في خطوة تعكس التزامها بتطوير قطاع التعليم العالي وتعزيز جودة المناهج الأكاديمية، نظّمت جامعة النجاح الوطنية، يوم الخميس 13/3/2025، ندوة دولية على منصة Zoom حول "عملية بولونيا"، بصفتها المنسق الرئيسي لمشروع BASE Erasmus+، وذلك بالتعاون مع جامعة بيزا الإيطالية، وبدعم من المفوضية الأوروبية.

 وشهدت الندوة  مشاركة واسعة جداً من الأكاديميين، الباحثين، صناع القرار، الطلبة، وممثلي الجامعات الشريكة من فلسطين، الأردن، إيطاليا، إسبانيا، وحضور دولي قوي وتحديداً من العراق، الجزائر، إثيوبيا، وأوزبكستان.

وافتتح الجلسة د. عبدالحليم خضر، منسق المشروع في جامعة النجاح الوطنية، مشدداً أهمية هذه العملية في تحسين جودة التعليم، تعزيز الحراك الأكاديمي، وضمان الاعتراف بالمؤهلات الجامعية على المستوى الدولي.

وتميزت الندوة بمشاركة نخبة من الخبراء البارزين في مجال إصلاح التعليم العالي، حيث تناولت الجلسات الجوانب الأساسية لعملية بولونيا والتحديات المرتبطة بتنفيذها، وكان من أبرز المتحدثين: البروفيسورة آن كاثرين إيزاكس من جامعة بيزا، والتي استعرضت التطور التاريخي لعملية بولونيا وأهميتها في توحيد معايير التعليم العالي الأوروبي، والسيدة ماج هيلغا بوسيت، من وزارة التعليم الفيدرالية النمساوية، والتي تناولت الالتزامات الأساسية المطلوبة من الجامعات لضمان التوافق مع معايير المنطقة الأوروبية للتعليم العالي EHEA ، والبروفيسورة كارلا سالفاتيرا من جامعة بولونيا، حيث قدمت رؤى عملية حول كيفية تصميم المناهج الدراسية بناءً على مخرجات التعلم لتعزيز الجاهزية لسوق العمل، ود. إليسا بيتروتشي، من مركز CIMEA لمعادلة الدرجات الأكاديمية، والتي ناقشت سبل تعزيز الاعتراف بالمؤهلات الأكاديمية دولياً وأثرها على حركة الطلبة والباحثين، والسيدة أولغا بوجولراس من جامعة برشلونة، حيث عرضت تجربة جامعتها في ضمان الجودة وتطبيق معايير بولونيا داخل مؤسسات التعليم العالي. 

هذا ولم تقتصر الندوة على تقديم العروض الأكاديمية فحسب، بل شكلت منصة حوارية نشطة ناقش فيها المشاركون فرص تحسين جودة التعليم العالي عبر تطبيق نظام بولونيا، ودوره في تعزيز فرص العمل لخريجي الجامعات. وتطرقت النقاشات إلى محور أساسي تمثل في التحول إلى التعليم القائم على المخرجات، والذي يعتمد على تطوير المهارات العملية للطلبة، بالإضافة إلى تعزيز نظام ضمان الجودة في الجامعات لضمان توافق المناهج مع احتياجات سوق العمل.

كما خرجت الندوة بمجموعة من التوصيات، بهدف تنفيذ عملية بولونيا في مؤسسات التعليم العالي، وكان من أبرزها: تطوير خطط وطنية لدعم تنفيذ معايير بولونيا مع التركيز على تحسين المناهج وضمان الجودة، تعزيز التعاون بين الجامعات من خلال برامج الشهادات المشتركة والمشاريع البحثية الدولية، وتسريع التحول الرقمي في التعليم العالي فضلاً عن استخدام الشهادات الرقمية لتسهيل الاعتراف بالمؤهلات الأكاديمية، بالإضافة إلى تنظيم ورش عمل وبرامج تدريبية مستقبلية لضمان استمرارية تطوير قطاع التعليم العالي.

يذكر أن جامعة النجاح الوطنية قد أطلقت بشكل رسمي مشروع "BASE" بولونيا لتعليم العلوم في فلسطين والأردن في فبراير 2025؛ بهدف تطوير كليات العلوم في الجامعات الفلسطينية والأردنية بما يتناسب مع معايير بولونيا الأوروبية. وتأتي هذه المبادرة بالتعاون الوثيق مع وزارتي التعليم العالي في فلسطين والأردن وهيئات الاعتماد الدولية، بالإضافة إلى شراكات مع جامعات محلية وعربية وأوروبية رائدة.

ويسعى المشروع إلى إدخال إصلاحات جوهرية على برامج البكالوريوس في العلوم، من خلال إعادة هيكلة البرامج الأكاديمية وفق نظام بولونيا، مما سيمنح الطلبة فرصاً لإتمام دراستهم في فترة زمنية أقصر مع ضمان الاعتراف الدولي بشهاداتهم. كما أن هذه الخطوة تهدف إلى تعزيز التعليم التقني وتأهيل الخريجين لاحتياجات سوق العمل، مما يسهم في تقليل البطالة ودعم النمو الاقتصادي.

وتواصل جامعة النجاح الوطنية دورها الريادي في قيادة الإصلاحات الأكاديمية، وتعزيز مكانتها كمركز أكاديمي للابتكار والتطوير في التعليم العالي. حيث أن هذه الندوة ليست سوى بداية لمسيرة متواصلة من التطوير الأكاديمي، حيث تؤكد الجامعة التزامها بتقديم تعليم متميز قائم على المعايير الدولية، وتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي، وإعداد خريجين قادرين على مواجهة تحديات سوق العمل العالمي.