تحت رعاية دولة رئيس الوزراء أ.د. رامي حمد الله..جامعة النجاح تنظّم حفل الإفتتاح الرسمي لفعاليات مئوية النجاح

تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، نظّمت جامعة النجاح الوطنية يوم الخميس الموافق 27/9/2018، حفل الإفتتاح الرسمي لفعاليات مئوية النجاح، بحضور الدكتورة خيرية رصاص، ممثلةً عن دولة رئيس الوزراء، والدكتور هاني النابلسي، ممثلاً عن مجلس أمناء الجامعة، ودولة السيد طاهر المصري، رئيس وزراء المملكة الأردنية سابقاً وأحد ابناء جامعة النجاح الوطنية، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والسيدة رنا البسطامي، عقيلة دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله.
كما حضر الحفل أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح ومدراء وممثلين عن الأجهزة الأمنية والمؤسسات الحكومية والعامة والخاصة، بالإضافة إلى قناصل وممثلين لعدد من القنصليات والممثليات وعدد من الشخصيات الإعتبارية من مختلف فئات المجتمع، فضلاً عن نواب رئيس الجامعة ومساعديه وجميع عمداء كليات الجامعة ورؤساء الأقسام والهيئات الإدارية في الجامعة.
كلمة مجلس أمناء الجامعة
وافتتح الحفل الذي ترأس عرافته الأستاذ الدكتور خليل عوده، بالسلام الوطني الفلسطيني وآيات من الذكر الحكيم، قبل أن تبدأ الكلمات بكلمة مجلس أمناء الجامعة ألقاها بالنيابة عن رئيس المجلس الدكتور هاني نابلسي حيث قال فيها " تحتفل النجاح بمناسبة مرور مائة عام على تأسيسها، وهي مناسبة تستحق أن نحتفل بها، لأنها تعكس مائة عام من الأصالة والعراقة والعطاء المتواصل عبر أجيال متعاقبة شارك فيها الآباء والأجداد الذين وضعوا الأسس ورفعوا القواعد في صرح تعليمي يعد الأول من نوعه على مستوى فلسطين والمنطقة العربية، شاءت المصادفة أن يصادف هذا اليوم وقوف السيد الرئيس محمود عباس مع دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله في الأمم المتحدة حاملين هموم شعبنا فنحن نقف ورائكم".
كما أضاف الدكتور النابلسي " لا بد من أن نذكر ونتذكر رؤساء وأعضاء مجالس أمناء الجامعة السابقين الذين حملوا أمانة المسؤولية للوصول لبناء هذا الصرح العلمي الشامخ، وأخص بالذكر المرحوم الفاضل الأستاذ قدري طوقان وحكمت المصري وعبد الغني عـنبتاوي وزملائهم الأفاضل حملو أمانة المسؤولية وكافحوا وجاهدوا للوصول لهذا الصرح العلمي الشامخ وعملوا على تطويره وتقدّمه فلهم الرحمه والشكر والتقدير على جهودهم، ويكفينا فخراً وإعتـزازاً أن دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله كان واحداً من أبناء النجاح الذين عملوا فيها وترئسها وبكل فخر وتقدير نذكر له جهوده العظيمة في بناء وتطور الجامعة وتقدمها وكلياتها ومستشفاها الجامعي إلى أن أصبحت من أوائل الجامعات في العالم العربي".
كلمة القائم بأعمال رئيس الجامعة
وفي كلمته قال الأستاذ الدكتور النتشة " أرحب بكم جميعاً في رحاب جامعة النجاح الوطنية التي تحتفل بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس هذا الصرح العلمي الشامخ صرح النجاح الذي تشكلت بواكيره الأولى في مدرسة النجاح التي أنشئت عام 1918 في مدينة نابلس لتشكل أول بقعة ضوء في التعليم الحديث، وتؤسس لمرحلة جديدة أدخلت فلسطين إلى مسار جديد في العملية التعليمية، وفتحت المجال واسعاً لعملية تعلمية رائدة لأبناء فلسطين بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام، وبعد مائة عام من التأسيس نقف جميعاً وقفة اعتزاز وإكبار لأولئك الرجال الأوائل أصحاب القامات العالية والهمم الرفيعة الذين أسسوا هذا الصرح التعليمي، فكان لهم شرف التأسيس الأول، وشرف وضع القواعد".
واستكمل الأستاذ الدكتور النتشة" نشكر دولة الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) على ما يقدمه من جهد في خدمة الوطن، كما أشكر دولة الأخ رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، الذي ما زالت بصماته واضحة في كل مَعلم من معالم هذه الجامعة، والتحية أيضاً إلى رئيس وأعضاء مجلس الأمناء الذين يتابعون أمور هذه المؤسسة ويقومون على تطويرها وتفدمها، وهنا لا بد من الإشارة إلى رؤساء وأعضاء مجالس الأمناء الأوائل الذين تابعوا مسيرة النجاح، ورؤساء الجامعة السابقين الذين عملوا في مراحل متعاقبة على تطوير الجامعة وتقدمها، وكذلك مديرو وأساتذة مدرسة النجاح ومعهدها وكليتها، فلهم جميعا الاحترام والتقدير على جهودهم التي نعتز ونفتخر بها".
واختتم الأستاذ الدكتور النتشة كلمته "أثبتت النجاح بكل مكوناتها، ومراحل تشكيلها، أن الأنسان الفلسطيني قادر على المواجهة، وعلى العطاء، وأنه عندما يعطي يبدع، وعندما يؤسس يبني بناء شامخاً، وعندما يصمم على النجاح فلا بد أن يستجيب له القدر، حفظ الله النجاح، وبارك الله في الرجال الذين أسسوا هذا الصرح العلمي وأمد الله في عمر من بقي منهم، وإلى كل الزملاء والعاملين في الجامعة أقول لهم أنتم الذين تحملون الرسالة، وتحملون اللواء، فكونوا حماة وبناءً للنجاح".
وتخلل الحفل عرض فيلم قصير يلخص مسيرة النجاح في مئة عام.
كلمة دولة السيد طاهر المصري
وبمشاعر جياشة اختلطت بحنين الماضي وذكرياته تحدّث السيد المصري عن تاريخ جامعة النجاح التي بدأت بمدرسة وتم إنشائها وتأسيسها في مرحلة شهدت هزيمة الجيش العثماني ووقوع فلسطين تحت الإنتداب البريطاني حيث قال " أستميحُكم العُذرَ إن بَدا للبَعضِ أنّني أخرجُ عن المناسبةِ، أو ما يبدو أنّها إطالةٌ، في غير مكانها، في إشارتي إلى بعضِ المحطّاتِ اللافتةِ، فما خرجتُ، ولا أطلتُ، إلّا لأعودَ إلى المَعاني العَميقةِ لِلحظتكم المباركةِ.. لَحظةِ نَجاحِكُم في (تأسيسِ النجاحِ..)، وكيفَ رَدَّ أسلافُكم العِظامُ، وهُمُ الضُعفاءُ آنذاكَ، على لَحظةِ الهَزيمةِ المزدوجةِ؛ لَحظةُ الهَزيمةِ والاحتلالِ معاً".
وأضاف السيد المصري " واستمرت مسيرة العطاء وترسيخ الفكر والعلم فأكملت جامعة النجاح مشوار الكلية، وها نحن نرتوي من علمها وتجعلنا نصمد في أرض فلسطين، وأتمنى على إدارة الجامعة أن تعمل على فتح كلية النجاح الوطنية وإعادة تأهيلها لكي تتكامل مسيرة الجناحين الكلية والجامعة ، ليبقى جبل النار مضيئاَ بالعلم والثقافة، أمَا وقد سَمحتُ لنفسي بالإطالةِ عليكم، فاسمحوا لي بأن أقدّم عُذري لَكم، فالعُشّاقُ يُعذَرونَ بعشقِهم، ففي النجاحِ المَدرسةِ ساهم جدي الحاج طاهر بالتأسيس ودَرسَ أبي نشأت المصري، وعمّي حكمت وعمي صبيح وابن العم منيب ، وكثيرٌ من أبناءِ عائلتي، وفي النجاحِ الكلّيةِ درستُ أنا قُبيل نكبةِ فلسطينَ، وشاركتُ الشَهيدَ شَهيدَكُم وشهيد الوطن ظافر المصري مقعدَ الدراسةِ، وهُنا، في النَجاحِ، تعلّمتُ، وتَفَتّحتْ مَداركي، وأصَبتُ ما أصبتُ من تربيةٍ وتعليمٍ، على أيدي أساتذةٍ مخلصينَ أكفياءَ".
وتلت كلمة السيد المصري قصيدة شعرية من تأليف الدكتور مأمون مباركة، عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية في الجامعة، حيث ألقاها على الحضور متغنياً فيها بجامعة النجاح كصرح أكاديمي عريق.
كلمة معالي الدكتورة خيرية رصاص ممثلةً عن دولة رئيس الوزراء
وفي كلمتها كممثلة لدولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله قالت الدكتورة رصاص" بِكُلِ فَخرٍ وسعادةٍ، أتواجدُ بينَكُم مُمَثلةً عن دَولة رئيس الوزراء أ.د. رامي حمد الله، في احتفالِنا بمئويةِ النجاح، وأنقلُ لَكُم اعتزازَ فخامةِ الرئيس محمود عباس ودولةِ رئيس الوزراء بِهذا الصرحِ الأكاديميِّ الذي تَحولَ إلى حَاضنةٍ للإبداعِ والتميزِ وتوطينِ المعرفةِ في فلسطين، لِيُثري الحَركةَ التعليميةَ والعِلميةَ لِشعبِنا، ويُشارِكَ في حِمايةِ هويتِنا الوَطنيةِ، إننا بِكُلِ صورِ التميزِ كالتي نكرِسُها هُنا اليومَ، إنَما نلتفُ حولَ فخامةُ الرئيس الذي نترقبُ اليوم جَميعاً خَطابَهُ التاريخيَّ في الأُمم المتحدةِ لوضعِ العالمِ أمامَ مسؤولياتِهِ"
كما أضافت الدكتورة رصاص " نَخُطُ مَعاً مائةَ عامٍ على بِدايةِ النجاحِ والحُلُم الفِلسطينيِّ بالتقدمِ العلميّ والمعرفيّ، ففي عام 1918 تأسستْ "مدرسةُ النَجاح"، النواةُ الأولى لِهذهِ الجامعةِ، لَقد حرصتْ جامعةُ النجاح خلالَ مئة عامٍ من إنشاءِ نواتِها الأولى، أن تستثمرَ في الفردِ الفلسطينيِّ وأن تستجيبَ لِمُتطلباتِ نموِهِ، وتفردَ التعليمَ ليكونَ ساحةً للديمقراطيةِ والتعدديةِ الفكريةِ، وتلتقي هذه النجاحاتُ المُتلاحقةُ لجامعاتِنا، مع العملِ الحكوميِّ المُنصبِ على مأسسةِ وتطويرِ منظومةِ التربيةِ والتعليم بِكافةِ مكوناتِها ومراحلِها، لَقد عَمِلت الحُكومةُ أيضاً، لتطويرِ مُخرجاتِ العمليةِ التعليميةِ وتوطينِ المعرفةِ، على دَمجِ التعليم المهنيّ والتقنيّ بالتعليمِ العام، وراعت تقنينَ ومنعَ إزدواجيةِ وتضخُمَ التخصصات، وتمَ دمجُ الكليات الحُكوميةِ ضِمنَ جامعة فلسطين التقنية خضوري، وبادرتْ بإنشاءِ كُليةِ طب حكومية، كما قدمتْ دعماً مالياً لمراكزِ البحث العِلميّ في الجامعات، وأُعلِنَ عن أولِ مُسابقةٍ للبحثِ العِلميّ في فِلسطين، وقد بدأتْ الحكومةُ بِتصويبِ أوضاعِ مؤسسات التعليم العالي في غزة، وصادقت على آلافِ الشهاداتِ الصادرةِ عنَها، كَما قدمّت مؤخراً ما قيمته 4.5 مليون دولار لدعمِ مؤسسات التعليم في القدس، و4.5 مليون دولار أُخرى كَمنحٍ دراسيةٍ لأبناء القدس في الجَامعات الفلسطينية".
واختتمت الدكتورة رصاص الكلمة " وباسم دَولةِ رئيس الوزراء، أُحيي المؤسسينَ والداعمينَ لجامعةِ النجاحِ، وكُلَ التحيةِ للعقولِ والسواعدِ والخبراتِ التي بَنت وتبني جامعاتِنا الوَطنيةَ وتسمو بجودةِ ونوعيةِ التعليمِ فيها إلى أعلى المعايير، وتُعدُ المزيدَ من بُناةُ الغد الواعِد،ِ الذينَ سيملأونَ الوَطنَ أملاً وتفاؤلاً وطاقةً، ويُوصِلونَ فلسطين إلى حُريتَها ومجدِها واستقلالِها".
إطلاق طابع المئوية
وانطلاقاً من فخرها بالإنجاز العظيم الذي حققته جامعة النجاح بوصولها لمائة عام من تأسيسها، أعلنت وزارة الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات ممثلةً بوزيرها الأستاذ الدكتور علام موسى عن إطلاق طابع خاص بمئوية النجاح.
وبارك الأستاذ الدكتور موسى لجامعة النجاح إنجازها، متمنياً المستقبل الزاهر للجامعة، مؤكداً على أهمية الطابع الفلسطيني كرمز للإستقلال والسيادة للدولة الفلسطينية.
وأشار الأستاذ الدكتور موسى أن الإحتلال الإسرائيلي قام بمصادرة الطابع الخاص بمئوية النجاح، مؤكداً أن هذا التصرف التعسفي الذي يهدف إلى محاربة مؤسسات التعليم الفلسطينية لن يثني الوزارة عن إعلان الطابع.
وقام الأستاذ الدكتور موسى بالتوقيع الرسمي على طابع المئوية قبل أن يقوم بالتقاط صورة مع نموذج مكبر لطابع المئوية.
رفع السارية وافتتاح معرض ومتحف المئوية
وبعد الافتتاح توجه الحضور لرفع سارية علم المئوية إلى جانب علم فلسطين وعلم جامعة النجاح الوطنية، حيث تم رفع الأعلام أمام مدخل كلية الفنون الجميلة.
ثم توجه الحضور لافتتاح معرض الصور الخاص بمئوية النجاح الذي تميّز بدمجه بين الماضي والحاضر عبر احتوائه لمجموعة من الصور الأرشيفية للجامعة التي مثّلت التتبع التاريخي ل(النجاح) طوال مائة عام، كما تضمنت كل زاوية من زوايا المعرض تعريفياً بالأشخاص والفعاليات والمواقف الواردة في الصور، وأُقيم المعرض في ساحة كلية الفنون الجميلة في الحرم الجامعي الجديد.
كما تم افتتاح متحف مئوية النجاح في كلية الفنون الجميلة أيضاً والذي يتضمن صور مختارة ووثائق أرشيفية توثق تاريخ النجاح طوال مائة عام، بأسلوب معلوماتي وحضاري يليق بتاريخ الجامعة.
وفي ختام الحفل استمع الحضور الى نشيد الجامعة وهو من تأليف الشاعرة الراحلة فدوى طوقان.
وستستكمل فعاليات المئوية يومي السبت والأحد 29 -30/9/2018، عبر سلسة من الفعاليات التي يمكن التعرف عليها من خلال موقع الجامعة الالكتروني www.najah.edu