جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


في كلية الدراسات العليا في جامعة النجاح الوطنية منبعٌ للأبحاث وبيئةُ للباحثين، ففي كل رسالة ماجستير موضوع جديد وبحث جديد، حتى باتت الكلية تخرّج مع كل طالبٍ بحث متميز أو ورقة علمية تتناول موضوعاً جديداً، حتى أن بعض تلك الأبحاث وصلت العالمية بنتائجها المميزة والفريدة.


بقلم: محمد جودالله – دائرة العلاقات العامّة

ومؤخراً أستطاعت طالبة الماجستير الصيدلانية ريم إبراهيم راشد صبيح، مساعدة بحث وتدريس في جامعة النجاح الوطنية - دائرة الصيدلة وطالبة ماجستير في العلوم الصيدلانية تخصص العقاقير والكيمياء الطبية، أن تخرج بنتائج مميزة لنباتات تنمو في البيئة الفلسطينية ضد أمراض كالأورام السرطانية والإلتهابات الجرثومية.

فكرة الدراسة..

توضح ريم أن فكرة دراستها استلهمتها من ملاحظتها لانتشار زراعة التبغ في سهول جنين لأغراض تجارية اقتصادية، الأمر الذي أدى إلى إرهاق التربة حيث أن المزارعين لا يستطيعون الإستفادة من التربة لزراعة أي نبتة أخرى غير التبغ علاوة على أن هذه النبتة تحتاج لكميات كبيرة جداً من السماد لاستمرار زراعتها وكأن هذه النبتة ترهق الأرض وتسلب منها كل مكوناتها الخصبة، وهو الأمر ذاته الذي يحدث مع الخلايا السرطانية التي تتعدى مشكلتها من كونها خلية سرطانية مصابة بطفرة ما إلى خلايا سريعة الانقسام تنقسم بسرعة هائلة لا يستطيع الجسم التعامل معها وتستهلك غذاء وصحة خلايا الجسم الصحيحة والسليمة المجاورة لها.

وتضيف ريم من هنا بدأت الفكرة بدراسة تأثير جذور التبغ على الخلايا السرطانية قبل أن تتم إضافة النباتات الأخرى وهي الشتيلا وبصل الخريف التي كانت منتشرة في ذلك الوقت من السنة الذي كان يتميز بالرطوبة والحرارة الشديدة حيث أن النباتات التي تعيش في مثل هذه الظروف المناخية الصعبة من حرارة ورطوبة عالية تستطيع إنتاج مركبات بيولوجية قوية جداً تمكنها من التكيّف والعيش في هذه الأجواء،  بعد ذلك تم التوسع في البحث أكثر لدراسة التأثير البيولوجي ضد الإلتهابات الجرثومية المقاومة للمضادات الحيوية حيث أنها مشكلة عالمية تهدد صحة الإنسان.

وتقول ريم "بالرجوع للدراسات السابقة وجدت أن الأبحاث المتعلقة بالنبتة تم إجراؤها على الأوراق ولا يوجد دراسات تم إجراؤها على الجذور الأمر الذي زاد عندي الرغبة في إكمال ما فكرت به لأستكشف النتائج بنفسي".

إجراء الدراسة..

بدأت ريم العمل في شهر 11 من العام الماضي بعد جمع النباتات من بلدتها (كفرراعي) قضاء جنين ومن ثم غسلها وتجفيفها والبدء بعملية استخلاص المكونات الطبيعية الموجودة فيها، حيث حصلت على أربعة مستخلصات لكل نبتة واحد مائي وثلاثة عضوية لتنتقل بعدها لمختبرات كليتي الطب وعلوم الصحة والعلوم في جامعة النجاح لفحص الفاعلية البيولوجية الموجودة فيها.

نتائج الدراسة..

