جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


في مجال البحث العلمي لا تزال جامعة النجاح في تصاعدها المستمر، تصدرها فلسطينياً لمعظم تصنيفات الجامعات وتبوؤها مراكز عربية متقدّمة في ذات التصنيفات جاءت نتيجةً لرؤية وضعتها الجامعة وتعمل عليها منذ أعوام حرصت فيها على وضع البحث العلمي ضمن أهم أولوياتها من خلال بنية تحتية مميزة راعت فيها كل معايير العالمية، بنية تضمنت مختبرات مجهزة بأحدّث الأجهزة والمعدّات ومن بين أهم تلك المختبرات بيت الحيوان في كلية الطب وعلوم الصحة.


بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة

وفي كلية الطب وعلوم الصحة وضمن رؤية الكلية الأولى واهتمامها بتخريج كفاءات علمية مميزة، حرصت الكلية ومنذ اليوم الأول على مواكبة أحدث الوسائل والطرق التعليمية واعتماد المراجع العلمية العالمية في التدريس، وقد تبيّن ذلك من خلال التحاق طلبة الكلية وحصولهم على مقاعد في أفضل الجامعات والمعاهد العالمية، ومن جهة أخرى كان لا بد من الإهتمام بالجانب الآخر من العملية التعليمية وهو البحث العلمي، لذلك دأبت الكلية على الإهتمام بمختبراتها التعليمية والبحثية، حيث قامت الكلية بالعمل في السنتين الماضيتين بشكل مكثف على إنشاء مختبر مركزي والذي يُعتبر باكورة الأعمال البحثية في الكلية حيث تم تجهيز المختبر بأحدث الأجهزة المتوفرة عالمياً.

ويشير الدكتور إياد العلي، منسق البحث العلمي لكلية الطب وعلوم الصحة، إلى أنه لا يمكن أن تكتمل المسيرة البحثية للكلية دون إنشاء بيت للحيوان والذي يُعتبر أساس هام جداً لتطبيق نتائج الأبحاث التي يصل إليها الباحثون في الأفرع المختلفة، وعندما تم إنشاء بيت الحيوان في الجامعة شكلت هذه التجربة تحدياً كبيراً نظراً للتكلفة المالية العالية بالإضافة إلى ما يحتاجه ذلك من وجود مكان مناسب وتجهيزه ضمن الشروط العالمية وتوفير فنيين للإشراف على الحيوانات من حيث الغذاء والصحة وكذلك توفير الأنظمة والشروط للعمل في بيت الحيوان ليكون العمل مطابق للشروط والأخلاقيات المعمول بها عالمياً.

ويضيف الدكتور علي أن بيت الحيوان هو مكان لتربية الحيوانات التي تجري عليها الأبحاث العلمية كالأرنب والهمستر والفأر، الذي يُعتبر من أقدم الحيوانات التي جرت عليها التجارب العلمية منذ أكثر من قرن، حيث يجب أن يتميز هذا المكان بظروف بيئية خاصة من حيث درجة الحرارة والرطوبة.

وفي جامعة النجاح يعمل الباحثون في بيت الحيوان حيث يحرصون على تجهيز البيت وفقاً للمعايير العالمية كما يجرون أبحاثهم العلمية على الفئران الموجودة في البيت فضلاً عن تدريب الطلبة والإشراف عليهم في أبحاثهم وتجاربهم التي تجري على الحيوانات.

ويقول الدكتور وليد باشا، عضو هيئة التدريس في كلية الطب وعلوم الصحة، وأحد الباحثين الذين يعملون في بيت الحيوان، "بيت الحيوان مؤسس منذ قرابة العام، قبلها كنا نعمل على الحيوانات في المختبرات، عملنا على الأرانب والهامستر وعملنا أبحاث على ذلك، كما تم العمل على الفئران الغير مهجنة مثل C57, BALBc".

ولمعرفة أهمية بيت الحيوان على مستوى البحث العلمي يوضح لنا الدكتور فؤاد عراقي، مستشار البحث العلمي في كلية الطب وأحد العاملين والمشرفين على بيت الحيوان، أن إقامة بيت حيوان يكون لمشاريع البحث العلمي لمعرفة مسببات الأمراض المعدية والمزمنة ومعرفة الجينات المسببة لهذه الأمراض عند الإنسان، وباعتبار أن الثديات وفي مقدمتها الفئران تقارب الجينات فيها جينات الإنسان بنسبة تقارب 95%، فالأبحاث والتجارب تبدأ عادةً بالفئران ومن ثم يتم ترجمتها للإنسان.

ويضيف الدكتور عراقي أنه في عامي 2000 و2001 تبين أن التركيبة الجينية للثديات تتضمن 27 ألف جين، وبما أن 95% من جينات الفأر قريبة من الإنسان فالأسهل التعامل مع الفأر كنموذج حيواني للبحث معروف قديماً منذ حوالي 120 سنة.

الأول من نوعه على مستوى الوطن العربي الذي ينتدب فصائل فئران مهجنة..

بالعالم ككل هناك حوالي 450 فصيل من الفئران موجود في العالم، وتبين أن هؤلاء الفصائل تأتي من تركيبة جينية محددة، في سنة 2000 إجتمع الباحثون وقرروا أن يهجنوا فصائل جديدة من الفئران صفاتها غنية بالتنوع الجيني لتغطي حوالي 95% من التنوع الجيني للفئران بحيث يصبح عند الفئران 3 أضعاف التنوع الجيني عند الإنسان، حيث تكمن القوة هنا في إكتشاف الجينات المسببة للأمراض وترجمتها للجينات عند الإنسان مما يساهم في مكافحة هذه الأمراض.

في سنة 2004 بدأ المشروع بتكوين أنواع جديدة من الفئران وكان الهدف إقامة 1000 نوع جديد من الفئران في مشروع عالمي سُمي ((Collaborative Cross (CC).

وتمكّن المشروع من إنتاج 350 فصيل مهجن من الفئران، وبهذه الطريقة يمكن اكتشاف الجينات المسببة للأمراض بأقل من سنة في حين ان إكتشافها على الفصائل التقليدية للفئران تحتاج إلى 20 سنة.

وفي نقلة نوعية على مستوى البحث العلمي ليس على مستوى فلسطين فقط بل على مستوى الوطن العربي قامت جامعة النجاح الوطنية بانتداب 16 فصيلاً من الفصائل الجديدة المهجنة للفئران وخلال فترة قصيرة سيكون هنالك 50 فصيلاً جديداً من الفصائل المهجنة في بيت الحيوان في الجامعة، علماً أن عمل تجربة على 50 فصيلاً مهجناً يعادل عمل تجربة على 5000 إنسان.

الإنجاز سيفتح أبواب الشراكة مع جامعات عربية وعالمية في مجال البحث العلمي..

امتلاك جامعة النجاح الوطنية لبيت حيوان مجهز بأحدث المعايير العالمية ويتضمن فصائل من خط الفصائل الجديد المهجن للفئران، يفتح المجال لشراكات مع جامعات وباحثين فلسطينيين وعرب وعالميين مما سيشكل نقلة نوعية على مستوى البحث العلمي.


Read 1062 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية