عقد في سلطة النقد الفلسطينية في مقرها برام الله يوم الثلاثاء الموافق  25\10\2011 وبالتعاون مع مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح الوطنية ندوة بعنوان "التخطيط الاستراتيجي للحد من مخاطر الكوارث". وذلك في إطار سعيها لرفع مستوى الوعي فيما يتعلق بمواجهة المخاطر والمحافظة على استمرارية الأعمال على مستوى الجهاز المصرفي، بالإضافة إلى تعزيز التواصل والتنسيق ما بين العاملين في مجال استمرارية الأعمال في كل من سلطة النقد والمصارف والمؤسسات الفاعلة في هذا المجال، وقد حضر الندوة العاملون في مجال استمرارية العمل في سلطة النقد والمصـارف، كما حاضـر فيها الدكتور جلال الدبيك، مدير وحدة هندسة الزلازل ومركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث، ومنسق عام المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية، ونائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من أخطار الكوارث.

وأكد الدكتور جهاد خليل الوزير، محافظ سلطة النقد الفلسطينية، خلال كلمة افتتاحية لأعمال الندوة على أهمية وضع خطط إستراتيجية لإدارة المخاطر والحد منها، كما دعا لأن تكون هذه الندوة بداية للتعاون والتنسيق المشترك ما بين العاملين في هذا المجـال لتطويـر قدرات وإمكانيات الجهـاز المصرفي في مواجهـة المخاطر والأزمات بمختلف أشكالها، مشيراً إلى استحداث وحدة استمرارية العمل لدى سلطه النقد، والتي ستتولى متابعة هذه المهمة.

وقد تضمنت المحاضرات التي قدمها د. الدبيك عدد من المواضيع، منها: مستوى المخاطر والعلاقة التبادلية بين التطور والاستثمار من جهة والكوارث من جهة أخرى، والعلاقة بين المخاطر والتنمية المستدامة، ومفهوم الحد من مخاطر الكوارث، وتقييم المخاطر وإدارتها  (Risk Assessment and Risk Management)، والمفاهيم الأساسية في التخطيط الاستراتيجي للحد من مخاطر الكوارث، وكيفية تمكين المدن من مجابهة الكوارث وكيف تجعل مدينتك مستعدة، والزلازل وأسباب حصولها وكيف ولماذا تحصل أمواج المد البحري "تسونامي". والخطر الزلزالي في فلسطين، ومدى مقاومة المباني في فلسطين للزلازل المحتمل حدوثها، وأهم المعايير والضوابط العالمية لبناء المجتمعات والأمم لمواجهة الكوارث وفقاً للمنظومات الدولية والإقليمية، وأهمها: الإستراتيجية الدولية للحد من الكوارث   UNISDR  وإطار عمل هيوغو للعقد 2005 – 2015 والإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث 2011  - 2020.

تحدث د. الدبيك خلال الندوة كذلك حول أثر الكوارث على المنشآت والاقتصاد والتنمية في فلسطين، وما قد تخلفه من آثـار كارثية حال حدوثهـا لا سمح الله مشيراً إلى ضـرورة وضع خطط وطنية شاملة يشترك فيها القطاع العام والخاص والمؤسسات الأهلية لمواجهة هذه التحديات، بالإضافة إلى ضرورة رفع مستوى الوعي فيما يتعلق بالتخطيط الإستراتيجي لمواجهة الكوارث والأزمات لدى صناع القرار وتوعية المواطن في هذا المجال. كما واستعرض د. الدبيك أنواع الزلازل وآثارها وكيفية مواجهتها والتاريخ الزلزالي لفلسطين، بالإضافة إلى الوضع الزلزالي في فلسطين من حيث البؤر الزلزالية وتوزيعها ومدى احتمال تعرض المنطقة لزلازل قوية نسبياً في المستقبل ومستوى الجاهزية في المناطق الفلسطينية، والمشاكل التي قد تواجه عمليات مواجهتها في حال حصول كوارث على المستوى الوطني، مؤكداً على ضرورة وضع القوانين والتشريعات المناسبة ووضع آليات مناسبة لتنفيذها من أجل الوصول إلى بنية ومباني تحتية قادرة على مواجهة الكوارث والزلازل.

في نهاية الندوة أجاب د. الدبيك على أسئلة الحضور، وتم توزيع الخارطة الزلزالية لفلسطين على الجهات المشاركة.