جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

بيت العمد‎

من بيت قديم مهجور ومهدد بالسقوط الى مركز للخدمات وقاعات للطلبة ومقصد للزوار، هكذا حوّلت الجهود المتضافرة بيت آل العمد في البلدة القديمة بنابلس إلى مبنى متعدد الاستخدامات يحقق رسالة جامعة النجاح في التواصل وخدمة المجتمع المحلي.

وذكر تقرير صدر عن دائرة العلاقات العامة في جامعة النجاح، امس أن بيت آل العمد رغم تعاقب الحقبات وتوالي الأجيال ما زال صامداً ليشكل صرحاً تاريخياً لحقبة عاشت في فلسطين وهي الحقبة العثمانية، يقع هذا البيت الذي عمره قرابة الـ 200 عام في بداية درج العقبة شرق مسجد النصر في باب الساحة.

وتعود ملكية البيت الى عائلة عريقة من عائلات نابلس الممتدة وهي عائلة «العمد»، حيث ولد وترعرع في هذا البيت أجيالٌ متعاقبة من العائلة، ليشكل جزءاً رئيسياً من تراث عائلة العمد.

توضح الدكتورة إيمان العمد، إحدى ورثة البيت وعضو هيئة التدريس في قسم الهندسة المعمارية ورئيسة وحدة الحفاظ المعماري في جامعة النجاح، أن فكرة تسليم البيت للجامعة جاءت منها شخصياً أثناء عملها في وحدة الحفاظ المعماري التابعة لمركز التخطيط الحضري والحد من الكوارث أحد المراكز العلمية في جامعة النجاح، وبالتعاون مع مؤسسة التعاون، التي قامت ولا تزال تقوم بأعمال ترميم هامة في البلدة القديمة، حيث تشارك جامعة النجاح المؤسسة في عملها المتعلق بالحفاظ على التراث الثقافي الفلسطيني.

وتشير د. العمد إلى أنه بمجرد أن خطرت الفكرة على بالها قامت بالتشاور مع جميع الورثة من آل العمد في فلسطين وفي الخارج، حيث تم التواصل مع جميع الورثة الذين أبدوا سعادتهم وتأييدهم للفكرة، وتشير الدكتورة العمد إلى أنها وبمساعدة ابن عمومتها الدكتور سليمان العمد، أحد ورثة البيت وعضو هيئة التدريس في قسم التربية الرياضية في جامعة النجاح، استطاعا طرح الفكرة على عائلة العمد والحصول على موافقة الجميع.

وقد جاءت الفكرة لدى الدكتورة العمد بتسليم البيت لجامعة النجاح، بحكم مجال عملها في قسم الهندسة المعمارية، حيث رأت في المنزل مكاناً مناسباً يمكن أن تستفيد منه الجامعة في العديد من المجالات، وفي نفس الوقت ستحافظ الجامعة على البيت الذي كان مهجوراً منذ حوالي 20 عاماً.

وتضيف الدكتورة العمد «فخورون كآل العمد بالبيت فهو جزء من تراث العائلة وسيتم استخدامه في خدمة المجتمع المحلي، كما أننا سعيدون بتقديم البيت لجامعة النجاح.. فهو في أيدٍ أمينة».

في هذا السياق توضح الدكتورة العمد أنه وبعد أن قامت عائلة العمد بتسليم البيت لجامعة النجاح ولمدة 15 عاماً قادمة، قامت مؤسسة التعاون بترميم البيت وتأهيله لإعادة استخدامه بالكيفية التي تراها الجامعة مناسبة، حيث تم تدعيم البيت في بعض مناطقه التي كانت مهددة بالسقوط، كما قامت مؤسسة التعاون بالعمل على الترميم بطريقة احترافية حافظت على أصالة المبنى وأعادته لسابق مجده، بالإضافة الى تجهيز البيت ببنية تحتية من مياه وكهرباء وشبكة إلكترونية تمكّن من استخدام الأجهزة الحديثة داخل البيت.

ويؤكد بلال سلامة، مدير مركز الخدمة المجتمعية والتعليم المستمر في جامعة النجاح، أن الجامعة قامت بتحويل البيت بعد استلامه الى عدد من الاستخدامات منها مقر لمركز الخدمة المجتمعية، علماً أنه سيكون هناك استخدامات أخرى ومتعددة للبيت من قبل الجامعة وقسم الهندسة المعمارية.

فنظراً لمكان البيت في البلدة القديمة في نابلس، فإن استخدامه من قبل مركز الخدمة المجتمعية سيساعد بشكل كبير على تقديم المركز لخدماته لسكان تلك المنطقة والمناطق المحيطة، حيث سيشكل البيت نقطة وصل بين مركز الخدمة المجتمعية بخدماته المختلفة وسكان المجتمع المحلي المستفيدين من تلك الخدمات.

كما سيكون البيت مقصداً مهماً لطلاب قسم الهندسة المعمارية في الجامعة باعتباره تحفة معمارية يمكن للطلبة الاستفادة منها، حيث سيتم تجهيز قاعات متخصصة لطلبة الهندسة المعمارية داخل البيت مجهزة بالأجهزة والمعدّات اللازمة.

كما سيصبح البيت مقصداً مهماً لزوار البلدة القديمة من خارج فلسطين وخصوصاً زوار جامعة النجاح الوطنية من مختلف الجنسيات، بالإضافة الى استخدام البيت كمركز للمتطوعين من طلبة جامعة النجاح ليقوموا بالاندماج ببرامج المركز والقيام بما يلزم من خدمات تطوعية خصوصاً داخل البلدة القديمة والمناطق المحيطة بها.

وبعد الانتهاء من ترميم البيت وتجهيزه وبعد أن تم نقل معظم المعدّات والأجهزة، زار الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس جامعة النجاح، رفقة عدد من نوابه ومساعديه ومنسق المراكز العلمية، وعدد من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية في الجامعة، البيت وجالوا في أرجائه، حيث كان في استقبالهم، الدكتورة إيمان العمد والأستاذ بلال سلامة وطاقم مركز الخدمة المجتمعية وعدد من العاملين في الجامعة، حيث أُقيم احتفال أولي يبدأ مباشرة العمل في البيت وتقديم جميع الخدمات من خلاله.

فيديو


© 2025 جامعة النجاح الوطنية