جامعة النجاح الوطنية تطلق المؤتمر الدولي واقع حقوق الطفل في أوقات الحروب والأزمات



أطلقت جامعة النجاح الوطنية اليوم الثلاثاء 29/4/ 2025 ، وتحت رعاية دولة الأستاذ الدكتور رامي الحمدالله، رئيس مجلس أمناء مستشفى النجاح الوطني الجامعي ونائب رئيس مجلس أمناء الجامعة، مؤتمرها الدولي تحت عنوان "واقع حقوق الطفل في أوقات الحروب والأزمات"، وذلك على مسرح سمو الأمير تركي بن عبد العزيز في الحرم الجامعي الجديد، بحضور نخبة من الشخصيات الوطنية والدولية والمهتمين بقضايا الطفولة وحقوق الإنسان. حيث ستستمر أعمال المؤتمر على مدار يومين.
ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على الانتهاكات المتزايدة التي يتعرض لها الأطفال في مناطق النزاع، والتعمق في بحث كيفية تأثير الحروب والنزاعات على صحة ونماء الأطفال بما يترك آثاراُ قريبة وبعيدة المدى تنتقل عبر الاجيال، وبحث آليات الحماية والدعم النفسي والقانوني، إلى جانب إبراز التجارب الدولية في تطوير الآليات والبرامج الهادفة إلى إعادة تأهيل الأطفال المتضررين من الحروب.
هذا ويرافق المؤتمر معرض للاحتفاء بأعمال وإنتاجات المؤسسات العاملة في حماية الطفولة واستعراض إنجازاتهم على هذا الصعيد، والذي عرف باسم "روح الروح" ليعبر عن الواقع الذي يعيشه أطفال فلسطين، حيث تعكس هذه الأعمال مشاعر الأطفال وتجاربهم في ظل الحروب، وتُجسد تطلعاتهم نحو الأمان والسلام.
واستُهلت الجلسة الافتتاحية التي أدارها د. علي الشعار، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، بالسلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء ثم تلاوة عطرة من الذكر الحكيم. وابتدأ برنامج المؤتمر بعرض فيديو مؤثر يوثق معاناة الأطفال في مناطق النزاع عالمياً وقطاع غزة، كما سلط الضوء على تأثير الإبادة الجماعية والصدمات المستمرة على الطفولة.
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، رحب د. عبد السلام الخياط، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، بالحضور، ناقلًا تحيات الأستاذ الدكتور رامي الحمدالله، مؤكداً التزام الجامعة بدورها الإنساني والأكاديمي في تسليط الضوء على القضايا العادلة، وعلى رأسها حقوق الأطفال، كما أشاد بالشراكات البحثية والمجتمعية التي ينسجها المعهد الفلسطيني للطفولة في هذا السياق. كما نقل التزام الجامعة بمتابعة مخرجات وتوصيات المؤتمر من خلال كليات ومعاهد ودوائر الجامعة ذات العلاقة.
من جهته، ألقى معالي السيد مارك دوركان، نائب رئيس الوزراء السابق في إيرلندا الشمالية، كلمة عبر تقنية "زووم"، ركّز فيها على أهمية جعل قضايا الطفولة في قلب السياسات العامة، مشيراً إلى التجربة الإيرلندية في تضمين برامج الطفولة في مسارات العدالة الانتقالية وبناء السلام، ومشيداً بجهود جامعة النجاح في فتح هذا النقاش الحيوي في منطقة تشهد أزمات متفاقمة وضمن توقيت حساس ومهم.
كما شاركت د. نجاة معلا، نائب الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الطفولة والعنف، بكلمة أكدت خلالها أن الاستثمار في خدمات حماية ودعم الطفولة المبكرة ليس فقط ضرورة إنسانية، بل واجب اقتصادي واجتماعي، لافتة إلى أن هذا المؤتمر يوفر منصة حيوية لدفع قضايا حماية الأطفال، ومعالجة الثغرات في نظم المساءلة المتعلقة بالعنف ضدهم. وأشارت الدكتورة معلا الى ان مخرجات المؤتمر ستؤخذ بعين الاعتبار في صياغة قرارات على مستوى الأمم المتحدة خدمة للأطفال ولإيجاد اليات مساءلة ومحاسبة دولية لمن ينتهكها.
بدوره، شدد د. غسان عيسى، رئيس الشبكة العربية للطفولة المبكرة، أهمية التضامن والتشارك البرامجي والسياسي من اجل إيقاف نزيف الأطفال، التصدي لازدواجية المعايير والعمل الأكاديمي، والخدماتي المشترك في تعزيز بيئات آمنة للطفل، مثنيًا على التزام الجامعة بالتصدي للقضايا المصيرية من خلال الأطر الأكاديمية.
فيما قدمت د. رحاب صندوقة، رئيس الشبكة الفلسطينية للطفولة، مداخلة وصفت فيها ما يتعرض له الأطفال الفلسطينيون بأنه "هندسة إبادة متكاملة الأركان"، مؤكدة أن استهداف المدارس والمنازل والذاكرة الجمعية للطفولة الفلسطينية يهدد مستقبل أمة بأكملها، حيث استُشهد أكثر من 15,500 طفل في عدوان واحد، في ظل حصار ودمار طال البنية التحتية الصحية والإنسانية. ودعت إلى تفعيل القانون الدولي، وتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه أطفال فلسطين.
بدورها، أشارت د. ريما صلاح، رئيس الائتلاف الدولي للطفولة والسلام، على أن إحلال السلام يبدأ من ضمان كرامة الأطفال، مؤكدة أن بناء سلام حقيقي ومستدام يتطلب حماية الأطفال من العنف وتعزيز دورهم كمحور أساسي في إعادة بناء المجتمعات بعد الحروب.
وكان من أبرز المداخلات خلال الجلسة الافتتاحية، مداخلة الكاهن الأكبر للطائفة السامرية عبدالله واصف السامري، الذي عبّر عن تضامن الطائفة السامرية مع الجهود الرامية لحماية حقوق الأطفال، مؤكداً أن استمرار الأزمات في فلسطين يشكل تهديداً وجودياً لمستقبل الأطفال، ومشيداً بمبادرة الجامعة لتنظيم هذا المؤتمر الدولي.
كما كان للشيخ الدكتور أحمد شوباش، مفتي مدينة نابلس، مداخلة حول الدين الإسلامي وتعزيزه لرعاية الطفولة وحمايتها. إضافة الى تأكيده للعلاقات الإيجابية بين مكونات النسيج الديني الفلسطيني كما يظهر في مدينة نابلس.
واستعرض الأب عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذوكس في مداخلته أن النسيج الاجتماعي والوطني سيكون عصياً على محاولات التفرقة والفتنة وأن وحدة الأديان في وقفتها ضد ممارسات الاحتلال ستستمر ولن تتوقف.
وتناولت الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة هناء الربضي، موضع أثر النزاعات المسلحة، الاحتلال والعنف على حقوق الطفل، التطور والنماء في مرحة الطفولة المبكرة وشارك فيها كل من د. غسان عيسى والبروفيسور جيمس لاكمان والبروفيسورة ساشا هين والبروفيسور جوش فيدير.
وتناولت الجلسة الثانية التي أدارها الدكتور محمد مطر، مفهوم نزع الطفولة وأثره على الأطفال في الحروب والأزمات، وشارك فيها كل من البروفيسورة نادرة شلهوب، أ. جيهان الحلو، والسيدة نبيلة اسبنيولي.
أما الجلسة الثالثة فأدارتها الدكتورة نور عدس وتناولت موضوع نزع الطفولة في مناطق النزاعات، الأطر القانونية، نظم المساءلة لانتهاك حقوق الأطفال، وشارك فيها كل من أ. أشرف أبو حية، أ. عصام العاروري، أ. سوسن صلاحات، أ. إسلام التميمي.
يذكر أن المؤتمر يعقد بالشراكة بين جامعة النجاح الوطنية، المعهد الفلسطيني للطفولة، الشبكة الفلسطينية للطفولة، الشبكة العربية للطفولة، الائتلاف الدولي للطفولة والسلام، الشبكة الدولية للطفولة، وبدعم من مؤسسة جذور للانماء الصحي والاجتماعي، مؤسسة السنوات المبكرة الإيرلندية، جامعة كوينز، مؤسسة أريغاتو، ومركز دراسات الطفولة في جامعة ييل في الولايات المتحدة الأمريكية، إضافة لداعمين محليين هذا وتستمر أعماله ليوم الأربعاء 30/4/2025 وسيتضمن جلسات وورش عمل إضافية بمشاركة باحثين وخبراء من مختلف أنحاء العالم.