شارك وفد أكاديمي من جامعة النجاح الوطنية في اجتماع اللجنة العلمية لاختيار المشاريع المقدمة ضمن النداء البحثي الخاص بمبادرة "IC Migrations-Palestine"، والذي يركز على قضايا الهجرة واللجوء والتحديات التي تواجه قطاع التعليم والصحة في فلسطين، ولا سيما في غزة. وذلك خلال الفترة من 25-30/1/2025 في فرنسا.

وضم الوفد المشارك كلًا من: أ.د. منقذ شتيه، مدير المراكز العلمية، وأ.د سائد الخياط، مدير وحدة المنح والمشاريع، ود. أكرم داود من كلية القانون والعلوم السياسية، ود. أسعد تفال، منسق برنامج ماجستير دراسات الهجرة واللاجئين.

وخلال الزيارة، عقد الوفد سلسلة من الاجتماعات مع عدة باحثين وأكاديميين من الجامعات والمؤسسات البحثية الشريكة، بما في ذلك جامعة باريس 1 بانتيون-سوربون، المدرسة العليا للدراسات الاجتماعية (EHESS)، المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)، معهد الدراسات المتقدمة في العلوم الاجتماعية (EPHE)، ومعهد دراسات الهجرة (IC Migrations). حيث تمت مناقشة إمكانيات التعاون الأكاديمي في برامج الماجستير ذات الصلة، وتم الاتفاق على وضع آليات لتنفيذ برامج تبادل طلابي وأكاديمي بين جامعة النجاح الوطنية والجامعات الفرنسية الشريكة، مما يعزز فرص الطلبة والباحثين الفلسطينيين للاستفادة من التجربة الأكاديمية والبحثية الفرنسية.

وفي السياق ذاته، شارك أ.د شتيه ود. داود في طاولة مستديرة ضمت عدداً من الباحثين والمهتمين بالشأن الفلسطيني من الجامعات الفرنسية الشريكة. وخلالها، قدم أ.د شتيه عرضاً حول تأثير الاحتلال على الزراعة الفلسطينية والأمن الغذائي الفلسطيني، كما تناول أبرز التحديات التي تواجه القطاع الزراعي الفلسطيني نتيجة القيود المفروضة على الأراضي والمياه، وانعكاس ذلك على الاستدامة الزراعية والاقتصاد المحلي. 

من جانبه، تناول د. داود القضية الفلسطينية من الناحية القانونية، حيث استعرض الانتهاكات القانونية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وأبرز التحديات التي تواجه القضية في المحافل الدولية، مسلطاً الضوء على أهمية توثيق الانتهاكات وسبل تعزيز الدعم القانوني للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي.

وفي سياق متصل، قدم أ.د الخياط محاضرة حول "مبادرة غزة" التي أطلقتها جامعة النجاح لدعم الجامعات الفلسطينية في قطاع غزة خلال الحرب، حيث استعرض الجهود المبذولة لتعزيز استمرارية التعليم العالي في ظل الأزمات. كما قدم د. تفال محاضرة حول الدعم النفسي الذي تقدمه جامعة النجاح لطلبتها، موضحاً البرامج التي تهدف إلى تعزيز الصحة النفسية للطلبة في ظل التحديات الراهنة.

بدوره، أكد أ.د. عبد الناصر زيد، رئيس جامعة النجاح الوطنية، أهمية مثل هذه المبادرات الأكاديمية التي تعكس المكانة المرموقة التي وصلت إليها الجامعة والسمعة الأكاديمية المتميزة التي تتمتع بها على المستوى الدولي. وأشار إلى أن مشاركة الجامعة في مثل هذه الفعاليات العلمية تؤكد التزامها بتعزيز التعاون البحثي الدولي، والانفتاح على التجارب الأكاديمية العالمية، مما يسهم في تحقيق رؤية الجامعة بأن تكون مركزًا للتميز والابتكار.

كما أشادت د. خيرية رصاص، نائب رئيس الجامعة للشراكات والمبادرات العالمية، ورئيس اتحاد الجامعات المتوسطية (UNIMED)، بنتائج هذه الزيارة، مؤكدة أن ما تم تحقيقه من تفاهمات واتفاقيات مبدئية سيفتح آفاقا جديدة للتعاون الأكاديمي، وتحديداً في مجال الدراسات العليا والبحث العلمي. وأضافت أن الجامعة تسعى بشكل مستمر إلى تعزيز حضورها الدولي والاستفادة من الخبرات العالمية في تطوير برامجها الأكاديمية والبحثية، بما يسهم في خدمة المجتمع الفلسطيني والارتقاء بمخرجات التعليم العالي.

وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود البحثية المشتركة بين الباحثين الفلسطينيين والمؤسسات الأكاديمية الفرنسية لتعزيز العمل الأكاديمي الموجه نحو معالجة القضايا الملحة في المنطقة حيث تم اختيار المشاريع الفائزة وسيتم إعلان النتائج للفرق البحثية المشاركة.