الطالبة مجدولينا بيشاوي من برنامج رئيسي اللغة الإنجليزية وآدابها - فرعي الترجمة سفيرةً للنجاح في جامعة وارسو ببولندا

تعتبر هذه التجربة من أهم تجارب حياتي المثمرة حيث أنها فتحت لي العديد من الأبواب للتعرف على جوانب مختلفة من شخصيتي الحالية ورؤية جوانب مختلفة منها. ساهمت هذه التجربة في جعل شخصيتي أكثر مرونة في التعامل مع المواقف المختلفة وخاصةً الصعبة منها.
كما ساهمت في صقل شخصيتي وجعلتها أكثر استقلالية وعبدت لي الطريق للتكيف بسهولة مع بيئات وثقافات مختلفة وتحديداً ثقافة أوروبا الشرقية العريقة مما ساعدني على تعزيز مهاراتي الاجتماعية والاتصالية. أثرت التجربة في رسم استقلاليتي أيضاً بدءاً من التعامل مع المسؤوليات اليومية او اتخاذ العديد من القرارات التي لم يسبق لي مواجهتها من قبل. كما عززت قدرتي على أن أكون أكثر فاعلية في حل المشكلات بمفردي مما ساعدني في تطوير مهاراتي الشخصية في وقت قصير. وساهمت في توعيتي على اتباع طرق جديدة للتعلم والتعرف على جوانب أكثر متعلقة في مجال دراستي و ساعدت في تعزيز قدرات النقاش باللغة الإنجليزية والتغلب على الخوف من التعبير عن الآراء المختلفة. بالإضافة إلى أنها ساعدتني على رؤية نور المستقبل وتسهيل قدرتي على تحديد المجالات التي أحبها في سياق دراستي.
وخلال فترة التبادل، لم تتاح لي المشاركة في الأنشطة اللامنهجية بسبب فصل الشتاء ولكن أسعدتني المشاركة في بعض الفعاليات المجدية والنافعة والممتعة أيضاً حيث شاركت في جولة في الجامعة مما ساعدني على التعرف عليها ورؤية مبانيها العريقة الجميلة. كما وشاركت في فعالية للاحتفال بعيد الميلاد حيث اجتمع العديد من طلبة كلية العلوم الانسانية في الجامعة وعمت أجواء جميلة حول المكان حيث أتاحت لي المشاركة في التحضير لهذا الحفل فرصاً كبيرة لبناء علاقاتي مع زملائي من مختلف الجنسيات. كما شاركت في جولة حول مدينة وارسو القديمة مما ساهم في تعزيز معرفتي بالتاريخ والتراث والثقافة العريقة للمدينة. كما تطوعت في مساق اللغة العربية في الإعلام في تعزيز مفاهيم في اللغة العربية والثقافة العربية للطلبة الأجانب مما عزز ثقتي بنفسي وصقل مهارات التواصل والعمل الجماعي لدي.
لا يمكن للإنسان أن يتعلم دون مواجهة المصاعب والتحديات والأهم من ذلك هو أن يستثمر في تلك المصاعب والتحديات لتعزيز شخصيته ومهاراته. في البداية واجهت صعوبة في اللغة حيث لا يتكلم معظم الشعب البولندي اللغة الإنجليزية، ولكن مع مرور الوقت قد اعتمدت على فهم ما يقصدوه من خلال الإيحاءات وردود فعل الوجه كما كنت قد تعلمت بعض الكلمات البولندية الأساسية التي تساعدني في التواصل مع الآخرين من البولنديين كتعلم كلمة "مرحبا" و "شكراً" و "من فضلك" والعديد من الكلمات الأخرى التي قد سهلت تواصلي معهم، كما أن تعرفي على ثقافتهم أكثر وتكويني لصداقات من البولنديين مهد الطريق لي لكي أتمكن من فهمهم. أما التحديات الاجتماعية فترسخت في النظرة الاجتماعية لنا كأجانب إلا أن ذلك لم يدم لوقت طويل بعدما تعرفت أكثر على ثقافتهم وفهم وجهات نظرهم وطبيعتهم كشعب بولندي لطيف ومتعاون. أما من الناحية الأكاديمية ففي البداية كان من الصعب الاعتياد على العيش في بلد أجنبي وبعيداً عن الأهل والأصدقاء وكان من الصعب أيضاً الاعتياد على تنظيم الوقت والضغط الدراسي والأساليب التعليمية الجديدة ولكن قمت بحل تلك المشكلة من خلال استخدام جداول تنظيمية للمواعيد وتحديد الأولويات، كما كان عزز وجودي مع زميلاتي من ثقتي بنفسي، حيث قمنا بجلسات دراسية جماعية مفيدة وفي كل خطوة حاولت المذاكرة بشكل أولي وأُعجبت في أساليب تدريسهم الجديدة ومعلوماتهم الجديدة والقيمة والثرية، حتى أصبحت الدراسة وقت ممتع ومثمر علمتني الصبر والمثابرة، بالإضافة إلى تعلم استراتيجات تعلم مرنة.
كانت تلك التجربة قد أثرت على خططي المهنية والأكاديمية. حيث اكسبتني تلك التجربة مهارات عديدة ستساعدني وتثمر في خططي المهنية مثل: حل المشكلات، التفكير النقدي، والعمل الجماعي، كما أنها ساعدتني كما ذكرت سابقاً على تحديد المجالات التي أحبها وأريد أن أتعمق بها أكثر في مجال دراستي وتحديداً دراسة الشعر والنقد الأدبي. مهدت تلك التجربة الطريق لي للتشجع على إكمال دراساتي العليا في الدول الأجنبية وذلك لاكتساب مهارات أخرى كما أنها ساعدتني على توسيع آفاق الفكر لدي.
أما النصائح التي أريد أن أقدمها للطلبة المقبلين أو الراغبين على التقديم للحصول على المنحة فهي، أولاً: الاستعداد للتكيف، حيث أن كل بداية صعبة ولكن رحلة السعي هي الرحلة إلى النجاح وصقل الشخصية فالتكييف هو حجر الأساس للتعامل مع الثقافة الجديدة لأي بلد كان وللتخفيف من شعور الغربة ولكن لاحقاً سيصبح هذا الشعور جميلاً بعد التعرف على طبيعة الشعب وثقافته. ثانياً: ومن أهم الأمور هو الاستثمار في بناء العلاقات سواءً كانت علاقات صداقة التي ستصبح لاحقا ذكريات جميلة نذكرها حتى ولو بعد سنوات، كما أنها ستساعد على التعرف على أشخاص وثقافات جديدة من مختلف دول العالم. لا تتردد في طلب المساعدة إن واجهتك صعوبات سواءً كانت لغوية أو أكاديمية، ولا تتردد في طلب الدعم من أصدقائك وأسرتك لفهم وقودك الأساسي لاستكمال تلك التجربة والمثابرة للنجاح. ورابعاً: انغمس في التعرف على ثقافة البلد التي ستزورها والذي سيسهل عليك التجربة والتعامل مع شعب تلك البلد. وأخيراً والأهم من كل ذلك هو الرقابة الذاتية فالبلاد في الخارج بلاد جميلة وكبيرة ومثمرة ولكن يجب عليك ألا تنغر بها، وركز على مستقبلك وانطلق كالسهم نحو هدفك، واستمتع بتلك التجربة قدر الإمكان فهذه التجربة لا يمكن أن تتكرر مرة أخرى.
تعتبر هذه التجربة من أجمل تجارب حياتي فلن أنساها أبداً، وأحببت الثقافة الأوروبية الشرقية وبولندا ووارسو ففي كل مكان صنعت ذكرى جميلة ورواية لطيفة لأرويها في المستقبل لطلبتي وأحبائي. أتمنى أن أزور وارسو مرة أخرى في دراساتي العليا والمستقبل. كما كنت أطمح لكتابة رواية خاصة بي وساعدتني بولندا وطبيعتها الخلابة وتاريخها المليء بالقصص على البدء بكتب روايتي الخاصة.