أما عن نتائج الدراسة فتوضح ريم : "هنا كانت المفاجأة حيث أظهرت جذور التبغ تأثيراً سمياً قويا ضد الخلايا السرطانية  حيث تمكن اثنان من مستخلصاتها العضوية من قتل الخلايا السرطانية المستخدمة في البحث وليس فقط إيقاف نموها وذلك خلال مدة زمنية قصيرة بنتيجة تفوقت على العلاج الكيميائي المستخدم لضبط الفحص وهو دواء الدوكسوروبيسين (doxorubicin)، علاوة على ذلك فقد أظهرت أيضاً قدرتها الفائقة كمضادات للأكسدة بنتيجة مطابقة تماما لمادة الترولوكس Trolox المستخدمة في الفحص كمرجع وهي مادة مضادة للأكسدة من مشتقات فيتامين (ي)، من ناحية أخرى أظهرت هذه الجذور فاعلية بيولوجية قوية ضد معظم أنواع المايكروبات المستخدمة في الفحص".

وتضيف ريم " وبالنسبة لنبتة الشتيلا فقد أظهرت جميع مستخلصاتها المائية والعضوية فاعليتها البيولوجية الكبيرة ضد جميع أنواع البكتيريا المستخدمة في الفحص علاوة على قدرتها الكبيرة أيضا على قتل الخلايا السرطانية وإظهار نشاطها كمضادات للأكسدة بنتيجة تفوقت على مضاد الأكسدة المستخدم في الفحص، أما بالنسبة لنبتة بصل الخريف فإن المستخلصات العضوية  لأبصال هذه النبتة أظهرت تأثيراً سمياً قوياً ضد الخلايا السرطانية في حين كانت قدرتها كمضادات للأكسدة والمايكروبات ضعيفة جداً".

مخرجات الدراسة..أربع أوراق بحثية

استطاعت ريم أن تخرج من خلال دراستها بأربع أوراق بحثية الأولى كانت بعنوان (فحص الفاعلية البيولوجية لنباتات التبغ والشتيلا وبصل الخريف ضد الإلتهابات الجرثومية) وتم مناقشتها كرسالة للماجستير وحصلت من خلالها ريم على درجة الماجستير بامتياز لتكون الأولى على دفعتها وتم الإنتهاء من كتابتها وهي قيد النشر.

اما الورقة البحثية الثانية فهي بعنوان (فحص الفاعلية البيولوجية لجذور التبغ كمضادات للأكسدة وذات تأثير سمي للخلايا السرطانية).

والورقة الثالثة بعنوان فحص الفاعلية البيولوجية لنبات الشتيلا كمضاد للأكسدة وذات تأثير سمي للخلايا السرطانية).

في حين كانت الورقة الرابعة  بعنوان (فحص الفاعلية البيولوجية لنبات بصل الخريف كمضاد للأكسدة وذا تأثير سمي للخلايا السرطانية).

ويجري حالياً كتابة هذه الأبحاث لنشرها بالفترة القادمة.

طموح الباحثة..

وعند سؤالنا لريم عن طموحها أجابت " النتائج التي توصلتُ لها ذات أهمية كبيرة وتفتح الآفاق نحو أبحاث أخرى جديدة وخاصة النتائج حول جذور التبغ فهو بحث فريد من نوعه، اليوم أنا أطمح إلى إكمال الطريق الذي بدأت به بأن نتمكن من فصل هذا المركب الطبيعي الموجود في تلك المستخلصات والذي أعطى هذه النتيجة وفحصه على الخلايا الطبيعية السليمة ومن ثم تطويره ليصبح شكلاً صيدلانياً يمكن استخدامه في الوقاية والعلاج فكما قال الله عز وجل (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)".

شكر وتقدير..

وتقدّم ريم شكرها لكل من وقف معها للوصول إلى هذا الإنجاز وتقول "ولأن بالشكر تدوم النعم فالحمد لله والشكر له أولاً وأخيراً على فضله بأن علمني ما لم أعلم، كما أتوجه بالشكر والإمتنان الكبير لمن كللهما الله بالهيبة والوقار من علموني العطاء دون انتظار والداي العزيزان، والشكر موصول لجميع افراد عائلتي وكل من وقف بجانبي ودعمني بكلمة، بدعوة أو حتى بابتسامة أهلي ،أصدقائي وطلبتي الأحبة، كما وأتوجه بالشكر لجميع الدكاترة المشرفين ومساعدي البحث والتدريس الذين كان لهم الدور الكبير في إتمام هذا البحث".


Read 1374 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية