جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تعتبر بيئة التعلم الشخصية توجهاً جديداً في حقل التعليم ومحور اهتمام الأساتذة حول العالم على الرغم من محدودية الاستثمار في هذا المجال، ففي فلسطين نرى الدكتورة منى نبيل الضميدي أحد هؤلاء المهتمين، وهي امرأة فلسطينية طموحة ذات رؤية عظيمة.


بقلم: شذى جرارعة

بيئة التعلم الشخصية (PLE ،Personalized Learning Environments) هي نظم تساعد المتعلمين على السيطرة وإدارة عملية التعلم الخاصة بهم، وهذه النظم تشمل تقديم الدعم للمتعلمين في تحديد أهداف التعلم الخاصة بهم وإدارة التعلم من ناحية المحتوى والآليات على حد سواء.

ولدت الدكتورة ضميدي في مدينة نابلس عام 1988وهي حاصلة على شهادة البكالوريوس مع مرتبة الشرف بتخصص هندسة الحاسوب من جامعة انلجاح الوطنية عام 2010 ، وحاصلة على شهادة الماجستير بتخصص هندسة البرمجيات المتقدمة وادارة البيانات من جامعة مانشستر عام 2011 وعلى شهادة الدكتوراة بتخصصعلم الحاسوب من جامعتي مانشستر وبرمنغهام عام 2011.

وهي مشرفة منظمة IEEE – الفرع الطلابي في جامعة النجاح الوطنية وعضو مجلس ادارة في مؤتمر ArabWIC والمدير الاداري لمنظمة Girls In Tech Palestineوتعمل حاليا كمدرس مساعد بقسم هندسة الحاسوب في جامعة النجاح الوطنية .

وتركز في أبحاثها على بناء بيئات تعلمية شخصية باستخدام التعلم الآلي، ففي عام 2018 ، نشرت كتابًا وورقتين بحثيتين قدمت من خلالهم منصة جديدة لتوليد أسئلة تقيمية تلقائياً باستخدام الويب الدلالي.

نظام بيئات تعلم شخصية

أصدرت الدكتورة ضميدي بحثين بعنوان: OntoPeFeGe: Ontology-Based Personalized Feedback Generator"  و"Evaluating the quality of the ontology-based auto-generated questions" وألفت كتابا تحت عنوان: "Terminological Ontology Evaluator in eLearning"، طورت من خلالهم فكرة بناء نظام بيئات تعلم شخصية لايمانها بأن بيئات أنظمة إدارة المحتوى كنظام مودل تهمل تفردية الطالب، بما معناه أن نظام مودل يقدم محتوى المادة عبر الانترنت، بحيث يتمكّن الطالب من الوصول إليه بأي وقت، ويتلقى الطلبة الجيدون والذين يجدون صعوبة في التعلم المحتوى بنفس الأسلوب، لذا ظهرت فكرة بناء نظام جديد كليا من الألف إلى الياء يركز على الطلبة كأفراد.

آلية عمل النظام

يزود النظام، الذي يحتوي على محتوى تلقائي يلائم الخصائص الخاصة بكل طالب، كل طالب بتغذية راجعة، ويتكون من ثلاثة عناصر وهم الأستاذ والطالب والنظام، بحيث يتعقب النظام أفكار الطالب واهتماماته مثل ما نوع المقالات التي يهتم بقرائتها، ثم يبدأ المعلم بتكييف أسئلة تقييمية، ونوهت الدكتوة ضميدي بأنه لا يتولد المحتوى التلقائي بشكل عشوائي بل هو مبني على أسس معينة كتصنيف بلوم.

الرسوم البيانية المعرفية

عندما قابلت الدكتورة ضميدي ذكرت بأن النظام مبني على رسوم بيانية معرفية أو ما تسميه بال(ontologies) شبيهة بدماغ الإنسان، بحيث تُبني هذه الرسوم على المادة التعليمية.

ال(ontology) هو رسم بياني مفصل للمعرفة يمكن للكمبيوتر قراءته وجعله منطقيًا تمامًا مثل نظام الأوامر الصوتية، وهناك رسوم بيانية متعددة يمكن للمصمم اختيار واحدة تلائم احتياجات الطلبة، وذكرت ضميدي بأن بحثها لا زال مستمراً، ولكن تم الانتهاء من مرحلتين مهمتين وهي المرحلة التجريبية ومرحلة أداة التقييم للرسم البياني المعرفي، ويذكر أن الدكتورة ضميدي  تشارك الدكتور محمد جرار من جامعة بيرزيت هذا الاهتمام، بحيث أنهم يتفردون في بناء دراساتهم على مفهوم ال(ontology) في فلسطين.

دور المعلم في النظام

وفيما يتعلق بدور المعلم في النظام، تقول الدكتورة ضميدي: "لا نستطيع أن نستثني المعلم من العملية التعليمية، حيث أنه جزء مهم من النظام، ويقوم المعلم بدور المقيِّم في هذه العملية، حيث يتأكد من أن التغذية الراجعة تناسب الطالب أم لا."

كما أن النظام لا يزود الطالب بتغذية راجعة شخصية فقط، وإنما يقدم المساعدة أيضاً للمعلم الذي يقضي ساعات طويلة في بناء المحتوى والأسئلة التقيمية، فكل ما عليه فعله هو التأكد من أن الأسئلة ملائمة لجميع الطلبة.

التحديات خلال عملية تطبيق النظام

تحدثت ضميدي عن التحديات التي واجهتها خلال عملية التطبيق، حيث كان أكبر تحدي هو معالجة لغة البرمجة، فمثلاً إذا ولّد النظام سؤالاً يقيّم مفهوما تربويا ما، قد تكون صيغة السؤال الموجهة للطالب غير واضحة، لذا لا زلنا بحاجة لمدخلات من قبل المعلم للتأكد من أن صيغة السؤال مناسبة لكل طالب، أما التحديات الأخرى فتمثلت بكون ال(ontologies) التعليمية محدودة جداً حول العالم ولا تركز بشكل خاص على قطاع التعليم، فلا نعلم اذا كانت هذه الرسوم الموجودة تناسب الطلبة أم لا، كما أضافت بأن الاستثمار في قطاع التعليم محدود جداً في فلسطين والعالم بشكل عام.

وذكرت ضميدي بأنها قامت بعمل تجربة على طلبة جامعة النجاح في مساق شبكات الكمبيوتر، وكانت النتائج ايجابية جداً، حيث تقبل الطلبة التغذية الراجعة جيداً وارتفع تحصيلهم الدراسي في المساق بالرغم من عدم علمهم بأنه يتم تقييمهم فردياً، وأضافت: "أنا قمت بكتابة بحثين ونشر كتاب، وقام طلبة قسم هندسة الحاسوب ببناء النظام."

أما بالنسبة للمعلمين، فذكرت بأنهم بحاجة لدورات تدريبية لتقبل فكرة النظام والبدء بتطبيقه، وقدمت اقتراحا بدمج النظام بمودل لخلق برنامج تكاملي في مركز التعلم الالكتروني في الجامعة.

وأشارت ضميدي إلى التحديات التي لا زالت تواجهها خلال استخدام نظام مودل أهمها عدم توفر نظام تشغيل في الوقت الحقيقي، بمعنى آخر، لا يعلم الطالب بأن لديه محتوى مضاف إلى حين إخباره بذلك، كما يقوم المعلم بخلق المحتوى من البداية والتغذية الراجعة ليست شخصية، كما أن مودل نظام غير تفاعلي، فيفضل المعلمون استخدام فيسبوك مثلا لتوفر نظام تشغيل في الوقت الحقيقي هناك، وأضافت: "بإمكاننا تعديل الكثير على نظام مودل وجعله تفاعليا أكثر، ولكن سيبقى النظام لا يراعي تفردية كل طالب."

واختتمت الدكتورة ضميدي: "في فلسطين لدينا المواهب والعقول، ولكننا بحاجة لتوجيه، فاذا استثمرنا العقول، سنصل إلى العالمية، يجب علينا أن ندعم بعضنا البعض وننظر إلى الجانب المشرق دائما، فكل شخص لديه رسالة، ورسالتي هي أن نعمل بجد ولنخلق رؤية لنكون التغيير في العالم، حيث أن هذا يعتبر جزءا من مقاومتنا ونضالنا، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة."

لمزيد من المعلومات حول الأبحاث، يرجى زيارة المواقع التالية:

https://ieeexplore.ieee.org/document/8379418?fbclid=IwAR3Ih8EwL5cfksPAAwxLSdJ_B9Cdd1Guo0_iMAd50B5LO9EmJOMydHl0phU

https://slejournal.springeropen.com/articles/10.1186/s40561-017-0046-6?fbclid=IwAR2HbDctfbZ-rKzcfFew9mP83GJ0doh_dp3l54_CE2p9kCoA8hP1vbDB_VI

https://www.amazon.com/Terminological-Ontology-Evaluator-eLearning-Demaidi/dp/6139871425?fbclid=IwAR3pgWH2AYWASadDveRgKXYJbdYywQ-hzVGEC-q0oCjBmW5XLUlmrCswN9I

 


Read 1093 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية