جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


نشأ في أسرة مكونة من أبٍ مزارع وأم تعينه على صعاب الدنيا، مع اثني عشر شقيقًا وشقيقةً في أسرةٍ ركزت على أمرين: العلم، والعمل.


بقلم: محمد جودالله – دائرة العلاقات العامّة

ومنذ نعومة أظفاره ساعد والده في الزراعة والفلاحة مع شغفٍ بالعلم لتبدأ رحلة تَميُّزه التي نصبته مؤخراً ليكونَ الأولَ على جامعة النجاح الوطنية.

الطالب معتصم باسم زيدان غوادرة، الأول على جامعة النجاح الوطنية بمعدل تراكمي كامل 4/4 من تخصص اللغة العربية وأدابها في كلية العلوم الإنسانية، بشغفٍ لتخصصه وبلسانٍ بليغ كان عنوانًا للتميّز في هذا العام.

بلاغته ليس لها حدود ويأبى إلا أن يتكلم باللغة العربية الفصحى عاكسًا بكل جوارحه حبّاً للغته الأم، لغة الضاد، وعند كل سؤالٍ يجد بيتًا من الشعر أو مقولةً من الأدب تعطي الجواب والعلاج على حد وصفه.

معتصم الذي دأب العمل والدراسة منذ كان طفلاً وأتقنهما خير إتقان، وجد شغفه بالغة العربية منذ الطفولة وكان يجد مكانًا في حصة اللغة العربية لا يشاطره فيه أحد.

الاسم الوحيد الذي حرص معتصم على ذكره هو مدرسه للغة العربية في المرحلة الثانوية الأستاذ ربيع فشافشة الذي لامس في معتصم نهمه للعلم وحبه للمعرفة فكان يمده دائماً بمصادر مكنته من التعمق في اللغة العربية ليزداد حبه وعشقه لها.

اختيار تخصص اللغة العربية..عشقٌ وتغييرٌ للصورة النمطية السائدة

في الثانوية العامّة حصل معتصم على معدل 99.2 في الفرع الأدبي، وعُشر واحد حال دون أن يكون من قائمة العشر الأوائل التي كان يطمح أن يكون اسمه فيها، وبسبب هذا المعدل الذي يعتبر الأعلى في تاريخ قريته بير الباشا، أصر أهله أن يدرس معتصم تخصصًا يليق بمعدله من وجهة نظرهم.

ويوضح معتصم أنه عند تلك النقطة بالذات أصر على أمرين: أن يدرس تخصص اللغة العربية وفي جامعة النجاح الوطنية، مشيراً إلى أن شغفه باللغة منذ الصغر وحرصه على تغيير الصورة النمطية عن تخصص اللغة العربية كتخصص للمعدلات الضعيفة كانا السببين الرئيسين لالتحاقه بالتخصص الذي يراه أساسًا لكل التخصصات إنطلاقاً من عبارة (ما أتقن رجلٌ العربية وأراد علماً غيرهُ إلا سهل عليه).

سر النجاح..لن تنال العلم إلا بستةٍ

وعند سؤاله عن سر نجاحه وتفوقه أجاب معتصم "لن تنال العلم إلا بستةٍ..سأنبيك عنها ببيانٍ

ذكاءٍ وحرصٍ وافتقارٍ وغربةٍ..وتلقين أستاذٍ وطول زمانٍ

أما الذكاء فكان بتعامله مع مواد تخصصه، فقد كان يقرأ كتابين عن كل موضوعٍ يدرسه ليتشكل لديه وعي ومعرفة أكبر، أما حرصه فكان على كل محاضرةٍ ألا تفوته، والافتقار هو بحثه الدائم عن المزيد فمهما بلغت معرفته شعر بالافتقار أمام أساتذته.

غربته وإن كانت مصغرة تعلم منها الكثير، إذ يشير معتصم إلى أنه قام بأخذ سكن لمدة فصل واحد ليعيش التجربة التي وصفها بأنها أشعرته بحياته الجامعية، وتلقين الأستاذ باختياره مدرسيه كلٌ حسب تخصصه، وطول الزمان بتجربته الجامعية التي استمرت لثلاث سنوات فقط حصل فيها على شهادة البكالوريوس وكأول على جامعته.

هواياته..لن تملك اللغة العربية ما لم تكن شاعرًا

يرى معتصم أنه لن يملك اللغة العربية ما لم يصبح شاعرًا؛ لأن الشعر فيه اللغة والوزن والموسيقى والنحو والعروض، ومن هذا المنطلق بدأ بكتابة الشعر منذ كان في السنة الثانية في الجامعة، كما شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الشعرية.

ومن هواياته أيضاً التمثيل المسرحي، فقد شارك عندما كان طالبًا في عدد من المسرحيات على مستوى محافظته محققاً الفوز فيها، وما زال ينتابه الحنين للمسرح والحب للتمثيل المسرحي، كما يهوى معتصم لعبة كرة القدم ويمارسها ويتقنها لدرجة أن أهله كانوا يظنونه سيختار دراسة التربية الرياضية في الجامعة وهو ما فكّر فيه أيضاً لكنه فضل في النهاية دراسة اللغة العربية؛ لأنه وجد فيها شغفه ومستقبله.

نصائحه لزملائه الطلبة..

ويقدّم معتصم نصائحه لزملائه الطلبة وبخاصة المقبلين على التسجيل والدراسة في الجامعة وهي ألا يربطوا اختيارهم لتخصصم بمعدلهم بالثانوية العامة بل بشغفهم ورغبتهم، وتغيير الصورة النمطية عن تخصص اللغة العربية معتبرًا إياه سيد التخصصات وفيه علاجٌ للخطأ كعلاجِ الطبيب للمرض.

المستقبل..

"أنا ابن المساعي لا طموح يسودني..أعيش ثقيل الوزن في كل ميزاني
تباري نجوم الليل ذهنيَ برهةً..وإني أرى كل النجوم بأذهاني"

بهذه الأبيات الشعرية التي من تأليفه لخص لنا معتصم طموحه الذي يباري فيه النجوم، لم يهدر وقته قطُّ وبمجرد تخرجه من برنامج البكالوريوس التحق ببرنامج الماجستير في تخصص اللغة العربية، مشيرًا إلى أنه سيستكمل طموحه بإكمال دراساته العليا، وهو مقتنعٌ أنه مهما وصل في دراساته العليا  فإنها ستكون بداية رحلته وليست نهايتها.


Read 2504 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية