جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تحت رعاية دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، نظّمت جامعة النجاح الوطنية يوم الخميس الموافق 6/12/2018، مؤتمر يوم القدس الرابع عشر بعنوان (القدس إلى أين؟)، حيث أُقيمت أعمال المؤتمر في مدرجات الشهيد ظافر المصري في الحرم الجامعي القديم.


ويأتي هذا المؤتمر بعد مرور عام على قرار ترامب بشأن القدس، وانطلقت أعماله بوقفة تضامنية مع القدس أمام مدرجات الشهيد ظافر المصري، وشهدت مشاركة عدد كبير جداً من الشخصيات الإعتبارية من مختلف مؤسسات المجتمع بقطاعيه العام والخاص.

وحضر الإفتتاح الأستاذ الدكتور ماهر النتشة، القائم بأعمال رئيس الجامعة، والسفير أحمد الرويضي، ممثل منظمة التعاون الإسلامي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية، والسيد جاد غزاوي، وكيل وزارة الثقافة ممثلاً عن دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله، وسماحة الشيخ إبراهيم عوض الله، نائب المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، واللواء إبراهيم رمضان، محافظ محافظة نابلس، بحضور الشخصيات الإعتبارية وحشد من طلبة الجامعة من مختلف التخصصات.

وتولى عرافة جلسة الإفتتاح ورئاستها الأستاذ الدكتور خليل عودة، عضو هيئة التدريس في كلية العلوم الإنسانية.

وافتتح المؤتمر الأستاذ الدكتور النتشة بكلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً إلى أن الجامعة دأبت في كل عام على عقد مؤتمر يوم القدس وفي هذا العام تعقد المؤتمر الرابع عشر في ظل متغيرات خطيرة وغير مسبوقة بحق المدينة المقدسة، وبخاصة بعد قرار الرئيس الأمريكي نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، موضحاً أن هذا القرار هو قرار ظالم لأنه يعطي شرعية لاحتلال مدينة تحمل في بعدها التاريخي والإنساني كثيراً من الرموز والدلالات الإسلامية والمسيحية والعربية، وتشكل من الناحية السياسية عاصمة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعلى المستوى الأخلاقي رمزاً للسيادة الفلسطينية والكرامة الإنسانية.

كما أضاف الأستاذ الدكتور النتشة أن هذا المؤتمر يؤكد من جديد أن القدس لا يمكن أن تغيب عن وجدان الشعب الفلسطيني، وستظل رغم كل المحاولات عربية الوجه واليد واللسان، وأن الدولة لا تكون ولا تقوم إلا بالقدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية العتيدة، شاكراً كل من ساهم في تنظيم وإنجاح المؤتمر وأن يتمخض عن نتائج عملية، وتوصيات يُعمل بها مستقبلاً.

وفي كلمته أكد الشيخ عوض الله على أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو قرار بائس ولم يأتِ بشيء جديد ويكشف عورات الإحتلال للعالم أجمع، متحدثاً عن مكانة القدس الدينية للمسلمين كأولى القبلتين وثالث الحرمين الشرفين، موجهاً رسالة بأن القدس عربية وعاصمة لفلسطين بقرار رباني وبعقيدة كل مسلم، مشدداً على أن القدس ستظل صخرة شامخة في وجه كل معتدٍ، منوهاً إلى جرائم سماسرة عقارات القدس، موضحاً أنهم باعوا أنفسهم للشيطان، فتخلوا عن وازع ضمائرهم وانتمائهم الديني والوطني، وفرطوا باستحقاقات دماء الشهداء الأبرار، ، بتسريبهم عقارات العرب والمسلمين، إلى أعداء دينهم ووطنهم وشعبهم.

وبدوره قال السفير الرويضي ممثلاً عن منظمة التعاون الإسلامي " أود في هــذه المناســبة، أن أعــرب عــن إجلالنــا وتقديرنــا للشــعب الفلســطيني المرابــط علــى أرضــه، وينعقــد هــذا المؤتمــر في ظــروف اســتثنائية وخطيــرة تمــر بهــا مدينــة القــدس الشــريف لاســيما عقــب قــرار الإدارة الأمريكيــة المرفــوض وغيــر القانونــي بالاعتــراف بالقــدس بمــا تســمى عاصمــة إســرائيل، دولــة الاحتــلال، ونقــل ســفارتها اليهــا، لقــد شــكلت هــذه التحديــات الخطيــرة محــور انشــغالات المنظمــة وتحركاتهــا السياســية، حيــث بــادرت لعقــد اجتماعــين اســتثنائيين علــى مســتوى القمــة الإســلامية في اســطنبول خــلال أقــل مــن ســنة، اســفرت عــن اتخــاذ قــرارات تضمنــت مواقــف وإجــراءات سياســية وقانونيــة واقتصاديــة وغيرهــا مــن الإجــراءات المناســبة في حــق البلــدان التــي تعتــرف بالقــدس عاصمــة لإســرائيل او تنقل سفاراتها إليها، وإننــا ملتزمــون بمواصلــة العمــل علــى تعزيــز الدعــم الــذي تقدمــه دولنــا الأعضــاء علــى مســتوى الحكومــات والمؤسســات والشــعوب، ومــن خــلال الأجهــزة التابعــة للمنظمــة، لصالــح مدينــة القــدس".

كما أضاف السفير الرويضي " إننــا نعتبــر هــذا المؤتمــر فرصــة إيجابيــة لتقييــم الوضــع الراهــن وتحديــات المرحلــة ومضاعفــة الجهود في سبيل حشد الدعم والمناصرة لحقوق الشعب الفلسطيني، نتمنــى لمؤتمركــم النجــاح والخــروج بتوصيــات تســهم في خدمــة قضيــة فلســطين وأهلهــا".

من جانبه نقل السيد جاد غزاوي تحيات دولة رئيس الوزراء الأستاذ الدكتور رامي حمد الله والدكتور إيهاب بسيسو، وزير الثقافة، معتذراً عن حضورهم لإنشغالات رسمية، مشيراً إلى أنه من الجيد طرح سؤال المؤتمر القدس إلى أين؟ حتى يتكرر الجواب بأنها للفلسطينيين، مؤكداً على دعم الحكومة الفلسطينية المستمر لأهالي القدس لمواصة صمودهم في وجه الإحتلال بحيث يتم دعمهم بكل نواحي الحياة الصحية والتعليمية والثقافية والاجتماعية.

كما نوّه السيد غزاوي إلى أن فلسطين حققت انتصاراً باختيار مدينة القدس عاصمةً للثقافة الإسلامية استناداً إلى قرار المؤتمر الإسلاميّ الثامن لوزراء الثقافة لعام 2014، والذي تم فيه اعتماد القدس عاصمةً للثّقافة الإسلامية للعام، واعتمادها في وقت سابق كعاصمة للثقافة العربية، مؤكداً على مواجهة أهالي القدس لكافة اشكال الإحتلال بالإبداع في مختلف نواحي الحياة، متمنياً النجاح والتوفيق للمؤتمر للخروج بتوصيات هامة يتم تطبيقها على أرض الواقع.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية قدّم الدكتور الشاعر مأمون مباركة قصيدة تغنى فيها بالقدس.

وبعد الافتتاح تم تقسيم المؤتمر إلى جلستين، حيث ترأست الجلسة الأولى الدكتورة إيناس ناصر، عميدة كلية التربية في جامعة القدس، وتضمنت الجلسة مجموعة من العروض وهي: عرض فيلم عن القدس للسيدة امتياز المغربي، وبحث بعنوان بناء استراتيجية إعلامية وطنية وعلاقتها في الحفاظ على الهوية الفلسطينية في ظل استخدام الشباب الفلسطيني لمواقع التواصل الاجتماعي للدكتور ياسر عبد الله، وبحث بعنوان مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في القدس بعد قرار ترامب: مخيم شعفاط نموذجاً للدكتور أسعد تفال، وبحث واقع الرياضة المقدسية للدكتور بدر رفعت والأستاذة مروة وعري، وبحث بعنوان الهوية الوطنية للقدس بعد قرار ترامب للدكتور سهيل صالحة والأستاذة آيةعبيدات، وبحث بعنوان السلم الاهلي في القدس للحاج عبد الله السلايمة.

كما تضمنت الجلسة الأولى عرض فيديو بعنوان ( موقف الدول الإسلامية في إطار منظمة التعاون الإسلامي من قرار ترامب بشأن القدس: تركيا نموذجاً للأستاذة منى أبو رمضان من غزة.

أما الجلسة الثانية للمؤتمر فقد ترأسها الدكتور أشرف الصايغ وتضمنت مجموعة من العروض هي: قصيدة شعرية بعنوان رسالة إلى الرئيس الأمريكي للأستاذ محمد ذياب أبو صالح، وبحث بعنوان مكانة القدس والتحديات المعاصرة (الفرنجة) للدكتور سعدات جبر، وبحث للدكتور مقبولة حسن خليل يحيى بعنوان (خطر تهويد القدس بعد قرار ترامب – منطقة باب الرحمة نموذجاً)، وبحث بعنوان(دور مناهج البحث التاريخي الحديث في نقض الرواية التوراتية لتاريخ فلسطين) للدكتور مروان العلان والأستاذة منال عواد، وبحث بعنوان (واقع رياض الأطفال في القدس) للدكتورة كريمة المدهون، ومداخلة بعنوان (المرأة الفلسطينية في القدس) قدّمتها الدكتورة زهور أبو ميالة من جمعية النساء من أجل الحياة والمساواة.

كما تضمنت الجلسة الثانية للمؤتمر مجموعة من عروض الفيديو وهي: عرض فيديو بعنوان (الدور الشعبي في الحفاظ على عروبة القدس والدفاع عنها: رؤية نقدية للأفلام العربية القصيرة عن القضية الفلسطينية للأستاذة الدكتورة حنان سمير عبد العظيم من مصر، وفيديو بعنوان (دوافع جواتيمالا إلى الإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل (2015-سبتمبر 2018) للأستاذ حسام يونس من غزة، وفيديو بعنوان (موقف الأمم المتحدة من الإجراءات الإسرائيلية في القدس 1967-2017) للدكتور محمد جواد البطة من غزة.

 وقد أوصى الباحثون في ختام أعمال المؤتمر  بضرورة الاستمرار في عقد المؤتمر للتأكيد على عروبة القدس وحضورها  الدائم في المشهد الفلسطيني،   كما أوصى الباحثون إلى القائمين في وزارة التربية والتعليم بتخصيص مزيد من المحاضرات والندوات حول موضوع القدس، وتشجيع الباحثين على الكتابة في موضوع القدس، وتشجيع الأدباء والفنانين على تقديم أعمال إبداعية حول المدينة المقدّسةن وغعطاء موضوع القدس الأهمية التي يستحقها في المناهج الجامعية.


Read 316 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية