الجامعة والجائحة
إلى جانب سعيها الحثيث في النهوض بالعملية التعليمية والوصول بالإنجازات الأكاديمية للعالمية تسعى جامعة النجاح الوطنية جاهدة في الإبقاء على خط المواجهة مع فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 والإسهام عبر رسالتها العلمية في تعزيز الجهود الوقائية والاحترازية للحد من الوباء وتداعياته السلبية على العملية التعليمية.
منذ بدء تفاقم الأزمة الصحية عملت جامعة النجاح على وضع كافة مقدراتها المادية والبشرية لخدمة المجتمع المحلي والدولي، فقد قدمت الجامعة لوزارة الصحة الفلسطينية جهازاً متطوراً لفحص فيروس كورونا المستجد في خطوة تأكيدية على مسؤوليتها المجتمعية تجاه أفراد الشعب الفلسطيني ومؤسسات المجتمع المحلي كافة، حيث يلعب الجهاز دوراً تعزيزياً في التخفيف من الضغوطات التي تواجهها الوزارة في مواجهة انتشار الفيروس.
كما وأسهمت الجامعة في تقديم العديد من الأبحاث والتوصيات بالإضافة لعقد الندوات والورش عبر الإنترنت والتي تناولت عدة محاور تتعلق بالوباء، مثل كيفية رعاية مرضى القلب خلال تفشي عدوى كورونا المستجد، والاتفاقيات التعاونية التي تدعم الأبحاث العلمية التي تعنى بشكل أدق بالكشف عن البروتينات والجينات المتعلقة بآلية عمل فيروس كورونا، بالإضافة لمحاور أثر وباء فيروس كورونا المستجد على فلسطين وطرق الاستجابة والتعايش مع الوباء، والتحديات المفروضة على واقع التعلم الإلكتروني في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، بالإضافة للمبادرات التي استهدفت أعضاء الهيئة التدريسية في مؤسسات التعليم العالي والمدارس من أجل تعزيز قدراتهم بالمعارف والمهارات اللازمة في مجال التعلم الإلكتروني المتزامن وغير المتزامن.
كما عملت الجامعة على تفعيل خطة التحول الإلكتروني في عملية التعلم والتعليم والذي أثبت جدارته من خلال التفاعل الملحوظ في أعداد المستخدمين والذي يعكس الدور المتعاظم لجهود الجامعة المشتركة في جهوزيتها الشاملة وفق خطة مدروسة تتواءم واحتياجات العصر لمواجهة الأزمات المستقبلية، فجامعة النجاح هي السباقة في هذا المجال وتعمل على هذه الخطة لمواجهة الأزمات منذ 10 سنوات، فاستطاعت الجامعة بهذه الخطوة أن تستمر في العملية التعليمية رغم أزمة وباء كورونا، وتفتح آفاقاً جديدة في عالم الإبداع، وتكون مثالاً على مدى نجاعة التعلم الرقمي في استيعابه للتحديات الناجمة عن هذا الفيروس وأية أزمات أخرى مستقبلية، حيث سخرت جامعة النجاح الوطنية كل الوسائل التكنولوجية المتطورة في شتى مواقعها، وذلك من خلال مركز التعلم الإلكتروني في الجامعة والحاصل على شهادة الجودة العالمية ISO 9001:2015 في مجال التعلم الإلكتروني.
إضافة إلى ذلك، عملت الجامعة على تشكيل فريق دعم فني متخصص موزع في جميع الكليات التابعة لها، للعمل على تقييم سير العملية التعليمية وتقديم الدعم والتوجيه اللازم للطلبة؛ والوقوف على أي صعوبات يواجهونها في نظام التعلم عن بعد؛ الأمر الذي يعكس أهمية تضافر الجهود البناءة في هذه المرحلة للمضي قدماً نحو نقلة نوعية شاملة في التعلم والتعليم، وتحقيق عملية تعليمية إبداعية ذات كفاءة وجودة عالية.