جامعة النجاح تنظم ورشة عمل حول الأولويات الوطنية في التعليم العالي

بالتعاون مع بعثة التعاون الفلسطيني - الأوروبي للتعليم العالي (Erasmus+)، نظم مكتب نائب الرئيس لشؤون العلاقات الدولية والخارجية في الجامعة ورشة عمل لمناقشة الأولويات الوطنية في التعليم العالي والتي هدفت الى وضع تصورات حول بناء سياسة وطنية فلسطينية شاملة للتعليم العالي ومخرجاته وأولوياته.
حضر الورشة السيد سيمون بريتيني ممثلا عن الاتحاد الاوروبي في فلسطين والدكتور ايهاب القبج، ممثلا عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور نضال الجيوسي، مدير مكتب التعاون الاوروبي الفلسطيني والدكتورة خيرية رصاص نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الدولية والخارجية والدكتور محمد السبوع النائب الاكاديمي في الجامعة، والدكتور عماد بريك منسق مشاريع الاتحاد الاوروبي في الجامعة، كما حضر الورشة نواب رئيس الجامعة ومساعدوه وعمداء الكليات ومدراء المراكز العلمية والادارية.
وافتتحت الورشة الدكتورة رصاص بالحديث عن أهمية وضع استراتيجية وطنية لاولويات التعليم العالي في فلسطين في ظل تنامي التطورات العلمية والتكنولوجية والتقنية العالمية وضرورة تأهيل الخريج للمتمع بالخبرة العلمية والجودة الكافية والقدرة على إتقان مهارات القرن الحادي والعشرين، كما تحدثت عن تحديد الاولويات بما يتناسب مع أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الامم المتحدة وهي محاربة الفقر والجوع وتطوير قطاعات الصحة والتعليم والمساواة بين الجنسين وتطوير شؤون المياه والطاقة والصرف الصحي والنمو الاقتصادي والصناعة والابتكار ودعم ذوي الاحتياخات الخاصة وتعزيز المدن المستدامة والاهتمام بالمناخ والبيئة والسلام والعدل والقانون والشراكة وذلك لتتقاطع هذه الاهداف مع مجالات عمل مؤسسات التعليم العالي في فلسطين، وبالتالي التركيز على هذه القطاعات عند صياغة أولويات التعليم العالي محلياً ومطابقتها مع التوجهات العالمية. مشيرة الى أهمية التفكير بالاسواق العالمية لعمل خريجي مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني وذلك من خلال اندماجهم في مجالات العمل عن بعد وذلك بالتركيز على جودة مخرجات التعليم.
السيد بريتيني تحدث خلال كلمته عن دور الاتحاد الاوروبي واهتمامه بالاستمرار بدعم المشاريع الهادفة لتعزيز وتمكين مؤسسات التعليم العالي في فلسطين وأكد على أهمية الاستفادة من مشاريع اراسموس بلس ودور هذه المشاريع في تحقيق أهداف التنمية والدعم للمجتمع الفلسطيني وبناء كوادره البشرية مؤكداً على توفر الخبرات والكفاءات لدى مؤسسات التعليم العالي الفلسطيني ومشجعاً لها على المضي قدماً في المزيد من المشاريع الهادفة للتخلص من البطالة والفقر.
وتطرق الدكتور القبج الى ما حققته مؤسسات التعليم العالي في فلسطين من إنجازات رغم التحديات الكبيرة التي تواجه قطاع التعليم، وتحدث عن مخرجات الجامعات الفلسطينية من خريجين متفوقين حصلوا على شهادات المزاولة بنسب تصل الى مائة بالمائة من مختلف التخصصات. كما تحدث عن أهمية التكامل بين مؤسسات التعليم العالي وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص وتشجيع ثقافة التعلم المهني والتقني.
أما الدكتور الجيوسي فتحدث عن ضرورة تحديد أولويات التعليم العالي وسياساته وأهمية تقاطعها مع الاولويات المعلنة للاتحاد الاوروبي وذلك للاستفادة من المشاريع المشتركة التابعة لاراسموس بلس، وأشار الى أهمية الوصول الى أولويات واضحة من أجل الحصول على تفاعل الاتحاد الاوروبي إيجاباً مع المشاريع المقدمة، مع الاشارة الى أهمية تطوير نظام التعليم العالي الفلسطيني بالتعاون بين مختلف مؤسساته، وبالاعتماد على الخبرات المحلية والمستشارين المحليين، وذلك للنهوض بالتعليم العالي، وأكد على أهمية أن تكون مخرجات التعليم العالي منافسة في السوقين المحلي والدولي، مشجعاً المشاركين بالورشة على الاستفادة من تبادل الخبرات التي تتيحها مشاريع اراسموس بلس للاكاديميين والاداريين. كما تحدث السيد الجيوسي عن التعليم الافتراضي وضرورة دراسته ودراسة مدخلاته ومخرجاته باعتباره توجهاً تعليمياً عالمياً، والذي يتيج الفرص لشرائح واسعة للحصول على تعليم عالٍ عالمياً.
وتحدث الدكتور بريك عن أولويات الاتحاد الاوروبي ومشاريعه وسياسات التعليم العالي الاوروبي ومشروع اراسموس بلس وغبره من مشاريع الاتحاد الاوروبي، كما تحدث عن دور المنافسة على المشاريع الاوروبية في التشجيع على التقدم بمشاريع توفر الشروط والمواصفات والجودة المطلوبة لتحسين القدرة التنافسية المفتوحة للجميع، كما شرح آلية العمل للتقدم لمنح مشاريع اراسموس بلس والمعايير المستخدمة في تقييم المشاريع المقترحة، وأكد في ختام حديثه على أهمية بناء أولويات التعليم العالي في الدول بما يتناسب مع احتياجات التعليم العالي وسياساته لبناء المجتمع مع التركيز على بناء القدرات للخريجين، وتعزيز العلاقات بين التعليم والمصانع والشركات، مشيراً الى أن إتخاذ القرار بقبول أي مشروع مرتبط بالتقاطع مع اولويات واستراتيجيات التعليم العالي التي تتبناها وزارة التعليم العالي في البلد مقدم الطلب. وإختتم بالاشارة الى أن نسبة ما قدمته وفازت به فلسطين من مشاريع خلال الفترة الماضية قد فاق ما قدمته الكثير من بلدان الشرق الاوسط وشمال أفريقيا.
الدكتور السبوع تحدث عن الخطة الاستراتيجية للجامعة وتقاطع اولويات التعليم العالي مع الخطة المذكورة، مع اشارته لأهمية الاستمرار بالتطوير والتحديث للنظم والوسائل والادوات التي تستخدمها مؤسسات التعليم العالي لضمان جودة المخرجات، وأن تحتوي هذه المخرجات (الخريجين) على متطلبات العصر مع التركيز على تكنولوجيا المعلومات دون استثناء التخصصات الانسانية وإنما تضمين هذه التخصصات بالتقنيات العصرية.
وفي ختام الورشة تم تداول قضايا التعليم العالي وعلاقتها بمشاريع اراسموس بلس وبناء الاولويات وصياغتها على المستوى الوطني بحضور المشاركين الذين قدموا مقترحات مميزة للنهوض بقطاع التعليم العالي، وتوصيات تهدف الى صياغة مسودة الاولويات الساعية الى مواءمة التعليم العالي مع أهداف التنمية المستدامة.