جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


قيل في اللغة العربية  : "لغةٌ إذا وقعت على أسماعنا..كانت لنا برداً على الأكباد"

هي اللغة العربية بضادها المميز وفصاحتها الواسعة ومفرداتها اللامنتهية كانت ولا تزال لغة الحضارات، ومهما بلغ التطور واكبته ولا تزال تجاريه، ولا زالت حتى الآن مسعى الأمم باختلاف لهجاتها.


بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة

في جامعة النجاح كالعادة كانت الريادة، وانطلق تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها من مختلف الجنسيات، فيها بدأت شعبة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها والآن أصبحت معهداً يستضيف كل الجنسيات، ويصل مختلف الدول.

  هو معهد تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في جامعة النجاح الوطنية، الذي يختص بتعليم لغة الضاد لمختلف الجنسيات ، ويتضمن العديد من البرامج الأكاديمية والمناهج المختصة بذلك.

ولمعرفة التفاصيل التي بدأ منها المعهد قمنا بمقابلة الدكتور رائد عبد الرحيم، مدير المعهد والأب الروحي الذي جاء بالفكرة ، التي تبلورت لشعبة حتى باتت معهداً.

ويوضح الدكتور عبد الرحيم أن المعهد لم يكن عشوائياً بل جاء بناءً على أسس وخطط، حيث جاءت تلك الأسس بتدريب أفضل المدرسين، واتباع أهم طرق التدريب، وانتاج أفضل المناهج والوسائل التعليمية، إضافة للدور الإعلامي للمعهد الذي بدأ بشعبة.

ويقول الدكتور عبد الرحيم : "قضية التأسيس لم تكن من فراغ، كنت ذو خبرة، وعملت في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في الجامعة الأردنية لسنوات، وألفّت بعض المناهج التي لا تزال مستعملة في الجامعة الأردنية، كما شاركت في تأليف سلسلة الجامعة الأردنية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها : في الجزأين الأول والثاني".

وبعد العودة لفلسطين والعمل في جامعة النجاح الوطنية بدأ الدكتور عبد الرحيم العمل على تنفيذ خطط التأسيس الواحدة تلو الآخرى بدعم وتشجيع من إدارة الجامعة التي رحبت بالفكرة.

وبرزت التحديات منذ البداية كون الموضوع جديداً في فلسطين وغير موجود سابقاً بمستوى عالٍ من الكفاءة، لكن مواكبة الدكتور عبد الرحيم لما وصل إليه العالم في هذا المجال ساعد على بدأ التنفيذ، فبدأ بتدريب المدرسين وقدّم دورة مجانية أُختير فيها نخبة من خريجي قسم اللغة العربية بمختلف درجاته على أن يكون معدلهم جيد جداً فأعلى.

ويشير الدكتور عبد الرحيم " كانت الصعوبة في كون معظم طلاب اللغة العربية لا يدرسون هذا المجال فعلاً، ونجحنا بعد عدد من الدورات في تدريب 80 متدرباً حتى الآن واستقطبنا 20 منهم للعمل في المعهد، ويعمل حالياً 15 مدرساً ومدرسةً في المعهد".

البرامج التي يقدمها المعهد..

ويوضح الدكتور عبد الرحيم أنه تم الحرص على أن تكون البرامج التي يقدّمها المعهد مواكبة للحاجات العالمية في الوقت الحالي، وتتمثل تلك البرامج في: برنامج المستويات وهو برنامج يحتوي على أربعة مستويات، ومدته سنتان، وينقل الطالب من المبتدأ إلى المتميز في اللغة العربية، ويتقدم فيه الطالب في البداية لامتحان تصنيفي، وتحديد للمستوى، ويتميز هذا الامتحان بالتدرّج في أسئلته لأربعة مستويات، وعند وقوف الطالب عند مستوى معين وفقاً للمعايير يتم تحديد مستواه.

أما البرامج الأخرى التي يقدّمها المعهد ، فهي برامج الأغراض الخاصة، حيث يأتي الطالب لدراسة موضوع معين، وبرامج الأغراض الخاصة هي: البرنامج الأكاديمي ، الذي يشمل الاتفاقيات مع جامعات خارجية، ويأتي بعض طلابها ليقضوا فيه سنة أكاديمية ، مثل طلبة معهد الدراسات الإفريقية والشرقية في جامعة لندن (SOAS) ، وهؤلاء يدرسون 36 ساعة معتمدة بما فيها مشروع التخرج.

ومن برامج الأغراض الخاصة يندرج أيضاً برنامج تدريس لغة السياسة والصحافة، الذي يدرس فيه دبلوماسيين لمعرفة لغة السياسة، وبرنامج الأدب العربي لدراسة الأدب العربي فقط، وبرنامج العاميّة الفلسطينية، علماً أن هذه البرامج منجزة ومعتمدة ولها وسائل تعليمية جاهزة.

المناهج المعتمدة للمعهد..

قام الدكتور عبد الرحيم بتأليف أكثر من 20 بحثاً وكتاباً ، شكّلت مناهج تُدرس بالمعهد، ويشير الدكتور عبد الرحيم إلى أن سبب فعالية هذه المناهج أنها قائمة على أحدث طرق التدريس حيث: تُدرِس اللغة العربية بأوجهها الثلاث (فصحى التراث، والفصحى المعاصرة، والمحكية)، بالإضافة إلى مناهج الأغراض الخاصة كالأدب العربي للناطقين بغير العربية، كما أن هذه المناهج تعتمد على المهارات الأربعة (الاستماع، والكلام، والقراءة، والكتابة).

وتعتمد هذه البرامج على تزويد الطلاب بالجانب الثقافي، وعلى منهج التواصل كالبرنامج الإنغماسي التطوعي الذي يدمج الطلبة بالمجتمع الفلسطيني بشكل مبرمج.

أمّا الوسائل التعليمية والغرف الصفية، فيشير الدكتور عبد الرحيم إلى أنه تم اختيار مبنى مكتبة الحرم الجديد للتدريس، لما يتمتع به المبنى من هدوء، وحرص على أن تكون القاعات مزودة بكل الوسائل التكنولوجية المهمة في التعليم والتعلّم، ويوجد للمعهد موقع الكتروني يندرج ضمن موقع جامعة النجاح يتضمن كل التفاصيل الخاصة بالمعهد والتي تفيد الطالب.

طلاب المعهد..

يضم المعهد طلاباً من معظم جنسيات العالم كبريطانيا وألمانيا وفرنسا وهولندا وسويسرا وإيرلندا وإسبانيا وأمريكا وفنزويلا والبرتغال واستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وروسيا.

الامتحان العالمي للغة العربية..

قدّم المعهد منذ فترة قصيرة الإمتحان العالمي للغة العربية، حيث باتت جامعة النجاح الوطنية أول جامعة تقدم على عقد هذا الإمتحان في أوروبا بالتعاون مع جامعة TEI اليونانية حيث جرى عقد الإمتحان في العاصمة اليونانية أثينا.

ويُعدّ هذا الإمتحان على المعيار الأوروبي للغات ويتكون من ستة مستويات من A1-C2 حيث يختار الطالب المستوى الذي يريده ليُمتحن فيه .

ويهدف هذا الامتحان لنشر اللغة العربية ولعمل امتحانات معيارية للغة العربية شأنها شأن اللغات الأخرى، ويساهم بشكل كبير في نشر اسم جامعة النجاح عالمياً.

فائدة وجود المعهد على المجتمع الفلسطيني..

لاشك أن وجود معهد مختص بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها انعكس بشكل إيجابي على المجتمع المحلي من خلال استقطاب الأجانب والتبادل الثقافي والتعليمي بين طلبة الجامعة وطلبة المعهد،  وزاد من سمعة الجامعة عالمياً في دول كاليونان وبريطانيا واليابان وغيرها، وساعد في تغيير الصورة النمطية لدى الخارج عن فلسطين ومجتمعها وطلبتها.

ويختتم الدكتور عبد الرحيم كلامه قائلاً: "جهد إدارة جامعة النجاح الوطنية كان واضحاً في التعاون معي في التأسيس والتطوير حيث قدّموا كل الإمكانات المتاحة لهذا الأمر، أقدّم لهم كل الشكر على دعمهم كما أشكر مدرسي المعهد الذين تفانوا وانتموا وكان شعارهم العمل والجد، كما أشكر زملائي في قسم اللغة العربية وعمادة كلية العلوم الإنسانية ممثلة بالدكتور عبد الخالق عيسى على دعمهم ومؤازرتهم، ولا أنسى شكر زوجتي على كل ما قدمته من دعم وعلى استقبالها طلبة المعهد، وشكري أيضاً للجاليات العربية في الدول التي تعاقدنا معها كاليونان واليابان".


Read 1237 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية