جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تقرير: محمد جودالله _ دائرة العلاقات العامة

يقول المثل (أن تصل متأخراً خيراً من أن لا تصل أبداً)

عند إختيار التخصص كثيراً ما يشعر الطلبة بالتردد والحيرة، خصوصاً أولئك الذين لم يحددوا تخصصهم مسبقاً، كيف لا وذلك الخيار سيشكل بلا شك نقطة تحولٍ في مجرى حياتهم.


يزن بسام عبد الكريم أبو طحنات، 23 سنة، كان من أولئك الطلبة الذين إحتاروا في إختيار تخصصهم، في البداية اختار تخصص الرياضيات ثم الفيزياء ومن ثم الكيمياء، لينتهي به المطاف بإختيار تخصص الهندسة المدنية الذي أبدع فيه وتخرج منه بتفوق.

لم يكن يعلم يزن أن ذلك التخصص الذي إختاره متأخراً ومتردداً سيكون طريقه للإبداع والتفوق، يزن تخرج من تخصص الهندسة المدنية بمعدل تراكمي 3.5 وبسجل مليء بالأنشطة والإنجازات، ليكون مدعاة فخر لأساتذته ومحل إحترامٍ عند زملائه.

حلم يزن لم يقتصر يوماً على شهادة البكالوريوس، ولم يكن تخرجه المحطة الأخيرة في مشوار طموحه، يزن سارع بعد تخرجه مباشرة للتسجيل في برنامج ماجستير الإنشاءات ليكمل مشوار تميزه بحصوله على معدل 4 من 4 في أول فصل له في البرنامج وكأول على دفعته.

وككل طريقٍ لمتميز لابد من عقبات، يزن إضطر للتخلي عن عمله في إحدى الشركات لمتابعة حلمه في إكمال دراسته، ليخيره صاحب العمل بين وظيفته ودراسته، ليختار الخيار الثاني رغم أنه يأتي من عائلة متوسطة الدخل.

جامعة النجاح وكعادتها لا تتخلى عن أبنائها، فبعد طرده من عمله عرضت الجامعة على يزن أن يعمل كمساعد بحث وتدريس في الجامعة إضافة إلى إكمال دراسته في برنامج الماجستير.

دعم العائلة شكل أيضاً عاملاً مهماً في مسيرة النجاح ليزن، فرغم الظروف المادية أصر والد يزن أن يدرس ابنه التخصص الذي إختاره متحملاً التكاليف المادية، قبل أن يحصل يزن في فصله الثاني من برنامج البكالوريوس على منحة هاني القدومي التي تقدم لطلبة كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات والتي غطت نصف قسطه في حين تكلفت الجامعة بالنصف الثاني لتفوقه، كما أن شقيق يزن الذي يدرس الطب نصحه ان يكمل دراساته العليا دون تردد، وأن يتابع حلمه دون توقف.

رغم حصوله على فرصة دراسة الماجستير في إحدى الجامعات الأجنبية، آثر يزن الدراسة في جامعته وفي هذا السياق يقول " حصلت على فرصة الدراسة في الخارج، لكني رغبت في إكمال دراستي في جامعة النجاح، أرى أن دكاترتي وأساتذتي في جامعة النجاح يمتلكون معرفة وعلم أرغب في الحصول عليهما، خصوصاً في مجال دراستي في الإنشاءات".

تربط يزن علاقة مميزة بأساتذته وزملائه، حيث يساعد يزن زملاءه قبل الإمتحانات بإعطائهم محاضرات تحضيرية، كما أن اساتذته يرون فيه مثالاً للطالب المميز عن باقي أقرانه، حيث يقول الدكتور عبد الفتاح الملّاح، رئيس قسم الهندسة المدنية في جامعة النجاح " ما يميز يزن ميزتين إثنتين، الأولى أنه خلوق جداّ ومبتسم وهادئ وهذا يسهّل من التعامل معه والإستجابة له، والثانية أن لديه مثابرة وإصرار لتحقيق ما يتطلع إليه حيث تجد لديه تخطيط مسبق لما يريد الوصول إليه في حياته".

أما الدكتور منذر دويكات، رئيس قسم هندسة البناء في جامعة النجاح، فيرى في يزن تميزاً عن باقي زملائه الذين يدرسهم حيث يقول " تربطني بيزن علاقة مميزة جداً حيث قمت بتدريسه في البكالوريوس والماجستير، لديه ميزة عن باقي زملائه في نوع الأسئلة المطروحة، لديه عمق كبير في التفكير فأسئلته المطروحة تحتاج بحثاً عميقاً للإجابة عنها وتختلف عن باقي أسئلة زملائه، في إحدى إمتحاناتي وضعت سؤالاً صعباً لأعرف المميزين من بين الطلبة، يزن أجاب عن السؤال بإمتياز، أتمنى أن يكون جميع الطلبة الذين أدرسهم مثل يزن".

في حين يشير الدكتور خالد الساحلي، عميد كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح، أن كلية الهندسة تستقطب في كل عام أعلى المعدلات من بين طلبة الثانوية العامة وكذلك لبرامج الماجستير في الكلية، مما يجعل الطلبة المنتقين من بين الأفضل، أما عن يزن فيقول الدكتور الساحلي "لم أدرسه شخصياً لكنه طالب مميز بإشادة جميع زملائه ومدرسيه، حصوله على معدل تراكي كامل يدل على تميزه، أتمنى له التوفيق وأتمنى أن يبذل زملاؤه الطلبة المزيد من الجهد حتى يصلوا إلى ما وصل إليه".

وعن طموحه المستقبلي يقول يزن " طموحي ليس له حدود، أرى نفسي حاصل على شهادة الدكتوراة أو أكثر وبعمر صغير جداً متفوقاً على باقي أقراني، أعتبره تحدي خاص بالنسبة لي".

يزن وصل متأخراً في اختيار تخصصه ليصبح مميزاً فيه خاطياً خطوة تلو الأخرى في طريق حلمٍ ليس له حدود، ولعل المثل سيقول يوماً (وصل متأخر فغدى مميزاً).


Read 6610 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية