كلية القانون تفوز بمسابقة (جيسوب) للمحاكم الصورية على مستوى فلسطين وتتأهل للنهائيات العالمية

تميّزت كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية بدمجها للأنشطة اللامنهجية مع عمليتها التعليمية حتى باتت رسالةً تتبناها الكلية، فالمحاكم الصورية ومجموعة الإنفرا ثوت وغيرها من الأنشطة اللامنجهية إرتقت بكلية القانون ورفعت من مستوى طلبة الكلية، لتحقق بذلك الكلية سلسلة من الإنجازات التي توجهتها مؤخراً بفوزها بمسابقة (جيسوب) للمحاكم الصورية.
بقلم: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامّة
فقد حققت كلية القانون في جامعة النجاح الوطنية فوزاً مستحقاً في مسابقة )فيليب سي جيسوب) لمحكمة العدل الدولية الصورية، والتي نظّمتها القنصلية الأمريكية وعُقدت على مدار يومي السبت والأحد 11،12/2/2017، بمشاركة كليات الحقوق من سبع جامعات فلسطينية، للتتأهل بذلك كلية القانون في جامعة النجاح للمشاركة في النهائيات العالمية كممثلة لدولة فلسطين.
تعتبر مسابقة جيسوب من أشهر مسابقات المحاكم الصورية في العالم، وتختص بعمل محكمة عدل دولية صورية مكونة من لجنة قضاة مختصين، في حين يقوم بالمرافعة في كل جولة فريقين من طلبة القانون من جامعتين متنافستين أحدهما يشكّل المدعي والآخر يشكّل المدعى عليه.
وفي هذا العام شاركت سبعة فرق من سبع جامعات فلسطينية، حيث قام كل فريق بأربع جولات قبل النهائي، مدّة كل مرافعة في الجولة 45 دقيقة، ليتأهل الفريقان الأعلى نقاطاً للمواجهة الختامية، علماً أن كل المرافعات المقدّمة كانت باللغة الإنجليزية وقدّمت أمام لجنة من القضاة مكونة من ثلاثة أعضاء واحد منهم على الأقل أجنبي.
وجمعت المواجهة النهائية فريق جامعة النجاح الوطنية وفريق جامعة بيرزيت، حيث مثّل فريق جامعة بيرزيت المدّعي في حين مثّل فريق جامعة النجاح الوطنية المدعى عليه، ليفوز فريق جامعة النجاح في المواجهة النهائية، ويصبح ممثلاً لدولة فلسطين في المسابقة النهائية العالمية التي ستُعقد في العاصمة الأمريكية واشنطن بمشاركة أكثر من 500 جامعة من مختلف دول العالم.
أما القضية التي تناولتها المرافعات المقدّمة، فقد تناولت هذا العام قضية بين دولتين (رهّاد) و(أتانيا) وهما اسما دولتين افتراضيتين، حيث كان النزاع بينهما على ثلاثة محاور رئيسية: الأول متعلق بحق الإستخدام للمياه الجوفية المشتركة بين الدولتين والنزاع حول حق كل دولة في تلك المياه، والثاني متعلق بحق الدول في الحفاظ على إرثها الثقافي، أما المحور الثالث فيتعلق باللاجئين وحقوقهم.
وتكوّنت لجنة القضاة في المواجهة النهائية من لجنة قضائية رفيعة المستوى من خمسة أعضاء وضمّت محامية أمريكية متمرسة أمام محكمة العدل الدولية، والقنصل الأمريكي العام في القدس، وممثل عن مفوضية حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، وعضو من مجلس القضاء الفلسطيني.
في حين شهدت المسابقة حضور رفيع المستوى ضم سعادة القاضي عماد سليم، رئيس مجلس القضاء الأعلى، ومعالي الوزير علي أبو دياك، وزير العدل الفلسطيني، والمحامي حسين شبانة، نقيب المحامين الفلسطينين، بالإضافة إلى حضور لفيف من القنصلية الأمريكية وممثلين عن نقابة المحامين الأمريكيين.
أمّا صاحب التتويج والإنجاز فريق جامعة النجاح الوطنية فقد ضم الطلبة: ندين موفق حفايضة، أيوب حسن أيوب، ماجد عبّادي، بيان أحمد جانم، إيناس غسان عبد الجواد، في حين أشرف على الفريق الدكتور مؤيد حطّاب، عميد كلية القانون، والدكتور رائد بدوية، عضو هيئة التدريس في الكلية.
وعن آلية إختيار الفريق الممثل لجامعة النجاح في المسابقة يوضح لنا الدكتور حطّاب أنه قد تم الإعلان لجميع طلبة كلية القانون عن فكرة المسابقة والشروط المطروحة للإنضمام لفريق الكلية والمتعلقة أساساً باللغة الإنجليزية والمهارات البحثية، وقام مجموعة من الطلبة بالتقديم لها وفقاً لتلك الشروط، ومن ثم تم إجراء مقابلة أولى لهم حصرت الطلبات ب13 طالباً وطالبةً.
ومن ثم طُلب من هؤلاء الطلبة القيام بمهمة بحثية وفي المقابلة الثانية قام الطلبة بالمرافعة باللغة الإنجليزية في المهمة الموكلة إليهم أمام لجنة مختصة مكونة من عدد من أعضاء هيئة التدريس في الكلية، وبناءً عليه تم إختيار فريق الجامعة المكون من الطلبة المذكورة أسماؤهم.
ولم يكن اختيار مشرفَي الفريق عشوائياً، فقد تم اختيار الدكتور رائد بدوية باعتباره مختص بالقانون الدولي، ونظراً لعمله طويلاً في مؤسسات دولية من بينها دول أوروبية، ومؤسسات الحقوق الأهلية، بالإضافة لكونه يتحدث اللغتين الإنجليزية والفرنسية إلى جانب لغته الأم العربية.
وتم إختيار الدكتور مؤيد حطاب، عميد الكلية، كمشرف للفريق علماً أنه بدأ الإشراف على الفريق منذ كان نائباً لعميد الكلية، بإعتباره مهتماً في تطوير مناهج التعليم من خلال التطبيق وخصوصاً المحاكم الصورية.
ويرى الدكتور حطّاب أن أهم ما ميّز المسابقة لهذا العام أنها تُعقد للمرة الأولى باللغة الإنجليزية، كما أنها شهدت إستعداداً كبيراً لدى الجامعات قبل انطلاقها، وشهدت مستوى تنافس عالي جداً بسبب الخبرات المكتسبة عند الجامعات من المشاركات السابقة، فضلاً على أن الجولة النهائية كانت على مستوى عالٍ من الكفاءة والأداء الرفيع للفريقين.
وبمناسبة هذا الفوز يقول الدكتور حطّاب " جاء هذا الفوز ليُكمل سلسلة من الإنجازات التي كانت قد حققتها كلية القانون خلال الفترة السابقة، وليُجسد إمكانيات طلبة كلية القانون في المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي".
ويضيف الدكتور حطّاب " كل الشكر لجهود طلبة ودكاترة كلية القانون وللدعم الذي قدّمته جامعة النجاح وإدارتها، رؤيتنا المستقبلية في كلية القانون تتمثل في إيجاد مكان بارز على الصعيد الدولي".
كما قدّم الدكتور مؤيد شكره لقسمي العلاقات العامة والصحافة المكتوبة على ما قدموه من دعم فني لفريق الجامعة، ولمدرسي كلية القانون على تشجيهم ودعمهم للفريق قبل وأثناء المسابقة.
وعن مشاركتها ضمن فريق جامعة النجاح الفائز قالت الطالبة ندين "هذه التجربة طوّرت مهاراتي بالمصطلحات القانونية الإنجليزية، وتعرّفت من خلالها على القانون الدولي وتطبيقاته العملية في الواقع، بالإضافة إلى تطوير مهاراتي بالمرافعة والبحث، كما ساعدتني هذه التجربة على تطوير قدراتي في إيصال رسالة شعبي للعالم وبلغة العالم".