ابتدأت الزيارة بجولة في أرجاء المتحف الحربي الذي يوثَّق تاريخ الجيش العثماني من خلال عرض الأسلحة والمعدات القديمة التي كان يستعملها الجيش العثماني والملابس الحربية عبر مختلف الحقب التاريخية، بالاضافة الى زيارة الصالات التي تعرض لوحات فنية توثق بعض المعارك التي وقعت عبر القرون الخمسة الماضية ومجسمات للشخصيات السياسية والخيالة والمحاربين، وأجهزة الموسيقى العسكرية.

تم تنظيم زيارة الى متحف بانوراما اسطنبول وفتح القسطنطينية عام 1453 والذي يجسد تفاصيل ما وقع خلال معركة فتح القسطنطينية ودخول الجيش العثماني برئاسة السلطان محمد الفاتح اليها، شاهد المشاركون بالرحلة عرضاً ساحراً لاحداث الحرب بقالب فني وأسلوب شيّق. كما تمت مشاهدة أسوار القسطنطينية المهدمة (بيزنطة) والتي تم تدميرها جزئيا خلال الفتح العثماني للمدينة.

وللتعرف على تاريخ الدولة العثمانية، اشتملت الزيارة على جولة في أرجاء المبنى الجديد لمتحف الارشيف العثماني الذي يعرض وثائق الدولة العثمانية منذ نشأتها وحتى سقوطها والتي تتناول مختلف مناحي الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، وهي تعتبر مصدراً تاريخياً مهماً للباحثين. وشاهد المشاركون بالرحلة الوثيقة الاصلية للمخطط الهيكلي لمنارة الساعة الكائنة في منطقة باب الساحة في البلدة القديمة لمدينة نابلس والمعروضة ضمن معروضات الارشيف العثماني في اسطنبول الذي يحتوي ملايين الوثائق والمعاملات والعقود التي تخص البلدان التي حكمها العثمانيون بما فيها فلسطين.

للتعرف على الحياة السياحية ودورها بدعم الاقتصاد التركي، تمت زيارة الاسواق التركية الشهيرة كالسوق المصري الذي يشتهر ببيع التوابل والمكسرات والحلويات والتراثيات والهدايا، ثم تمت زيارة السوق المسقوف (جراند بازار) والذي يعتبر أقدم وأكبر أسواق اسطنبول، وتعرف المشاركون على المقدرات الصناعية التركية في مجال المنسوجات والحلويات والأطعمة والمنتجات الزراعية خلال زيارة السوق. 

تم تعريف المشاركين بالرحلة على ميدان تقسيم وشارع الاستقلال الذي يمثل مركز المدينة الحديثة والوجهة المفضلة لزوار مدينة اسطنبول والذي يعتبر أشهر شوارع أسطنبول نظراً لزيارته يومياً من قبل مئات الاف الزائرين، واحتوائه على الكثير من المباني الأثرية والمراكز الثقافية والمتاحف والمتاجر. 

وتكللت الزيارة بصلاة يوم الجمعة في الجامع الأزرق أو جامع السلطان أحمد، والذي يُعد من أروع إنجازات العمارة العثمانية. وتم التجوال في منطقة السلطان احمد في اسطنبول التي تحتوي على الكثير من المعالم التاريخية والسياحية من جوامع وكنائس ومتاحف وحدائق ومطاعم. وكذلك تمثل تلك المنطقة الوجه التاريخي لـلسياحة في اسطنبول حيث تجتمع فيها كنوز تاريخية وحضارية قديمة عديدة.

وتضمنت الزيارة جولة في قصر توبكابي، قصر خلفاء وسلاطين بني عثمان، الذي بُني في عهد السلطان محمد الفاتح في القرن الخامس عشر، والذي يضم الفنون الإسلامية بشكل مبهر، ومن أبرز معالمه قسم يضم مجموعة من آثار آل البيت.  وفي منطقة تقسيم، زار المشاركون متحف (حوادث) الذي يجسد حرب استقلال تركيا عن الاستعمار البريطاني والفرنسي واليوناني والايطالي قبل مائة عام.

وكان للسياحة البحرية دورها أيضاً ضمن برنامج الرحلة حيث تم تنسيق رحلة عبر مضيق البوسفور الذي يعتبر شريان المياه الرئيسي في مدينة إسطنبول بالاضافة الى الجسور الثلاثة المشيدة عليه. تمت مشاهدة قصور السلاطين العثمانيين وبرج الفتاة وقلعة أناضول حصار وقلعة روملي حصار وخليج القرن الذهبي. كما تمت زيارة حي اكسراي الذي يتشابه إلى حد كبير مع الأحياء العربية القديمة في سوريا ومصر.

كما تمت زيارة حديقة تركيا المصغرة (ميني تورك) التي تعرض نماذج للمواقع السياحية والدينية والمدن التاريخية في تركيا تشجيعا وترويجا للسياحة في جميع الاراضي التركية. وأختتمت الجولات بزيارة الى اكواريوم اسطنبول للتعرف على الاحياء البحرية التي تعيش في البحار المطلة على الاراضي التركية، الاسود ومرمرة والمتوسط. حيث تعرف الطلبة على أهمية زيارات كهذه في تعزيز الانتماء لهذا الكوكب والتمعن في قيمه الجمالية بالاضافة الى أثرها النفسي الايجابي على الانسان.

يأتي تنظيم هذه الرحلة ضمن جهود برنامج زاجل لتعزيز انفتاح الطلبة والخريجين على الثقافات العالمية من خلال الرحلات الخارجية السنوية حيث يعمل البرنامج على اطلاع المشاركين على الحضارات العالمية لمن رغب من الطلبة والخريجين.