معهد النجاح للصحة العالمية والمعهد الفلسطيني للطفولة ينظمان ورشة توعوية لتعزيز قدرات الأطفال تحت شعار "لحظة بتفرق"



في إطار جهودهما لتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التدخل المبكر لتعزيز نمو الطفل، نظم معهد النجاح للصحة العالمية بالتعاون مع المعهد الفلسطيني للطفولة في جامعة النجاح الوطنية، يوم الإثنين 23 ديسمبر كانون الثاني 2024، اولى الورش التوعوية ضمن حملة "لحظة بتفرق"، تحت عنوان: "كيف نعزز قدرات أطفالنا؟ خطوات مبكرة نحو مستقبل مشرق". استُهلت الورشة، التي عُقدت في حديقة النجاح للابتكار، بكلمة ترحيبية ألقتها أ. فرح دروزة، مديرة المعهد الفلسطيني للطفولة، حيث رحبت بالحضور وأعربت عن تقديرها للمشاركين، مشددةً على أهمية التعاون بين المؤسسات لتحقيق أهداف الورشة المتمثلة في تمكين الأطفال وتطوير مهاراتهم في مراحلهم العمرية المبكرة. كما ألقت السيدة مجدة بيطار، منسقة المشاريع في المعهد الفلسطيني للطفولة، كلمة رحبت فيها بالحضور واستعرضت من خلالها برنامج ورشة العمل، كما أكدت على أهمية تعزيز البرامج التوعوية التي تستهدف أولياء الأمور ومقدمي الرعاية، لخلق بيئة داعمة للنمو الصحي والشامل للأطفال.
ركزت الورشة على ثلاثة محاور رئيسية. تناول المحور الأول "الوالدية الإيجابية"، الذي قدمته كل من أ. آن اشتية وأ. دعاء حمدان، أهمية السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل، حيث تمت مناقشة احتياجات الطفل الأساسية ودور الأسرة في توفير بيئة حاضنة وآمنة تُسهم في تحقيق نمو صحي. وشدّدت المتحدثتان على أهمية التعاون بين الأهل ومقدمي الرعاية في دور الحضانة، مع التركيز على دور التواصل المستمر لتحقيق التوازن بين احتياجات الطفل النفسية والجسدية.
أما المحور الثاني، الذي تناول مراحل تطور الطفل، فقدمتاه أ. رزان إسكندر وأ. لما نصر الله. استعرضتا مراحل النمو المختلفة منذ الولادة وحتى عمر ثلاث سنوات، مع التركيز على الجوانب التطورية الأساسية، بما في ذلك المهارات الإدراكية والجسدية والاجتماعية. كما تطرقتا إلى أهمية مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال لتلبية احتياجاتهم بشكل فعال، مع تقديم أمثلة عملية تسهم في تمكين أولياء الأمور من دعم تطور أطفالهم.
في المحور الثالث، الذي تناول موضوع التدخل المبكر كعامل رئيسي في تحقيق نمو سليم، قدمت أ. بشائر أبو خديجة وأ. علا أبو خاطر دراسة علمية حول تأثير التدخل المبكر على تطور هيكلية الدماغ. تناولتا كيفية دعم الأطفال الذين يواجهون تحديات تطورية، مع التركيز على أهمية دور الأسرة في تقليل تأثير هذه التحديات على الأدائين الأكاديمي والاجتماعي للأطفال. كما عرضتا أمثلة عملية للتدخل المبكر والعلامات التحذيرية التي تشير إلى ضرورة التدخل منذ الولادة وحتى عمر ثلاث سنوات.
ضمن برنامج الورشة، قدمت السيدة ميادة ربايعة، تجربة واقعية تحدثت فيها عن التحديات التي واجهتها مع طفلها الذي احتاج إلى تدخل مبكر، وسلطت الضوء على دور المتخصصين في المعهد الفلسطيني للطفولة في مساعدتها على تجاوز هذه الصعوبات، مما ساعد طفلها على تحقيق تقدّم ملموس.
اختتمت الورشة بكلمة ألقتها أ. فرح دروزة، شكرت فيها الحضور والمشاركين على تفاعلهم الإيجابي. كما ألقى د. ساري طه، منسق معهد النجاح للصحة العالمية، كلمة ختامية أشاد فيها بدور المعهدين في تعزيز الصحة المجتمعية من خلال البرامج التوعوية والتثقيفية. وأكد على التزام المعهد بمواصلة تنظيم ورش مماثلة ضمن حملة "لحظة بتفرق"، بالتعاون مع شركاء محليين ودوليين، لتوفير بيئة داعمة لنمو الأطفال وتحقيق أثر مستدام في بناء جيل يتمتع بصحة نفسية وجسدية متكاملة.