وقد كان تفاعل الطلبة استثنائياً ومميزاً مع المشروع، حيث لمس المدرسون فيهم الحس الوطني العالي والحرص على الاهتمام بالتفاصيل وإتقان العرض والتصميم وقد اشمل المشروع (كسائر مشاريع التصميم لطلبة برنامج الهندسة المعمارية) على مراحل البحث، تحليل الموقع، توليد الفكرة، تشكيل التكوين المناسب، وتصميم المخططات، وتتميز هذة الطريقة العالمية المتبعة بالتصميم بعملها على دمج جميع الخطوات بطريقة تشعبية ومتزامنة بدلاً من فصلها عن بعضها البعض. مما يعطي نتائج مميزة تؤدي لفوز طلبة البرنامج في العديد من المسابقات العالمية سنوياً.

 وقد علقت الطالبة مرام اسماعيل على المشروع قائلة: "عندما قيل لنا أن مشروعنا سيكون في غزة، كنت سعيدة جداً، لأنني شعرت بأنه يمكنني تقديم شيئاً يمكن أن يضيف أملاً، لوناً وسط هذا الرماد، وسعدت جداً لأن غزة تستحق منا أن نبذل عملنا ووقتنا وأن نعيد لها الحياة ولو بتصميم بسيط، والشيء الذي أبهجني أيضاً هو ربط الدراسة بالواقع لا انفصالنا عنه، لتصبح تصاميمنا ذات معنى ورسالة وهدف وفائدة فيذهب خيرنا لبلادنا ونعمرها بأيدينا. وخلال مرحلة البحث في المشروع قمت بالاطلاع على خرائط قطاع غزة ونشرات الأخبار وتحليلاتها حتى تعرفت على شوارعها ومواقعها وعملت على ربط المركز الصحي بالبيئة المحيطة وتعزيز صموده من خلال توفير مساحات آمنة وترفيهية للناس وفي نفس الوقت علاجية، فعرفت غزة عن بعد وعرفتني غزة بتصميمي وأتيحت لنا الفرصة لنقاوم بطريقة أخرى فكل واحد منا يؤدي رسالته بطرق شتى من العلم والعمل.

في الختام، وعلى الرغم من الضغط والمعيقات التي شهدها الطلبة بسبب تضييقات الاحتلال في الضفة الغربية وحربه الغاشمة على قطاع غزة، إلا أن إرادة التحدي والصمود لدى الطلبة والمدرسين أسهمت في تتويج هذا المشروع بالنجاح وتقديم قرابة ال70 مشروعاً مقاوماً ومميزاً لتصميم مركز صحي موزعة في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة، حيث شعر الطلبة أن هذا أقل ما يقدمونه لأهلنا في غزة.

وتتوجه إدارة الجامعة بجزيل الشكر لكل من أعضاء هيئة التدريس د. سامح منى، ود.ايمان العمد، ود. شهد قزيح، وأ. إياد غزال. ومساعدي البحث والتدريس: م. ديانا عناب، وم. لينا خياط، وم.مي جودة، وم.علي دراغمة على جهودهم المميزة التي يبذلونها لبناء مستقبل فلسطيني أفضل بإذن الله.