلك لم يؤثر بأي شكل على تحصيله العلمي ليكون من المتفوقين في قسمه وبتقدير جيد جداً، في رسالة مفادها أن تنظيم الوقت وحب العمل مفتاح النجاح.

فكرة إنشاء أسرة قسم التربية الرياضية..نقلة نوعية لقسم بأكمله

كانت إحدى أفكاره الخلّاقة التي تنم عن طبعه الإجتماعي حين جاء أبو علي رفقة خمسة من زملاءه في قسم التربية الرياضية بفكرة إنشاء (أسرة التربية الرياضية في جامعة النجاح)، حيث لاقت الفكرة إستحسان الأستاذ الدكتور عماد عبد الحق، رئيس قسم التربية الرياضية، والدكتور سليمان العمد، عضو هيئة التدريس في قسم التربية الرياضية، اللذان قدّما كل التسهيلات اللازمة لإنجاح الفكرة.

رأت الفكرة النور وبستة طلاب في البداية عملوا على خلق نواة لبيئة إجتماعية تربط كل طلبة ومدرسي قسم التربية الرياضية ضمن أجواء أسرية عبر عدد لا محدود من الأنشطة المنهجية واللامنهجية للقسم.

كان لأبو علي الأثر الأكبر في الأسرة وفقاً لزملائه ومدرسيه وبتوالي فعالياتها وصل عدد أفراد الأسرة إلى 80 طالباً وطالبةً يقدمون كل ما لديهم لخدمة قسمهم وجامعتهم وهم في تزايد منذ تأسيس الأسرة.

وتهدف الأسرة الرياضية إلى تقديم رسالة إنسانية رياضية عبر أنشطتها التي تنظمها داخل الجامعة وخارجها، كما تستهدف الأسرة الفئات المهمشة في المجتمع كذوي الإحتياجات الخاصة والأيتام والفقراء عبر تقديم المساعدة الممكنة مادياً ومعنوياً.

وإستكمالاً لهدف الأسرة الرياضية الإجتماعي قام أبو علي رفقة زملائه بإطلاق موقع إلكتروني خاص بقسم التربية الرياضية يتحدث عن كل ما يتعلق بالقسم من أنشطة وفعاليات ويعتبر الأول من نوعه لقسم في جامعة فلسطينية، كما قامت الأسرة بإنشاء مجموعة على موقع التواصل الإجتماعي الفيسبوك تضم جميع طلبة ومدرسي قسم التربية الرياضية في جو إجتماعي بحت.

"تطوعي في دائرة العلاقات العامة غيّر من نظرتي للأمور"

"تطوعت في دائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح منذ دخولي الجامعة، حيث رأيت صديقاً لي يرافق إحدى الجولات المدرسية التي تنظمها الدائرة، سألته عن الموضوع فأخبرني عن التطوع في الدائرة من حيث الشروط والإمتيازات، أعجبتني الفكرة والتحقت بالدائرة، التطوع في دائرة العلاقات العامة غيّر من نظرتي للأمور كان له أثر كبير في تعلمي للإنضباط وتنظيم الوقت"

تميّز أبو علي في التطوع وخصوصاً في برنامج الزيارات المدرسية، إحدى البرامج التي تقدمها دائرة العلاقات العامة، حيث حرص على تعريف الوفود الزائرة على مرافق الجامعة وخصوصاً قسم التربية الرياضية.

وفي سابقة هي الأولى لمتطوع من متطوعي دائرة العلاقات العامة قامت مدرستين زائرتين لجامعة النجاح (وهما مدرسة ذكور طورة الغربية ومدرسة ذكور الخلجان وأم دار الثانوية) من محافظة جنين، بتكريم المتطوع أبو علي تقديراً لما قدمه لهم من تعريف بجامعته في جميع زياراتهما لجامعة النجاح.

وفاة والده.. الحدث الأصعب في حياته

وفاة والده الشيخ علي عطا كان الحدث الأصعب في حياته، لم تكن هذه كلماته بالضبط بل هذا ما لامسته وشعرتُ به حين قال: " بقدر أحكي عن والدي شوي، هو متوفي بس أنا بفتخر فيه وبحب أحكي عنه"، نعم كان لوالده رحمه الله البصمة الأكبر في حياته منه تعلّم الإلتزام ومنه إكتسب صفاته القيادية ومنه تعلم مبدأ العطاء وحب الغير.

ورغم وفاة والده لم يتخلى أبو علي عن ما تعلمه منه في حياته ليكون والده مدعاة فخرٍ له في كل ما يقدمه لمجتمعه.

مقابل كل إبداع وعطاء.. تكريمٌ وتقدير

في مقابل كل ما يقدمه أبو علي لجامعته ومجتمعه يلقى التكريم والتقدير والإحترام، حيث حصل على عددٍ كبير من التكريمات منها على سبيل المثال للحصر: تكريم من موقع كوورة فلسطين لما يقدمه من نشاطات في خدمة الرياضة الفلسطينية، عدد من التكريمات مقدّمة من قسم التربية الرياضية في جامعة النجاح تقديراً لجهوده، تكريم من مجلس إتحاد الطلبة في جامعة النجاح كممثل لأسرة التربية الرياضية في الجامعة، التكريم الأول من نوعه لمتطوع في دائرة العلاقات العامة من المدارس الزائرة للجامعة.

الطالب الذي تجده في كل محفل

تعددت الأنشطة والفعاليات التي يساهم فيها أبو علي بشكل مباشر وغير مباشر لتجده حاضراً في كل محفل فهو متطوع في دائرة العلاقات العامة منذ ثلاث سنوات يشارك في أنشطة الدائرة وفعالياتها المختلفة، وهو فردٌ في عشيرة جوالة ومنجدات التابعة لعمادة شؤون الطلبة في جامعة النجاح مشاركٌ في فعالياتها ومخيماتها ومبادرتها، كما أنه صاحب فكرة تنظيم بطولة الأقصى للشطرنج التي نظمها قسم التربية الرياضية في دورتين سابقتين، وصاحب فكرة دورة لإسعاف الأولي المقدمة لطلبة قسم التربية الرياضية بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فضلاً عما يطلقه أبو علي من مبادرات تخدم المجتمع المحلي ضمن مبادرات الأسرة الرياضية ومنها: توزيع الملابس على الفقراء في البلدة القديمة في نابلس، وزيارة لمرضى السرطان في مستشفى النجاح الجامعي، كما أنه أصبح مدرباً لنادي هلال القدس لكرة القدم فئة الأشبال.

ومنذ أيام معدودة فقط بات أبو علي متطوعاً في الأولمبياد الخاص الفلسطيني برنامج القدس، ليساعد بذلك أبناء مدينته المقدّسة من ذوي الإحتياجات الخاصة من الرياضيين الأولمبيين.

آراء مدرسيه: "هو طالب مقدسي عكس بأعماله حبه وإنتماءه لوطنه"

كما يضيف الأستاذ الدكتور عبد الحق " هو طالبٌ خلوق يحمل الأخلاق المقدسية ويعكس بأعماله ومبادراته حبه لوطنه وإنتماءه لشعبه، تربطني به علاقة أب بإبنه وأحاول أن أقدم له كل التسهيلات اللازمة لإنجاح مبادراته".

أما الدكتور سليمان العمد، عضو هيئة التدريس في قسم التربية الرياضية فيقول "عطا من الطلاب المبادرين ويشعرني دائماً أن لديه مسؤولية تجاه مجتمعه وجامعته، يأتيني دائماً بأفكار جديدة وأقوم بتوجيهه، برأيي مبادرات وأفكار مثل التي يقدمها عطا من شأنها أن تعطيه صفات قيادية وريادية غير موجودة لدى الآخرين".

كما يضيف الدكتور العمد "كون الطالب عطا من مدينة القدس فهذا يجعله أكثر عرضةً للغزو الفكري، لكن عطا شاب حافظ على ثباته في رأيه ومعتقداته، نفتخر به وبكل الطلبة المقدسيين الذين يشكلون جزءاً مهماً من نسيج جامعة النجاح الوطنية".

ويرى الدكتور محمد القدومي، عضو هيئة التدريس في قسم التربية الرياضية، أنا عطا من الطلبة المميزين علمياً وعملياً وله نشاط إيجابي وفعّال في المجتمع ويتمتع بعلاقة طيبة بزملائه ومدرسيه، إضافةً لأخلاقه العالية".