جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


اصدرت عمادة البحث العلمي كتاب بحثي محكم بعنوان "الزلازل وجاهزيتنا" من تأليف الدكتور جلال الدبيك مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في الجامعة، ويأتي إصدار هذا الكتاب عملاً بمهام وأهداف الجامعة ومراكزها العلمية في خدمة المجتمع ومؤسساته ويتضمن الكتاب مقدمة وأربع فصول.

خصص الفصل الأول كمدخل لعلم الزلازل وقد تضمن مواضيع ومحاور من أهمها: أسباب الهزات الأرضية، وحركة القشرة الأرضية والصدوع التكتونية، والموجات الزلزالية، ومقاييس "درجة" الزلازل، وزلزالية المنطقة العربية، والنشاط الزلزالي في فلسطين ومدى احتمال تعرض المنطقة لزلازل قوية في المستقبل.

وفي الفصل الثاني ركز د. الدبيك على التشكيلات المعمارية والإنشائية الدارجة في فلسطين وأثرها على السلوك الزلزالي المتوقع للمباني، وتناول في هذا الفصل معايير تخفيف المخاطر الزلزالية، وتقييم وقابلية الإصابة الزلزالية لأنماط المباني الدارجة في فلسطين، حيث وضح من خلال هذا الفصل أهم الأخطاء المعمارية والإنشائية الموجودة في أنماط المباني، وأظهر من خلال التحليل حجم الأضرار والانهيارات المتوقعة في أنماط المباني الفلسطينية في حال تعرضت المنطقة لزلزال قوي نسبياً.

وخصص المؤلف الفصل الثالث لإدارة الكوارث، حيث تناول في هذا الفصل عدد من المواضيع أهمها: المجتمع الفلسطيني الإنسان والمؤسسات والسلامة العامة.. الوعي والسلوك، وأهداف ومعايير ومميزات التخطيط للكوارث، وعناصر إدارة الكوارث، و أصحاب العلاقة (المؤثرون/ الفعالون) في إدارة الكوارث، والمخطط العام لإدارة الكوارث وخطط الطوارئ، وخصائص ومستلزمات خطة الطوارئ، والتشريع القانوني، والجهة المركزية المسؤولة عن إدارة الكوارث، و لجان إسناد الطوارئ، والتربية الزلزالية والتخفيف من مخاطر الزلازل، وغرف عمليات إدارة الكوارث. وقد أظهرت نتائج الدراسات بالنسب والأرقام حجم والأماكن المحتملة للأضرار والخسائر، بالإضافة إلى أرقام إحصائية لمستوى جاهزية مؤسسات إسناد الطوارئ.

و بناءً على نتائج الدراسات التي تم إجراؤها، واستناداً لارتفاع قابلية الإصابة الزلزالية للمباني ومنشآت البنى التحتية، وبسبب ضعف جاهزية الإنسان والمؤسسات الفلسطينية، وعدم وجود إدارة فعالة لإدارة الكوارث وإسناد الطوارئ. وحتى يتم الاستفادة من نقاط القوة المتوفرة في المجتمع الفلسطيني، ومعالجة الثغرات وتطوير قدرات المجتمع الفلسطيني ومؤسساته، يتضمن الفصل الرابع مجموعة من التوصيات واليات لتنفيذ هذه التوصيات، وقد حرص المؤلف على أن تشمل هذه التوصيات جميع الجهات ذات العلاقة.

واختتم المؤلف الكتاب بالفقرة التالية: يجب أن نعي تماماً أن الزلازل ليست بالضرورة عقوبة كما يعتقد بعض الناس، فقد تكون امتحاناً لجاهزية الشعوب والدول، كما أن حصر دائرة الفساد عند الحديث عن الزلازل في مجال محدد، كالفساد الأخلاقي يسهم بطريقة غير مباشرة في تعزيز الحالة القائمة عند الأمة، فالفساد يجب أن يؤخذ بمعناه الشمولي، فمن لا يجدد علمه ويتابع تطوير مهنته، ولا يأخذ العبر من تجارب الآخرين و أخطائهم يعدُّ فاسداً، سواء أكان مهندسا، ً أم مقاولاً، أم مخططا، ً أم طبيباً، أم معلماً، أم محامياً... الخ، وخطورة هذا النوع من الفساد تكمن في أنه مهني، وهنا تتجلى مشكلة أمتنا في المقام الأول، فالله يحب العمل المتقن، والسعي والوصول إلى العلم فريضة، فالمطلوب أن نأخذ بالأسباب، وأن نكون أمة متوكلة لا متواكلة.


Read 133 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية