جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


عقدت كلية التمريض ورشة عمل بعنوان "المخدرات وتأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع الفلسطيني"، وعقدت الورشة بالتعاون مع جمعية الصديق الطيب ممثلة بمدير الجمعية السيد ماجد علوش والدكتورة فيوليت فاشه والسيدة عفاف ابو ربيع، وقد نسق للورشة الاستاذ محمد مرعي، وقد حضر الورشة الدكتورة عائدة ابو السعود القيسي، عميدة الكلية، واعضاء الهيئة التدريسية الأستاذة نجوى صبح, الأستاذة شروق قادوس, الأستاذة ايمان الشاويش، والاستاذة زهرة خدرج و الأستاذة سماح اشتية وطلبة سنة ثانية وثالثة ورابعة تمريض.

وكانت الورشة قد افتتحت بتقديم ورقة عمل من الاستاذة عفاف ربيع عن المخدرات وانواعها، حيث تناولت فيها تعريف المخدر بانه تلك المادة التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان لدى تعاطيه إياها كما تؤثر على نشاطه العقلي وحالته الصحية والنفسية. وقد تحدثت عن أنواع المخدرات حيث أوضحت بأن هناك تصنيفات للتعرف على أنواع المخدرات وتسهيل عملية التمييز بينها فالتصنيف الأول وهو يستند إلى مصدر المادة المخدرة وهذا التصنيف يقسم المخدرات إلى أنواع ثلاث:مخدرات طبيعية: ذات أصل نباتي ويتم استخدامها بدون أي تصنيع مخبري وإنما بإضافة قليل من المواد المذيبة للبذور والثمار لتسهيل عملية حفظها وتنقيتها ومن ثم تعاطيها مع العلم أن هناك (8000) نبتة في العالم لها آثارها المخدرة. والتي تستخدم في عدة أغراض بعضها معروف وشائع مثل الأفيون والقات والقنب والكوكا. وأما التصنيف الثان مخدرات نصف تخليقية: وهذه عبارة عن مواد ناتجة من تفاعل كيميائي بسيط ولا تحتاج إلى معامل لتصنيعها حيث يتم خلط كمية قليلة من المواد الكيميائية "أسيل كلوريد" إلى بعض أجزاء من النبتة بهدف إنتاج مادة ذات فاعلية أعلى من حيث قدرتها على التخدير مثال ذلك الهيروين (الكوك بلغة المدمنين في مجتمعنا) الذي يستخرج من قاعدة المورفين المستحضر من الأفيون أما التصنيف الثالث فهي المخدرات التخليقية: وهي مواد مصنعة من تفاعلات كيميائية معقدة بين عدة مركبات كيميائية ويتم تصنيعها عبر مراحل وهذه لا يمكن إنتاجها إلا داخل المعامل ومثال عليها كافة الأدوية ذات التأثير المخدر مثل الفاليوم والاسيفال والاكستازي و P.C.P و L.S.D والامفيتامينات.

وقد تناولت الأسباب الخفية وراء تعاطي المخدرات حيث أنها اوضحت بأن هناك عوامل ذاتية: أي ما يحيط بالفرد نفسه، فالإنسان في حياته اليومية يواجه العديد من المشاكل التي يجب أن يواجهها بشجاعة فان كان هناك عدم قدرة على المواجهة فانه من السهل أن يقع في دائرة الإدمان ومن أهم تلك العوامل الذاتية:التفكك الأسري, المدرسة, وشلة الأصدقاء, حب الاستطلاع, اضطراب الشخصية, الهروب من إحساس معين, ووهم النشاط الجنسي. وأيضا تناولت العوامل الاقتصادية: فالقاعدة العامة فيما يتعلق بالمشاكل الاجتماعية والسلوكية إن انخفاض مستوى الدخل يساعد على تهيئة الأرضية لمثل تلك المشاكل والعوامل السياسية: قد يكون الاضطهاد والاستعمار والفساد وما يرتبط بها من تخلف وفساد في النظم الاقتصادية والعلاقات الإنسانية والاجتماعية من الأسباب المؤدية إلى تعاطي المخدرات.  وأيضا تناولت العوامل الثقافية: وهي مجموعة القيم المعنوية والخلقية والدينية التي تسود الجماعة ولا ريب أن إتباع الجماعة لتعاليم وقيم ايجابية يبدأ عند الأبناء من الطفولة.

وبعدها قامت الدكتورة فيوليت فاشه بتقديم ورقة عمل حول الفلسفة العلاجية المتبعة في الجمعية لعلاج المدمنين، وتخلل ورشة العمل أيضاً حديث احد المدمنين عن تجربته الشخصية ومدى الدروس والعبر التي توصل اليها.

كذلك تم عرض فيلم تعليمي لمدة نصف ساعة عن المخدرات ومدى تأثيراتها على الشخص المتعاطي والذي فتح باب الاسئلة والنقاش بين الطلبة والمحاضرين.

وقد تناول الاستاذ ماجد علوش مدير الجمعية مشكلة الإدمان في المجتمع الفلسطيني فسهولة التسريب والترويج بل وأكثر من ذلك وجود توجه سياسي لإغراق السوق بالمخدرات أي زيادة الفرص, الضعف التربوي والجهل بحجم المشكلة وكيفية الوقاية منها, غياب السلطة الوطنية والمؤسسات الخدماتية, عدم وجود قوانين ردع واضحة, الجو السياسي وما يفرضه من احباطات ومخاوف, وجود معتقدات خاطئة عن المخدرات وآثارها مثل جلب السعادة، مستوى الرجولة،  القدرة الجنسية....الخ.وقد تناول الآثار والانعكاسات المترتبة على عملية التعاطي:الآثار الصحية الجسمية, الآثار النفسية والعصبية, الآثار الاجتماعية, والآثار السلوكية والخلقية. ففي الأضرار الاجتماعية:يصاب المتعاطي بالكسل والاتكال وعدم الثقة بالنفس ويصبح عاطلا عن العمل, مشاكل أسرية متنوعة ابتدءا بالمشاحنات الزوجية وانتهاءً بالطلاق., تفكك اسري حيث يعيش الأبناء بدون قدوة أو يتشتتون ما بين أم وأب في حالة الطلاق, انهيار القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الأبناء حيث من الممكن أن يتعلم الأبناء الإدمان ويقتدون بالأب, انخفاض حاد في مستوى الدخل الأسري ربما يؤدي إلى خروج الأبناء من المدارس والاتجاه نحو العمل في سن مبكرة, نبذ المجتمع للمدمن وأسرته وما يترتب على ذلك من اضطرابات نفسية ووجدانية وهناك الأضرار السلوكية والخلقية: مثل انحرافات جنسية، ممارسة جنسية شاذة أو اغتصاب, انهيار للقيم الأخلاقية وعدم القدرة على ضبط النفس والانجرار وراء الدوافع والغرائز, سرقات واختلاسات, نصب، غش، خداع، كذب، سمات تصبح جزء لا يتجزأ من شخص المدمن, جرائم القتل والسطو. وهناك ايضا أضرار قومية ومجتمعية: خلق مجتمع مريض صحيا واجتماعيا ونفسيا على المدى البعيد, قلة الإنتاج لان المتعاطي يصبح عاطلاً غير قادر على القيام به, أضرار كبير بالاقتصاد القومي حيث يحدث انخفاض ملحوظ نتيجة لقلة القوى الإنتاجية, اضطراب في العمل نتيجة تأخر المدمنين عن مواعيد العمل أو محاولاتهم تجاوز القوانين والأنظمة أو انفعالهم ودخولهم في مشاحنات مع زملائهم, ضياع وقت كبير يقدر بملايين الساعات سنويا بسبب الأمراض التي تسببها المخدرات, سيادة حالة من عدم الأمان والاضطرابات لدى أبناء المجتمع نتيجة ارتفاع نسبة المشاكل السلوكية والأخلاقية والتي تصل في بعض الأحيان إلى حد القتل.

وقدمت عميدة الكلية د. عائدة ابو السعود القيسي درع الجامعة الى الدكتورة فيوليت فاشه كشكر وتقدير على الجهود الذي تبذلها جمعية الصديق الطيب لمكافحة المخدرات في فلسطين وكذلك تم تقديم دروع تكريمية للمحاضرين في الورشة.


© 2025 جامعة النجاح الوطنية