جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


في البعد عن الوطن يُولد الحنين، وفي كل إنجازٍ خارج بلدك لا تكتمل الفرحة، لا يكون الإنجاز إنجازاً إلا وإسم الوطن مكتوب ورايته ترفرف.

عمل في الخارج وبات واحداً من أهم الباحثين ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي، لكن حنينه عاد به لجامعته الأم ولوطنه فلسطين، ليصبح من أهم الباحثين في جامعة النجاح وفي فلسطين بشكل عام.


بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة

الأستاذ الدكتور سمير مصباح مصطفى خضير، عضو هيئة التدريس في قسم الفيزياء في جامعة النجاح الوطنية، وباحث مميز على المستوى العالمي في مجالات الفيزياء المختلفة، ومحكّم للأبحاث العلمية في عدد من المجلات العلمية العالمية ذات معامل التأثير.

حصل الأستاذ الدكتور خضير على شهادة البكالوريوس من جامعة النجاح الوطنية عام 1984 في تخصص (الفيزياء العامّة)، كأول على دفعته والثاني على كلية العلوم آنذاك.
أكمل دراسة الماجستير في جامعة الشرق الأوسط في مدينة أنقرة التركية (Middle East Technical University)، وفي تخصص (فيزياء الطاقة العالية) في الفترة من عام 1986_1988.

نظراً لتفوقه حصل على منحة لدراسة الدكتوراة في ذات الجامعة في الفترة من عام 1988_1992 وفي تخصص فيزياء الطاقة العالية أيضاً.
بعد حصوله على شهادة الدكتوراة، عمل الدكتور خضير لسنة واحدة في جامعة الشرق الأوسط لينتقل بعدها إلى قبرص ويبدأ بذلك حقبة جديدة من حياته.

في العام 2008 حصل الدكتور خضير على درجة البروفسورية من تركيا وبإشراف من جامعته في قبرص.

إسم فلسطيني مميّز في جزيرة قبرص..

في العام 1993 حصل الأستاذ الدكتور خضير على فرصة عمل في قبرص، وتحديداً كأستاذ مساعد في كلية الهندسة الكهربائية في جامعة (Near East University)، هذا المنصب شغله الأستاذ الدكتور خضير لمدة 21 سنة كاملة وبشكل مميّز حتى بات الإسم الفلسطيني المميّز في جزيرة قبرص وواحد من أهم الباحثين على مستوى العالم.

ونظراً لعدم وجود قسم للفيزياء في جامعته في قبرص عمل الأستاذ الدكتور خضير كأستاذ مساعد في كلية الهندسة الكهربائية في الجامعة، ودرّس خلال عمله الممتد العديد من المساقات في مجال الهندسة الكهربائية وبتميّز، بل حتى أنه ابتكر العديد من المساقات الخاصة به في الكلية.

عمله في مجال الهندسة الكهربائية لم يبعده عن تخصصه الأم، شغفه في تخصص الفيزياء بمجالاته المختلفة جعل من الأستاذ الدكتور خضير واحد من أنشط الباحثين في هذا المجال رغم ضعف الإمكانات المتوافرة لديه آنذاك في جامعته في قبرص.

من أنشط الباحثين في مجال الفيزياء رغم التوقف لمدّة ثماني سنوات.. 

مع قرب إنتهائه من برنامج الدكتوراة وفي العام 1992 تحديداً، دخل الأستاذ الدكتور خضير المجال البحثي بنشره أربعة أبحاث علمية وفي مجلات ذات معامل تأثير، حيث ركّزت أبحاثه آنذاك على المكونات الأساسية للإلكترون والبروتون والنيترون.

الإنتقال إلى جزيرة قبرص وتحديداً القسم التركي منها أثر على مسيرته البحثية، فنظراً لعدم توفر البنية التحتية المناسبة وخصوصاً شبكة الإنترنت جعل الأستاذ الدكتور خضير يتوقف مضطراً عن ممارسة نشاطه البحثي ويركّز على المجال الأكاديمي، ثمن سنوات من التوقف استمرت من عام 1995حتى وصول الإنترنت للجامعة القبرصية عام 2002.

في العام 2002 إستأنف نشاطه البحثي رغم أنه فشل في نشره الأول، حيث أُعتبر نشره من الأعمال المنجزة مسبقاً.

ولأن الفشل غالباً ما يكون أولى خطوات النجاح، إستطاع الأستاذ الدكتور خضير في عام 2003 أن ينشر أول أبحاثه العلمية بعد التوقف وفي مجلة علمية ذات معامل تأثير.

لم يكن ذلك البحث إلى القطرة الأولى من غيثه البحثي الذي يستمر حتى الآن.

تصل الأبحاث الذي نشرها الأستاذ الدكتور خضير حتى يومنا هذا إلى أكثر من 150 بحث علمي في مجالات الفيزياء المختلفة وغالبيتها منشورة في مجلات علمية عالمية ذات معامل تأثير.

في العام 2009 بدأ الأستاذ الدكتور خضير العمل في مجموعات بحثية إلى جانب أبحاثه الفردية، لتتنوع منشوراته البحثية بين الفردية والجماعية.

عمل الأستاذ الدكتور خضير في أبحاثه مع علماء وباحثين من مختلف أنحاء العالم.

الجوائز والإنجازات..

يُعتبر الأستاذ الدكتور خضير من أهم الباحثين الفيزيائين على المستوى العالمي، كما أنه أحد أبرز الأسماء الفلسطينية التي مرت على جزيرة قبرص على المستوى العلمي والإجتماعي، وقد حصل أثناء مسيرته العلمية الحافلة والتي لا تزال مستمر حتى اليوم على العديد من الجوائز والإنجازات التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

جائزة (Near East) للأبحاث المميزة والمقدمة من الجامعة القبرصية والتي حصل عليها الأستاذ الدكتور خضير لعدة سنوات.

جائزة أفضل تأثير عالي في مجلات والمقدمة من جامعة النجاح الوطنية.

لقب أستاذ مميز والذي تقدّمه جامعة النجاح الوطنية للباحثين الحاصلين على درجة الأستاذية وقاموا بنشر أبحاث مميزة في دوريات علمية عالمية محكمة في مجال تخصصهم وذلك بعد حصولهم على درجة الأستاذية وعلى أن لا يقل مجموع نقاطهم البحثية بعد حصولهم على درجة الأستاذية عن 70 نقطة.

وأثناء عمله في قبرص التركية حصل الأستاذ الدكتور خضير على الدعم من مجلس الأبحاث العلمية والتكنولوجية التركي.

العائلة..

يرى الأستاذ الدكتور خضير أن لوالديه المتوفيين الدور الأكبر في الوصول إلى ما وصل إليه وتحديداً والده الذي رأى فيه خيرَ قدوة رغم أنه لم يكن متعلم حيث يقول " والدي كان نجاراً ولكنه كان نجاراً مميّزاً، تميّزه في عمله شجعني على التميّز، كان والدي حريصاً على إكمال دراستي، كان يوفر لي كل ما أحتاجه رغم الصعوبات المادية، أُهدي إنجازاتي له ولوالدتي لولاهم لما وصلت إلى ما وصلت إليه".

الحلم..

عندما سألتُ الأستاذ الدكتور خضير عن طموحه في المستقبل أجاب ضاحكاً " جائزة نوبل، أعتقد أنها مجرد حلم يحلم به كل باحث، لو كانت بدايتي مختلفة، وتوفر لي في ذلك الوقت ما أحتاجه من إمكانات..ربما استطعت الوصول إلى جائزة نوبل".

واختتم الأستاذ الدكتور خضير حديثه قائلاً " وأنا في الغربة، حلمتُ أن يُكتب إسم فلسطين على أبحاثي، ورغم الإغراءات التي عُرضت علي للبقاء في قبرص، قررت العودة أخيراً، الآن أشعر بالفخر عندما أرى إسم فلسطين وجامعة النجاح على أبحاثي".

في العام 2013 عاد الأستاذ الدكتور خضير لفلسطين ولجامعته الأم جامعة النجاح الوطنية ومنذ ذلك الوقت يعمل كعضو هيئة تدريس في قسم الفيزياء في الجامعة، كما يُكتب إسم الجامعة وإسم فلسطين على كل الأبحاث التي ينشرها في مختلف المجلات العلمية العالمية ذات معامل التأثير، حيثُ إستطاع أن ينشر منذ تلك الفترة ما يزيد عن 40 بحث علمي.


Read 1306 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية