جامعة النجاح الوطنية تشارك في ورشة عمل حول إعادة إعمار غزة بمنظور التكيف المناخي وتقليل المخاطر في عمّان



شاركت جامعة النجاح الوطنية في ورشة عمل بعنوان "إدراج اعتبارات المخاطر والتكيف مع المناخ في خطط التعافي وإعادة الإعمار في غزة"، وذلك في الفترة 13-14/5/2025، في العاصمة الأدرنية عمّان ضمن تعاون أكاديمي بين الجامعة وجامعة لندن الجامعية (UCL)، ومؤسسة Turkish Design Council التركية، بمشاركة خبراء من مؤسسات محلية ودولية.
ومثل جامعة النجاح في هذا الحدث كل من: أ. د. جلال الدبيك، مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث- المراكز العلمية، و د. علي عبد الحميد منسق وحدة التخطيط الحضري والإقليمي، ود. جمال الدبيك، من كلية الهندسة، ومنسق وحدة علوم الارض وهندسة الزلازل.
وافتتحت الورشة بكلمة للدكتورة تايسا كوميللي من جامعة UCL، أكدت فيها أن الورشة تهدف إلى وضع إطار للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية المختلفة والتغير المناخي خلال عمليات اعادة إعمار قطاع غزة، فيما دعا بيلينغ إلى تبني تخطيط استراتيجي يعزز قدرة المجتمعات على الصمود.
وخلال الجلسة الافتتاحية، أعرب أ.د. الدبيك عن شكره لجميع المشاركين في ورشة العمل، مؤكداً أهمية مراعات خطط الإغاثة والتعافي وإعادة الاعمار لأهداف الاجندات والاطر الدولية المتعلقة بالتنمية المستدامة (SDGs) والحد من مخاطر الكوارث (إطار سنداي) والتغيير المناخي.
وبدوره استعرض د. الدبيك بعضاً من نتائج المشاريع والدراسات التي نفذها مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح والمتعلقة بتقييم المخاطر الطبيعية المختلفة في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة والإدارات المختلفة لهذه المخاطر.
وتناولت الورشة مبادرات إعادة الإعمار، منها “مبادرة غزة المتصلة” التي قدمها رولاند تشانين-موريس، إلى جانب مناقشة الخطط المرسومة لإعادة إعمار غزة، مع التركيز على دمج سياسات الحد من المخاطر والتكيف المناخي. فيما ناقش المجتمعون التحديات التي واجهت عملية إعادة الإعمار بعد حرب ٢٠١٤ ودور الفريق الوطني المشكل من حكومة التوافق في حينه في تذليل بعض العقبات. وأكد المشاركون أهمية تعزيز هذه الخطط بأبعاد الحوكمة البيئية والعدالة الاجتماعية. حيث تم إجراء نقاشات معمقة حول كيفية تحقيق التوازن بين الاحتياجات الإنسانية العاجلة، مثل توفير المأوى والخدمات الأساسية، والأهداف طويلة الأجل مثل: بناء مدن مرنة قادرة على مواجهة التغيرات المناخية والكوارث المستقبلية.
وركزت الجلسات الأولى على الأزمة الإنسانية في غزة، حيث قدم المشاركون بيانات عن حجم الدمار واحتياجات السكان وتفاصيل الأزمة الإنسانية، وضرورة بناء بنية تحتية مستدامة، وتوضيج تفاصيل الوضع السابق والحالي في قطاع غزة، بالاستناد إلى دراسات متخصصة ركزت على الأوضاع المأساوية للمخيمات بعد الحرب، والتلوث الناتج عن المخلفات وتدهور البنية التحتية لشبكات الصرف الصحي، مشددين على ضرورة الحاجة إلى حلول عاجلة لهذه التحديات.
وخلال الورشة، قدم د. عبد الحميد، ورقة عمل حول المخططات المكانية وخطط إعادة الإعمار في قطاع غزة خلال السنوات السابقة مع التركيز على الخطة الشاملة التي تبنتها جامعة الدول العربية في العام 2025 لإعادة الإعمار خلال السنوات الخمس القادمة، وتهدف هذه الخطة إلى تحقيق التعافي المبكر، إعادة تأهيل البنية التحتية، وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مع التأكيد على بقاء السكان الفلسطينيين في أراضيهم دون تهجير. وأكدت الورقة ضرورة موائمة هذه الخطط مع الواقع القائم في قطاع غزة والأخذ بالاعتبار الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسيكولوجية للسكان والمشاركة المجتمعية، وضرورة وجود هيكل إداري ومؤسسي لديه كامل الصلاحية والإمكانيات لإدارة وتنسيق عملية إعادة الإعمار.
هذا وأدار الدكتور الدبيك جلسات تفاعلية لتحليل التخطيط الزمني لعمليات الإغاثة والتعافي واعادة الإعمار وفقاً لتتابع الأولويات وبما يحقق ويراعي متطلبات التغيير المناخي وإعادة البناء بشكل افضل .
وعلى هامش الورشة، ناقش فريق مشروع “مدن الغد”، بقيادة الدكتورة تايسا والدكتور الدبيك، أهمية القرارات الحالية في تقليل مخاطر المستقبل، مع عرض تجارب في تخطيط مدن قادرة على الصمود. وتحدث البروفيسور الدبيك عن إمكانية تطبيق خطة مفصلة لقطاع غزة عقب بدء عملية إعادة الإعمار، للوصول إلى مدينة أكثر مقاومة للتغيرات والمخاطر، مبنية على أسس مستقبلية.
واختتمت الورشة بجلسات عمل لوضع مصفوفة مخاطر وتحديد أولويات إعادة الإعمار. وأكد المشاركون ضرورة إطار تخطيطي يجمع بين الحد من مخاطر الكوارث، والتكيف المناخي، والعدالة الاجتماعية، لضمان مستقبل مستدام لغزة.
وتعكس مشاركة جامعة النجاح الوطنية في هذه الورشة التزامها بدعم القضايا الفلسطينية من خلال التعاون الأكاديمي والمساهمة في بناء رؤية استراتيجية لإعادة إعمار غزة.
جدير بالذكر، ان وفد الجامعة عقد اجتماعاً مع الجمعية العلمية الملكية، حيث قدم د. جمال عرضاً حول عدد من الدراسات والمشاريع التي نفذها مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح وكذلك حول التعاون والعمل المشترك بين الجامعة والمؤسسة الدولية GEM، موضحاً عدد من المواضيع التي يمكن أن تقدمها هذه المؤسسة والمراكز العلمية في مجال نمذجة المخاطر وتقييمها وعمل السيناريوهات اللازمة لعمليات التخطيط للحد من مخاطر الكوارث والاستجابة لحالات الطوارئ، واختتم الاجتماع بالاتفاق على البحث المشترك عن آليات ومؤسسات لتمويل تنفيذ بعض الدراسات.