تخريج الطلبة الأسرى إنجازات خلف القضبان
تحرص جامعة النجاح الوطنية على التنسيق المستمر مع وزارة التربية والتعليم العالي وهيئة شؤون الأسرى وكافة الأطراف المعنية؛ من أجل مساعدة الطلبة الأسرى في استكمال تعليمهم الجامعي داخل سجون الاحتلال، وخصوصاً ذوي الأحكام العالية، والمتبقي على تخرجهم ساعات دراسية قليلة حالت دون تخرجهم، تتم الاستعانة بالأسرى الذين عملوا قبل الأسر في سلك التعليم أو يمتلكون الخبرة والمعرفة الكافية في مجال معين بتدريس الطلبة داخل الأسر حسب تخصصاتهم والمواد التي هم بحاجتها لإتمام إجراءات التخرج، ثم تجري امتحانات تقييم للطلبة الأسرى، هذا بالإضافة إلى متابعة الجامعة الدورية لشؤونهم وتلبية احتياجاتهم.
وبالرغم من أن نظام الجامعة المعمول به والذي يقتضي الحضور الدائم للطالب وعدم التأجيل إلا لفترة محدودة؛ إلا أن الجامعة أيضاً تعمل على تأجيل الفصول الدراسية المتبقية للطلبة الأسرى المحكومين أحكاماً خفيفة؛ لحين أن ينالوا حريتهم وعودتهم إلى مقاعد الدراسة، وذلك من أجل التسهيل عليهم وإتاحة الفرصة أمامهم لإكمال مشوارهم الجامعي دون الحاجة إلى الانتساب من جديد.
من الجدير بالذكر أنه تم تخريج 6 طلاب أسرى من أقسام وكليات مختلفة في الجامعة وهم: الأسير عزمي النفاع من كلية القانون، والأسير أحمد سلمان من قسم علم النفس، والأسير أمير اشتية من قسم العلوم السياسية، والأسير براء ذوقان من قسم التاريخ، والأسير محمد صبحة من قسم المحاسبة، والأسيرهيثم داوود من قسم الصحافة.
ورغم استمرارية ملاحقة الاحتلال لطلبة الجامعات الفلسطينية بسبب نشاطاتهم وتوجهاتهم في الدفاع عن أرضهم ووطنهم، إلا أن هذه الممارسات القهرية لن تثنيهم عن تحقيق حلمهم وإنارة سبيل العلم، فمن عتمة الظلم يولد النور، ومن خلف القبضان تتحرر العقول، فتعتبر هذه الخطوة داعماً أساسياً من أجل إبقاء الأسرى على تواصل دائم مع كافة التطورات المجتمعية والتربوية، وتطوير قدراتهم وحصد المعارف والعلوم المختلفة؛ ليكونوا الفتيل الأكبر في إشعال ثورة النجاح والسلاح، وحمل راية العلم والوطن.
ينبع هذا الدور الثمين الذي تقوم به الجامعة تجاه الأسرى إيماناً منها بواجبها الوطني في توفير الدعم اللازم للأسرى؛ من أجل العمل على مساعدتهم في إكمال المسيرة التعليمية والنهوض بالمجتمع الفلسطيني رغم كل المعيقات التي يضعها الاحتلال أمام طموحاتهم، وإيصال رسالتهم السامية في تتويج الصبر والإرادة.