جامعة النجاح الوطنية
An-Najah National University

You are here


تقرير : هلال كمال علاونه

حيث تقف صاحبة الجلالة، يقف القاصي والداني ليلقي التحية على من كانت فناً وأصبحت علماً وستغدو مستقبلاً لكل من أراد مواكبة العصر وفتح عيونه على تطوراته، إن للصحافة اليوم سحرا جذب الملايين على شاشة واحدة، وجاذبية انتشرت في كل أنحاء العالم، لتنقل خبرا عاجلا في بضع ثوان من أقصى الأرض إلى أدناها، وفي جامعة تتحدى الحاضر لترسم المستقبل ترتسم لوحة فنية جميلة اسمها قسم الصحافة.

يحدثنا الدكتور عبد الجواد عبد الجواد، رئيس قسم الصحافة في جامعة النجاح الوطنية، عن نشأة القسم وتطوره خلال السنين المتعاقبة، حيث نشأ القسم عام 1983 تابعا لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، كجزء من قسم العلوم السياسية  بتخصص فرعي في الصحافة المكتوبة، وفي عام 1994 شهد قفزة نوعية إذ أصبح قسما مستقلا يمنح درجة البكالوريوس في الصحافة، وفي عام 1996 انتقل القسم إلى كلية الآداب، مانحا شهادة البكالوريوس في الصحافة المكتوبة والإعلام الالكتروني والانترنت، ويسعى القسم حاليا لاعتماد تأسيس كلية الإعلام.

سحر المهنة

وفي السياق ذاته، يقول الدكتور عبد الجواد أن القسم يشهد إقبالا كبيرا لدراسة الإعلام لما لهذه المهنة من سحر خاص بسبب الرغبة القوية لدى كثير من الطلبة لأن يصبح الواحد منهم مذيعا لامعا أو صحفيا مشهورا، وقسم الصحافة يضم حاليا 170 طالبا وطالبة، وما نسبته 58 % منهم من الإناث.

وفيما يتعلق بشروط القبول في القسم، يشير رئيس قسم الصحافة إلى انتقاء الطلبة بعناية وتمعن وروية لاستقطاب الطلبة الراغبين والجادين في الإبداع ، إذ يشترط  حصول الطالب على علامة 70 % على الأقل في مساقي مقدمة لدراسة الإعلام ولغة الإعلام بالعربية  وحصوله على علامة لا تقل عن 65 % في مساق انجليزي كلية 111.

ويرى الدكتور فريد أبو ضهير، المحاضر في قسم الصحافة، أن أهم المراحل التي قطعها القسم خلال الخمسة عشر سنة الماضية كانت استقلاله عن قسم العلوم السياسية ثم انتقاله إلى كلية الآداب، وطرأ تحول آخر مهم على القسم وهو تعديل الخطط الدراسية التي أصبحت تغطي جوانب الصحافة المختلفة، منوها في الوقت ذاته إلى استحداث المختبرات المختلفة التي تلبي حاجة الطالب للتدريب وصقل المهارات.

قريبا كلية إعلام

يؤكد الدكتور عبد الجواد على أن تأسيس كلية الإعلام في جامعة النجاح الوطنية هو مسألة إجرائية وهو من الخطط الآنية التي يصبو إليها قسم الصحافة، وهذه الكلية المرتقبة ستمنح درجة البكالوريوس في تخصصات الصحافة المكتوبة والإعلام الالكتروني والعلاقات العامة.

من جهة أخرى، يوضح الدكتور أبو ضهير أن الطموح الكبير لدى جميع العاملين في القسم هو تطويره إلى كلية إعلام بحيث يتمكن الطالب من اختيار تخصص دقيق يستطيع من خلاله التوجه إلى العمل في مجال محدد، ويتمكن من اختيار الفنون المختلفة.

تقول الدكتورة سمر الشنار، المحاضرة في قسم الصحافة، أنه مما لا شك فيه أن التدريب العملي يشكل الرافعة الاساسية لطالب الصحافة، التي من خلالها يجد نفسه في العمل بعد التخرج، لانه اذا امتلك الاساسيات في التخصص لن يجد صعوبة في العمل بعد التخرج، وتشير الدكتورة الشنار الى أنها ترى في طالب الصحافة زميل المستقبل، وأنها تفضل أن تأخذ بيده بحدود الممكن وبما هو متاح سواء في المادة النظرية أو التدريب العملي.

وتؤكد على ان التعامل مع  الناس أو الزملاء يشكل رصيد الاساس لطالب الصحافة قبل أن يمسك القلم ليكتب المقالة، وما نفتقر اليه في الحقل الاعلامي هو عدم اتباع بعض الصحفيين لقواعد التعامل والمهنة.

وتشدد المحاضرة في قسم الصحافة على اهمية العمل بروح الفريق وامتلاك المعلومة الصحيحة من مصادرها الحقيقية وعدم التسرع في نشر الخبر والتواضع في العمل، وعدم اللهاث وراء النجومية بأي ثمن وأن يتم ذلك بالوقت المناسب وعدم حرق المراحل.

بين العملي والنظري

يقول الدكتور عبد الجواد " نحن نؤمن في قسم الصحافة بأن التجربة تؤهل الطالب للناحية العملية أكثر، لأن النظري شيء والواقع شيء آخر، وإذا أردنا أن نُخرج طلابا أكفاء قادرين على مواجهة التحديات علينا أن نتجه إلى التجربة والخبرة العملية"

كما يؤكد على أهمية توفير جو واقعي فالواقع الصحفي الحقيقي هو هكذا كما هو في مختبرات الصحافة، وذلك بهدف كسر حاجز الخوف في نفوس الطلبة وعندما يواجه الواقع سيتعرف على انه مسلح بالإمكانيات والقدرات اللازمة وهي في الآن ذاته فرصة للطالب ليلامس الواقع أثناء جلوسه على مقاعد الدراسة .

أما الأستاذ أيمن المصري المحاضر في قسم الصحافة، فيركز على أن الصحافة شقين : نظري يتمثل بإعطاء المعلومة وهي مهمة لا بد منها، وشق عملي لتطبيق المعلومة على أرض الواقع، فعلى طالب الصحافة أن يدرس المادة من خلال المادة العملية، ويشدد المصري على أن أهم شيء بعد التخرج هو القدرة على التعامل مع الواقع.

من جهته، يعتبر الدكتور أبو ضهير أنه في معظم المساقات هناك جوانب تطبيقية ينبغي على الطالب أن يتدرب عليها، فعلى سبيل المثال في مساقات التصوير يُلزم الطالب بالتدرب على استخدام الكاميرا والتصوير وفي مجال الإخراج والتحرير الصحفي يلزم الطالب بتنفيذ ما تعلمه من إعداد للأخبار والتحقيقات والتقارير، وكذلك الأمر بالنسبة للإذاعة والتلفزيون.

تطور ملموس

" واكب القسم تطورا كبيرا سواء من مختبرات أو من ناحية تقنية أو من حيث الكادر والمدرسين " هذا ما تعبر عنه الأستاذة أماني عودة مساعدة البحث والتدريس ومشرفة وحدة التدريب الإذاعي في قسم الصحافة، وتضيف عودة لاحظت التطور الملموس في القسم من خلال التركيز على الجانب النظري سابقا، أما اليوم فالإمكانيات متاحة ومتعددة، مع طموح كبير لتطويرها أكثر فأكثر، وتعبر مساعدة البحث والتدريس، التي تفوقت أثناء دراستها في القسم، عن فخرها بما توصل إليه القسم.

مهارات صحفية

يذكر الاستاذ أيمن المصري الذي يدرس مساقات التحرير الصحفي سواء المكتوب أو الاذاعي أو التلفزيوني أن التحرير يعطي الاساس للطلاب، وبدون تحرير لا يوجد شيء، لأن الطالب الذي ليس له قدرة على صياغة الاخبار والتقارير والتحقيقات لديه اشكالية كبيرة في التعامل مع الموضوع الصحفي.

ويتطرق المحاضر في قسم الصحافة الى أهمية توفر مهارات عدة في طالب الصحافة، كالمهارة اللغوية ومهارة التحرير والتعامل مع الاحداث والجرأة والعمق في الكتابة، ويضيف " هذا ما نحاول غرسه في طلابنا ".

أما الدكتور أبو ضهير فيقول: يفترض لدى طالب الصحافة توفر الرغبة الحقيقية في العمل الصحفي، وينبغي أن يتوفر لديه حد مقبول من المواهب والقدرات الإبداعية، ومن المهم أن تكون لديه ثقافة عامة رغم أن هذه المسألة قابلة للاكتساب خلال فترة الدراسة وبعدها.

خمس وحدات صحفية

قسم الصحافة يضم بين ثناياه وقاعاته خمس وحدات صحفية، هي وحدة التحرير الصحفي ووحدة التصوير ووحدة الاخراج الصحفي ووحدة الانتاج التلفزيوني ووحدة التدريب الاذاعي.

 يقول الاستاذ علان ذوقان مشرف مختبر الاخراج الصحفي، نعمل في المختبر في مجال تصميم الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، وكان لافتا في المرحلة الاخيرة استخدام اجهزة الماكنتوش المتطورة الاكثر شهرة عالميا في هذه المجالات.

وبالنسبة للتدريب في المختبر يضيف الاستاذ ذوقان أنه يتم تدريب الطلبة على الاجهزة غير الموجودة في البيوت، لان اجهزة الماكنتوش المتوفرة لدينا عملية أكثر، وهي ذاتها في المؤسسات الاعلامية، مشيرا الى أن كل طالب يتميز بشيء معين، وكثير من الطلاب يحبون الاخراج الصحفي، ونقوم بالتدريب بشكل دائم طوال الفصل على أحدث البرامج وافضلها وذلك حتى يتمكن الطالب من القيام بالوظائف العملية، ونتمنى أن يصبح لدينا كلية اعلام لنواكب التطور.

ويشرف على وحدة التدريب الاذاعي الاستاذة أماني عودة، التي تشير الى انها في هذه الوحدة تدرب الطلبة على الجانب العملي لمساقات المذياع التي تتضمن اعداد جميع الفنون الصوتية والبرامج الاذاعية المختلفة، كما تدرب ايضا على برنامج المونتاج الاذاعي "Adobe Audition"  بحيث يقدم وينتج ويخرج الطالب المادة الاذاعية، وتؤكد على أن التواصل العملي ممتع جدا.

التدريب داخل المختبرات

ينوه الاستاذ هشام عيروط مشرف وحدة الانتاج التلفزيوني الى ان التدريب العملي يشكل حجر الزواية في حصول الطلاب على معلومات تفيدهم عند انخراطهم بسوق العمل، فالى جانب العلوم والنظريات والمبادئ الصحفية ينبغى على طالب الصحافة ان يكون لديه المام بكيفية استخدام التكنولوجيا في الإنتاج والتحرير والإخراج والمونتاج والفنون الاخرى.

ويوضح الاستاذ عيروط أن هنالك حلقة تكاملية في قسم الصحافة بين الاساتذة ومشرفي المختبرات، حيث يقوم المدرسون بتقديم الجانب النظري وربطه بالجانب العملي لاستكمال العملية التعليمية بحيث يجمع الطالب بين النظري والعملي، مشيرا الى أن نسبة التدريب العملي مرتفعة نتيجة لمتطلبات العمل واعتمادها على التكنولوجيا في الجوانب كافة.

كما يشير عيروط إلى أن التدريب يزود الطالب بمهارات عالية تضاهي كثيرا من الجامعات في الوطن والعالم العربي وتعدهم لإيجاد فرص عمل في المستقبل لان الهدف الأول هو الحصول على علم وعمل، ونتيجة لهذا التدريب في كل عام يعقد مهرجان للأفلام الوثائقية يطبق فيه كل ما تم تطبيقه نظريا وعمليا وينظم أيضا معارض للتصوير بالإضافة إلى المشاركة في المسابقات المحلية والعالمية.

مهرجان الأفلام الوثائقية

مهرجان يعقد كل سنة، حيث يشير الدكتور عبد الجواد إلى أن المهرجان يركز بشكل رئيسي على القضايا السكانية في فلسطين، حيث يقوم طلبة الصحافة بإنتاج وتصوير وإخراج أفلام وثائقية تعرض في مهرجان الأفلام السنوي الذي يتنافس فيه الطلبة على المراكز الثلاثة الأولى، مما يعطي الطلبة فرصة للتدريب والتعرف على القضايا السكانية وتوثيقها في فلم وثائقي يمكن الرجوع إليه واستخدامه بشكل متكرر خاصة وأنه يتم عرض الأفلام الوثائقية في نشاطات اجتماعية مختلفة ومحطات محلية لمحاولة إعلام الناس بالقضايا السكانية وإيجاد حلول لمثل هذه المشاكل.

ويتحدث الدكتور أبو ضهير عن مشروع الاتصال السكاني الذي يحتضنه قسم الصحافة، حيث أن له عدة أهداف أهمها تدريب وتعليم طلبة الصحافة على معالجة القضايا السكانية من الناحية الإعلامية، وتنفيذ بعض الأنشطة في إطار هذا التدريب وإنتاج أفلام وثائقية، بالاضافة الى القيام ببعض الأنشطة الإعلامية لخدمة المجتمع الفلسطيني وقضاياه.

وفيما يتعلق بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية يذكر رئيس قسم الصحافة أن هنالك خطة لتنظيم مهرجان وثائقي لمكافحة المخدرات وآخر يتحدث عن حقوق الإنسان، ويتم أيضا التعاون مع المؤسسات غير الحكومية في مجالات التدريب الصحفي كافة سواء أكانت مرئية أم مسموعة أم تدريبا صحفيا، إذ أننا نعتقد أن هذه المؤسسات تعزز الآراء الموجودة وتعطي فرصة أخرى لمواجهة الواقع.

وفي السياق ذاته، يؤكد الدكتور أبو ضهير على أهمية التواصل مع المجتمع المحلي، وذلك من خلال ثلاثة أساليب، الاتصال المباشر مع المؤسسات الإعلامية والمؤسسات غير الإعلامية  أيضا، خاصة أنها تقوم بتنظيم أنشطة مشتركة مع قسم الصحافة، بالإضافة إلى دور إدارة الجامعة في تنظيم بعض الفعاليات والأنشطة للتواصل مع المؤسسات المختلفة.

خطوات عملية

يؤكد الأستاذ المصري المحاضر في قسم الصحافة على أن القسم يخطو خطوات حثيثة وعملية، كان آخرها تزويد القسم بعدد كبير من الأجهزة من كاميرات وأجهزة مونتاج، خاصة وأن إدارة الجامعة لا ترفض طلبا لقسم الصحافة.

ويوضح الأستاذ المصري أن هنالك طلابا يحبون الصحافة ولديهم قدرة على التعامل مع الجو الصحفي، ، والبعض غير مستعد نفسيا وثقافيا، خاصا بالذكر أن الثقافة والمعلومات العامة مهمة جدا، ناهيك عن اللغة الانجليزية واللغات الأخرى أيضا

 مقدما نصائح أخرى يقول المحاضر في قسم الصحافة، القراءة والتنمية الذاتية والثقافة العامة والعلاقات الاجتماعية كلها مقومات للصحفي الناجح، وعلى طالب الصحافة أن لا ينتظر التخرج حتى يطور نفسه.

وفي سياق متصل، الدكتور أبو ضهير مسديا نصائح لطلبة الصحافة يقول : على الطالب أن يدرك حقيقة رغباته فيما يتعلق باختياره للصحافة، إذ أن عليه أن يهب وقته وعقله وقدراته ووقته للتخصص، وأن يسعى الطالب بكل ما أوتي من قوة لاستنهاض طاقاته خلال الدراسة، ويتوجب عليه أن يكون جديا وألا يبدد وقته في الأمور الثانوية، وأن يوسع من دائرة علاقاته داخل وخارج الجامعة كي ينعكس ذلك على عمله بعد التخرج، وما بعد التخرج عليه العمل على تطوير قدراته الصحفية خاصة في المرحلة الأولى، وعلى طالب الصحافة أيضا أن يدرك حقيقة تخصص الصحافة وفلسفة الإعلام.

يؤكد الدكتور أسامة عبد الله الذي يدرس مساقات الإخراج الصحفي والإعلام العربي والإعلام الدولي على أهمية تأسيس الصحفي حتى تكون لديه الخلفية الثقافية، منوها إلى أن المساقات النظرية تعطي الطالب كماً جيدا من المعلومات حول وسائل الإعلام العربية وعلاقتها بالرأي العام، وكذلك فان المساقات العملية تؤسس الطالب على سبيل المثال لإصدار أو إخراج صحيفة، والعديد من المساقات توثق العلاقة بين ما هو نظري وعملي.

ويضيف الدكتور عبد الله " إمكانيات القسم جيدة وتؤهل الصحفي لأن يخرج إلى الشارع الإعلامي مجهزا بالعدة والعتاد لممارسة الإعلام، ونحن بحاجة إلى تحديث ومتابعة التطور التكنولوجي بحيث نظل مواكبين له خاصة أن الطاقم التدريسي والفني على كفاءة عالية "

تقول الطالبة يافا سيف، سنة ثالثة صحافة أنها تحب الإعلام كثيرا، وتتابع الإحداث أولا بأول، لأنها لا تحب الجمود فالصحافة كلها حيوية، الطالبة سيف تطمح للتتطور في مجال الصحافة وأن تصبح صحفية لامعة.

من جهته، الطالب معاذ المصري سنة رابعة صحافة يرى في ثورة الاتصال الحديثة أن كل شيء فيها قائم على الإعلام، لا سيما أن عصرنا الحالي هو عصر السرعة، والإعلام في حياتنا يلعب دورا أساسيا، ويشيد بمختبرات قسم الصحافة والتطور المستمر فيها والتي توفر التدريب الكافي للطلبة ، لكننا نطمح بالمزيد من هذا القسم الذي لم يبخل علينا بشيء، ويفتخر المصري بأساتذة ومشرفي مختبرات القسم.

يقول الدكتور عبد الجواد، رئيس قسم الصحافة، نحن نصبو نحو الأفضل، واشكر الزملاء في القسم وإدارة الجامعة على دعمهم اللامتناهي للقسم، ونؤكد على حرص إدارة الجامعة على دعم قسم الصحافة وتزويده بالمعدات والاحتياجات.


Read 1035 times

© 2024 جامعة النجاح الوطنية