كما شهد الحفل حضور عدد كبير من الشخصيات الإعتبارية من أبناء جامعة النجاح الوطنية الخرجين من أصحاب المناصب في مختلف مؤسسات المجتمع المحلي الحكومية والعامّة والخاصة، فضلاً عن ممثلي الطوائف الدينية والأجهزة الأمنية والمحافظات، بالإضافة إلى أعضاء رابطة الخريجين وأبناء جامعة النجاح من مختلف الأجيال.

وتميّز الحفل الاجتماعي بمشاعر الحب والحنين للجامعة ففيه إلتقى الزملاء والأصدقاء بعد مرور السنين، كما تجسدت فيه مئوية النجاح بتعاقب الأجيال فجسّد لوحةً فنية جمعت أبناء النجاح جيلاً بعد جيل.

وفي البداية بدأ الحفل بكلمة الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، الذي اعتبر فيها أن هذا اليوم هو يوم من الأيام التي تفتخر فيها جامعة النجاح الوطنية، شاكراً الهيئة الإدارية لرابطة خريجي جامعة النجاح ممثلةً بالسيدة عصماء المصري، رئيسة الرابطة، وكافة أعضائها على عملهم الدؤوب لتنظيم الحفل، مؤكداً حرص جامعة النجاح الوطنية على التواصل مع أبنائها بعد تخرجهم ومن هنا جاءت الفكرة بإنشاء رابطة للخريجين منذ قرابة العام، معتبراً القرار الذي اتخذته إدارة الجامعة بإنشاء رابطة للخريجين من أهم القرارات المتّخذة، مشيراً إلى أنه يتم العمل في الوقت الحالي على إنشاء وقف لجامعة النجاح الوطنية.

وفي قصة نجاح فريدة من نوعها لأحد أبناء جامعة النجاح الوطنية وخريجيها السابقين، استضاف الحفل الدكتور عزام صادق كنعان، الذي تحدّث عن تجربته الناجحة وهو الذي تخرج من مدرسة النجاح عام 1957 وفي عام 1970 تخرج من كلية الطب من جامعة عين شمس في القاهرة بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى، ليتعبعها بالتخصص في مجال جراحة الأعصاب في جامعة انديانا الأمريكية ليمارس الطب بعدها في مدينة كالاماوز في ولاية متشجن، حيث عمل بعدها على تأسيس مركز متخصص للأمراض العصبية وكرمته الجالية الطبية عام 2012 بأن أسمت المركز باسمه.

وبكلمات ملأتها مشاعر الحب والحنين تحدّث الدكتور كنعان في كلمته عن (النجاح) التي بدأت منها مغامرته، وهو الذي أفنى حياته حاملاً هم شعبه في بلاد الغربة.

ولأن رابطة الخريجين حرصت على أن تجمع أبناءها معاً، كان لزاماً أن يكون نصيب في المشاركة من أبناء غزة هاشم من خريجي جامعة النجاح الوطنية، حيث شارك السيد شريف شريف، عضو الهيئة الإدارية في رابطة خريجي جامعة النجاح، بمكالمة هاتفية من غزة نقل فيها تحيات أبناء غزة من خريجي النجاح ومباركتهم لجامعتهم بمناسبة مئويتها.

كما كانت المشاركة لطلبة النجاح الحاليين بقصيدة شعرية ألقاها الطالب إيهاب مشّاقي تغزل فيها بجامعته الحبيبة في ذكرى مئويتها.

وفي كلمة لمحافظ نابلس الواء أكرم الرجوب، بارك فيها لجامعة النجاح الوطنية احتفالها بمئويتها، مؤكداً على أن خريجي جامعة النجاح يُشار إليهم بالبنان وهم الذي يتبوؤن أعلى المراكز في السوق المحلي والدولي، داعياً رابطة خريجي الجامعة إلى ضرورة التواصل مع خريجي الجامعة ممن هم في الخارج، مشيراً إلى أن هؤلاء الخريجين سيساهمون في رفد وطنهم فلسطين بالعلم والمعرفة والإمكانيات.

وفي كلمة رابطة خريجي جامعة النجاح الوطنية قالت السيدة عصماء المصري، رئيس الرابطة " باسمي واسم زملائي في رابطة خريجي جامعة النجاح الوطنية نرحب بكم جميعاً، لقد كان أباؤنا وأجدادنا يدركون أن الشعوب ترتقي وتتحضر بالعلم، لذلك فكروا بإنشاء مدرسة النجاح الوطنية الحرة، وها هو نتاج رؤيتهم مؤسسة رابطة على أرض الوطن تحتفل بمرور مائة عام على هذه الأرض، تخرّج للعالم أفضل الطلبة متبوئين أعلى المراكز".

كما أضافت السيدة المصري " لقد كان لتأسيس الجامعة بعد وطني عالي، فقد أسست لإعطاء فرصة لأبناء الشعب الفلسطيني الذين حرموا من الإلتحاق في الجامعات خارج الوطن، وذلك بسبب إجراءات الإحتلال، فاحتضنتهم جامعة النجاح الوطنية، نحن أبناء هذه الأرض، نحن باقون في هذه الأرض ما دام هناك زيتون وزعتر في بلادنا".

وعن رابطة خريجي جامعة النجاح قالت السيدة المصري" إنطلاقاً من حرص جامعة النجاح الوطنية على التواصل مع خريجيها، أتت مبادرة من الأستاذ الدكتور ماهر النتشة مشكوراً بتأسيس رابطة خريجي جامعة النجاح الوطنية تحت مظلة الجامعة".

وتحدثت السيدة المصري عن أهداف رابطة خريجي جامعة النجاح والتي منها: تأسيس قاعدة بيانات للخريجين لتكون لبنة للتواصل معهم ومشاركاتهم في فعاليات ومشاريع ونشاطات وبرامج تهمهم وتهم الجامعة، وجمع الخريجين ومتابعة أخبارهم وتعريفهم باحتياجات الجامعة وما وصلت إليه من تقدم، مؤكدةً أن الرابطة ممثلة بخريجيها هي شريك للجامعة في عملية البناء والتنمية والتطوير، منوهةً أن المجتمع الفلسطيني مجتمع فتي ولذلك من الضروري تشجيع الشباب ودعمهم واستخراج أفضل ما لديهم للنهوض بالمجتمع.

كما تطرقت السيدة المصري إلى أهم الأنشطة التي قامت بها الرابطة منذ تأسيسها منذ قرابة العام ومنها: تكريم أوائل الكليات، ومؤسسي الرابطة، ورؤساء مجالس الطلبة الذين مروا على الجامعة، وتنظيم إفطار رمضاني خيري بعنوان (فيكم الخير) ورصد ريعه للطلبة المتفوقبن المحتاجين ولجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في نابلس ولمستشفى النجاح الجامعي، وحفل تخريج للزملاء من الطائفة السامرية، كما بدأت سلسلة أحتفالات (النجاح تجمعنا) السنوية، مؤكداً انه سيكون هناك المزيد من الأنشطة المستقبلية التي ستنظمها الرابطة والتي من شأنها أن تخدم الطلبة وتخدم الجامعة.

وتخلل الحفل تكريم الرابطة لعدد من الموظفين القدامى وهم: الدكتور حسني فهمي المصري، أقدم موظف أكاديمي في الجامعة متقاعد، والسيد إبراهيم عبد الحق، أقدم موظف إداري متقاعد، والدكتور عمر الزاغة، أقدم موظف إداري متقاعد، والدكتور عزام كنعان، صاحب قصة نجاح وأحد خريجي الجامعة، والفاضلة مها عبد الله شاكر جبارة، أقدم موظف إداري على رأس عمله، والدكتور سامي الكيلاني، أقدم موظف أكاديمي على رأس عمله، والدكتور محمد صوالحة، أقدم موظف أكاديمي على رأس عمله، والدكتور حسن خضر، أقدم موظف أكاديمي على رأس عمله، والدكتور علي حبايب، أقدم موظف إداري على رأس عمله.

وبدورها قامت نقابة العاملين في جامعة النجاح بتكريم دولة السيد طاهر المصري، والسيدة رنا بسطامي، عقيلة دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، والأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والسيدة عصماء المصري، رئيسة رابطة خريجي جامعة النجاح، واللواء أكرم الرجوب، محافظ محافظة نابلس، تقديراً على جهودهم في خدمة الجامعة وطلبتها وخريجيها.

كما تم دعوة الحضور لزيارة معرض الصور الخاص بمئوية النجاح الذي تميّز بدمجه بين الماضي والحاضر عبر احتوائه لمجموعة من الصور الأرشيفية للجامعة التي مثّلت التتبع التاريخي ل(النجاح) طوال مائة عام، كما تضمنت كل زاوية من زوايا المعرض تعريفياً بالأشخاص والفعاليات والمواقف الواردة في الصور، وأُقيم المعرض في ساحة كلية الفنون الجميلة في الحرم الجامعي الجديد.

كما زار الحضور متحف  مئوية النجاح في كلية الفنون الجميلة أيضاً والذي يتضمن صور مختارة ووثائق أرشيفية توثق تاريخ النجاح طوال مائة عام.

واستكمل حفل (النجاح تجمعنا 3) بسلسلة من الفقرات الفنية والترفيهية حيث أحيا الحفل الفنان قاسم النجار وفرقة مركز حواء للدبكة الشعبية وفرقة عادل حلاوة للدبكة الشعبية.