جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


شرفني صديق بدعوته لي من اجل المشاركة وحضور مؤتمر في حرم جامعة النجاح الوطنية، منذ ايام ، وكان عنوان المؤتمر" دور الخدمة الاجتماعية في فلسطين" لن ابدا بالشرح ولن اطيل بالاسهاب عن ما تشهده جامعة النجاح الوطنية من توسع جغرافي وفي الاهتمامات والخبرات، كما انني لن ابدا بالحديث عن حسن التنظيم للمؤتمر وكيف تم اخراجه بمستوى مهني عالمي، عدى عن التفاصيل اللافتة الاخرى، ولكن اسمحو لي ان أتوقف عند قضية محددة، كانت بالنسبة لي اكثر ما يميز هذه الجامعة العريقة.

لقد عرضت خلال المؤتمر عدة اوراق عمل، لكنني توقفت مطولا عند تجربة "مركز الخدمة المجتمعية  " في جامعة النجاح، وما لفتني بشدة في اداء ذلك المركز، مشروع (أفقر الفقراء) الذي تتلخص فكرته وهدفه بمساعدة الاسر الفقيرة جدا، وذلك بالمساهمة في تحسين شروط العيش والسكن لتلك الاسر.

والمفاجيء في الامر كان أن الطاقم نفذ انشطته ومساهماته ومحاولاته في عملية تحسين العيش مع تلك الاسر،" ببساطة "بدون تمويل خارجي، بل وبدون تعقيدات، حيث يتوجه طاقم من المركز الى بيت الاسرة أو بالأصح ما يشبه البيت، ليحدد امكانيات التدخل ثم يقوم الطاقم والذي يضم (طلبة من الخدمة الاجتماعية، وطلبة من كلية الهندسة) بجمع ما أمكن من التبرعات لمصلحة تلك الاسرة، ثم ينفذون الاصلاحات المطلوبة.

وبينت ورقة العمل بالوثائق ما استطاعت ان تشعرنا ان هناك فرقا حدث لتلك الاسر، خلال فترات وجيزة جدا، ما لفتني واثار استغرابي، هو لأنني على اطلاع على تجارب مؤسسات اخرى، تحاول القيام بنفس الدور، ومعالجة قضايا شبيهه، لكنها انفقت ولا زالت تنفق عشرات الاف الدولارات، اولا لمصلحة استشارين ليقوموا بتصميم استمارات قياس مستوى الفقر، ثم عشرات الاف الدولارات الاخرى لتعبئة الاستبانات، وعشرات اخرى للتحليل وهلم جرا، بحيث يكون المجموع الكلي للمصروفات قبل التنفيذ مبلغ كبير، ربما لو تم توزيعه مباشرة على تلك الاسر الفقيرة المسجلة بغض النظر عن استحقاقها لساهم في اخراجها من حدة الفقر المدقع .

فكل التحية لجامعة النجاح الوطنية ادارة وموظفين وطلاب على صدق انتمائهم وحسن عطائهم .

اسعد عبدالعزيز


© 2025 جامعة النجاح الوطنية